ترامب وهاريس يواصلان سباقاً قابلاً لكل الاحتمالات
شعبان بلال (واشنطن، القاهرة)
يقوم كل من دونالد ترامب وكامالا هاريس بمحاولة أخيرة للتفوّق على الطرف الآخر في الأسبوع الأخير قبل موعد الانتخابات الأميركية الأكثر إثارة للانقسام في العصر الحديث والقابلة لكل الاحتمالات.
وتظهر استطلاعات الرأي أن النتائج بين نائبة الرئيس الديمقراطية والرئيس الجمهوري متقاربة إلى حد كبير مع اقتراب يوم الخامس من نوفمبر.
وسيلجأ كلا المرشحين إلى كل الوسائل الممكنة للتأثير على الناخبين إذ ستلقي هاريس خطابها الختامي اليوم في الموقع ذاته الذي حشد فيه ترامب أنصاره للاحتجاج على خسارته انتخابات 2020.
وقال ترامب، أمس، أمام حشد ضخم في مسرح حديقة ماديسون سكوير في مدينة نيويورك إن منافسته الديمقراطية تدمر الولايات المتحدة، موضحاً: «لقد دمرت هاريس بلدنا، لن نتحمل ذلك من الآن فصاعداً».
ووعد بأنه سيعيد بناء أعظم اقتصاد في تاريخ العالم، معتبراً أن ذلك «سيحدث بسرعة».
واتهم ترامب نائبة الرئيس بانتهاك قسمها على مدى السنوات الأربع الماضية، بشأن حماية الحدود الجنوبية، وإطلاق العنان لجيش من المهاجرين الذين يشنون حملة من العنف ضد المواطنين الأميركيين وفق قوله.
كما أعلن أنه في اليوم الأول لانتخابه سيطلق أكبر برنامج ترحيل في التاريخ الأميركي، لإخراج المهاجرين، وإنقاذ كل مدينة وبلدة، بأسرع ما يمكن.
من جانبها، انتقدت هاريس، تصريحات منافسها بشأن المهاجرين، قائلة إن الرئيس السابق يحاول تقسيم الشعب وتخويف الناس، مشيرة إلى أنها مجرد محاولة جديدة لترامب لتقسيم الشعب الأميركي، عبر القول إما المواطن الأميركي أو المهاجرون.
واعتبر خبراء ومحللون سياسيون أميركيون أن ملف المهاجرين يعتبر عاملاً حاسماً في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن الدكتور نبيل ميخائيل إن ورقة المهاجرين تميل لصالح ترامب لأنه يرفع من مخاوف الأميركيين من خطورة الهجرة غير الشرعية على هوية الولايات المتحدة التي تشكلت عبر أزمنة طويلة، كما تمثل الهجرة غير الشرعية خطورة من الناحية الاجتماعية، حيث ازدادت معدلات الجريمة، بالإضافة إلى العامل الاقتصادي حيث يرى ترامب أن المهاجرين يأخذون وظائف المواطنين الأقل دخلاً.
وأوضح ميخائيل في تصريح لـ«الاتحاد» أن هاريس تسعى أيضاً إلى تغيير وجهة نظر الأميركيين تجاهها في هذا الملف، لتساهم في سن تشريع لزيادة الجنود على الحدود مع المكسيك، لكن ترامب نجح في إخفاق هذا التشريع عبر إعلانه إقامة حائط بين المكسيك وأميركا لمنع الهجرة غير الشرعية.
وترى الباحثة في العلاقات الدولية ايرينا تسوكرمان أن أمن الحدود، وليس الهجرة ككل، يشكل إحدى القضايا الداخلية الرئيسة في هذه الانتخابات، خاصة أن أزمة المهاجرين تتمثل في الأشخاص غير الشرعيين الذي يحاولون الدخول دون أوراق قانونية.
وقالت تسوكرمان في تصريح لـ«الاتحاد»: إن هناك العديد من المشكلات التي تجعل حل هذه المشكلة صعباً لأي من الطرفين، منها القانون الذي يتطلب مراجعة كل طلب لجوء قبل الترحيل، الأمر الذي يستغرق وقتاً طويلاً، علاوة على أن مسؤولي الحدود لا يتمتعون بالمهارات اللغوية والخبرة الثقافية لاتخاذ القرارات المتعلقة بالقضايا الأمنية للأجانب غير الشرعيين الذين يدخلون الولايات المتحدة.
ولفتت إلى أن هاريس تجاهلت هذه المشكلة إلى حد كبير طوال فترة ولايتها، لكنها تحاول الآن الاستفادة من الاهتمام الشعبي والتحول إلى موقف متشدد بشأن الهجرة، بينما تبنى فريق ترامب نبرة تميل إلى العنصرية في مهاجمة المهاجرين، مشيرة إلى أن كثيرين يعتقدون أن أمن الحدود قد يكون العامل الحاسم في هذا السباق، وأن العديد من المستقلين الذين ليسوا بالضرورة متعاطفين مع ترامب سيصوتون له في النهاية بسبب فشل بايدن وهاريس في معالجة القضية بشكل مناسب.