ترامب يختار أول شخصية في إدارته ويتطلع لمحادثات مع بوتين
شعبان بلال (واشنطن، القاهرة)
أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أول تعيين في إدارته بعد فوزه الحاسم في الانتخابات، بينما أشار إلى نيّته التخلي عن سياسات الإدارة الحالية عبر عقد محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
واختار ترامب مديرة حملته الانتخابية سوزي وايلز لتولي منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض، لتكون أول امرأة تعيّن في هذا المنصب الرفيع وأول قرار تعيين في إدارته المقبلة.
وقال ترامب في بيان: «لقد ساعدتني سوزي وايلز في تحقيق أحد أعظم الانتصارات السياسية في التاريخ الأميركي، وكانت جزءاً لا يتجزأ من حملتين ناجحتين في عامي 2016 و2020».
وأفاد ترامب لاحقاً عر شبكة «إن بي سي نيوز» بأنه منذ فوزه لم يتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفاً «لكن أعتقد بأننا سنتحدث».
وسبق للرئيس المنتخب أن أفاد بأنه سيدعم التوصل إلى اتفاق سلمي لحل النزاع بين روسيا وأوكرانيا، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي تحدّث مع ترامب الأربعاء أشار إلى أن الدعوات لوقف إطلاق النار «خطيرة».
واحتفظ الجمهوريون بتقدم بفارق ضئيل أمس، في الوقت الذي يحصى فيه مسؤولو الانتخابات الأصوات النهائية التي ستحدد السيطرة على مجلس النواب الأميركي، على الرغم من نجاح الديمقراطيين في خطف مقعدين كان يشغلهما نائبان جمهوريان في ولاية نيويورك.
وضمن الجمهوريون الحصول على 211 مقعداً على الأقل، وهو عدد أقل بسبعة مقاعد عن الأغلبية في المجلس الذي يتألف من 435 عضواً، مع عدم الاعلان عن نتائج 24 سباقاً على المقاعد، وفق شركة «إديسون للأبحاث».
وأصبح الجمهوريون في طريقهم للحصول على أغلبية لا تقل عن 53 مقعداً في مجلس الشيوخ المؤلف من 100 مقعد.
ومن شأن السيطرة الكاملة للجمهوريين على الكونجرس أن تمنح ترمب حرية كبيرة في مواصلة سياسات من بينها تخفيضات ضريبية شاملة، وتحرير الطاقة، وضوابط أمن الحدود.
ولكي يحصل الديمقراطيون على الأغلبية في مجلس النواب، فإنهم يحتاجون الآن إلى الفوز بما لا يقل عن 18 من أصل 24 مقعداً لم يتم الإعلان عن نتيجتها بعد.
وبعد فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، تصدر ملف الحروب والصراعات أهم التحديات أمامه، في ظل تصريحاته التي تعهد فيها بإنهاء الحروب، خاصة في أوكرانيا وغزة ولبنان.
وجدد ترامب تأكيده بأنه سيقوم بوقف الحروب، قائلاً «سوف نوقف الحروب ولن نبدأها»، مضيفاً أنه «لم يكن هناك حروب في ولايته الأولى، باستثناء دحر تنظيم داعش خلال وقت قياسي»، مؤكداً أن «هذا يعد انتصاراً كبيراً للديمقراطية والحرية».
ويأمل مراقبون في أن ينجح ترامب في تنفيذه وعوده بإنهاء الحروب، حيث قال المحلل السياسي الأميركي، توت بيلت لـ«الاتحاد» إن ترامب لم يوضح كيف سينهي الحروب، بخلاف قوله إنه سيجمع القادة في غرفة واحدة ويتفاوض على اتفاق.
وأضاف بيلت: «لا أحد يعرف كيف قد يبدو الأمر، خاصة إذا لم يوافق الزعماء على التفاوض، ويعكس هذا نهجاً تبسيطياً للغاية في التعامل مع الشؤون الدولية، وهو النهج الذي وصف دائمًا بنهج ترامب».
واعتبر الخبير الاستراتيجي الأردني، الدكتور عامر سبايلة، أن ملفات حرب روسيا وأوكرانيا وكذلك الحرب في غزة ولبنان تعتبر شائكة ومعقدة، لكن الولايات المتحدة دائماً ما تكون عاملاً قوياً في فرض الحلول لاحتواء الصراع وتطبيق سياسة أكثر حزماً.
وذكر المحلل السياسي في واشنطن، عهد الهندي لـ«الاتحاد» أن ترامب سيستخدم علاقاته الشخصية التي كان يفاخر بها في محاولة لإنهاء الحروب، مضيفاً أن لدى الرئيس المنتخب علاقات قوية مع العديد من قادة العالم.
وأضاف الهندي أن ترامب سيعمل على وقف الحروب بعدما وعد بذلك خاصة في منطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى أنه يؤمن بأن الولايات المتحدة ستكون في حال أفضل بوقف الحروب وسوف ينتعش اقتصادها وعليها تركز على التجارة بدلاً من الحروب.