الاخبار

ترامب وإنهاء حرب غزة.. مواقف متباينة رفعت رصيده أمام هاريس

ما أبرز تصريحات ترامب الأخيرة؟

أن “إسرائيل” تفقد الكثير من الدعم الدولي بسبب حربها في غزة.

وماذا أكد أيضاً؟

دعمه لـ”إسرائيل” أيضاً في مواجهة “حماس”.

وما الذي لعبت عليه حملة ترامب؟

استغلال دعم بايدن لـ”إسرائيل” لجذب أصوات المعارضين للعدوان على غزة.

 قبل أيام من الانتخابات الرئاسية التي انتهت أخيراً بفوز دونالد ترامب، برزت غزة بين القضايا التي تهم قطاعاً كبيراً من الناخبين الأمريكيين خاصة اليهود والمسلمين منهم، حيث عمل المرشحان على مهاجمة سجل نظيره فيما يتعلق بالحرب على القطاع.

لكن وسط معركته الانتخابية بدا ترامب متناقضاً في تصريحاته؛ فخلال مقابلة أجراها مع شبكة “فوكس نيوز” مطلع مارس 2024، عبّر عن دعمه للحرب التي تشنها “إسرائيل” على قطاع غزة، ليعود لاحقاً، أواخر الشهر ذاته، ويقول إن “إسرائيل” تفقد الدعم الدولي وعليها إنهاء الحرب، وظل يردد طوال فترته الانتخابية أنه لو كان موجوداً في الحكم لما سمح لـ”حماس” بمهاجمة “إسرائيل”.

واللافت أن تصريحات ترامب النادرة وقفت أحياناً ضد الحرب، أو بالأحرى ضد حكومة تل أبيب، بعدما تخلى عن دعم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في وقت وقع فيه الأخير بموقف حرج، قبل أن يعلن لاحقاً أنه سيعمل على وقف الحرب في الشرق الأوسط وأوكرانيا.

وقف الحرب

أخيراً وبعد معركة وصراع طويل استمر لأشهر طويلة، حصد الرئيس الأمريكي الجديد ترامب مسيرة الحملات الانتخابية بتتويجه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى على حساب الديموقراطية كامالا هاريس.

ومع إعلان فوزه، سارع ترامب لتأكيد أنه سيوقف الحروب في العالم، كما أكد قبل أسبوع من الانتخابات أنه سيضع حداً للفوضى في الشرق الأوسط عندما يصبح رئيساً، وسيمنع نشوب حرب عالمية ثالثة، على حد تعبيره.

وخلال مراحل الحملة الانتخابية ردد الرئيس الأمريكي -والذي يعتبر أن درجة الاحترام لأمريكا لم تكن يوماً متدنية كما هي حالياً-، أنه سيحلّ النزاعات الجارية بدون إبطاء.

وأعرب ترامب عن دعمه لجهود إسرائيل “لتدمير” (حماس)، لكنه انتقد أيضاً بعض التكتيكات الإسرائيلية، ويقول إن تل أبيب يجب أن تنهي المهمة بسرعة وتعود إلى السلام.

وفي مقابلة مع صحيفة “إسرائيل اليوم” الإسرائيلية نشرت (25 مارس 2024) قال: “عليكم أن تنجزوا الحرب. أن تنهوها. يجب أن تنتهوا منها”، مشيراً إلى أن “إسرائيل” تفقد الكثير من الدعم الدولي بسبب حربها في غزة، ودعاها إلى “إنهائها والمضي قدماً في عملية السلام”.

وعلى الرغم من حديثه حول أنه كان سيرد بنفس طريقة “إسرائيل” على هجوم “حماس” في السابع من أكتوبر 2023، إلا أنه شدد على أنه يشعر بالضيق حين يرى الناس لم يعودوا يتحدثون عن هذا الهجوم الذي وصفه بـ”المروع”، وإنما “عن الحرب التي حولت فيها الضربات الإسرائيلية قطاع غزة في معظمه الى أنقاض”.

كما ألقى ترامب ما بدا أنه نقد لجهود الدعاية الإسرائيلية، وقال: إن “إسرائيل ارتكبت خطأ كبيراً جداً لنشرها صور القصف وسقوط القنابل على مبان في غزة. كل ليلة كنت أشاهد المباني تسقط على الناس. وقلت هذه صورة رهيبة. إنها صورة سيئة جداً للعالم. أعتقد أن إسرائيل أرادت أن تظهر أن الأمر صعب، لكن في بعض الأحيان يجب ألا تفعل ذلك”.

وكثيراً ما يصف ترامب نفسه بأنه حليف مخلص لـ”إسرائيل”، مذكراً بقراره نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة ودور إدارته في مفاوضات اتفاقات التطبيع عام 2020 بين “إسرائيل” ودول عربية مثل الإمارات والبحرين.

انتقادات خجولة

والواقع أن ترامب لم يكشف إلا القليل عن وجهات نظره بشأن حرب غزة، انطلاقاً من إمكانية وقف إطلاق النار إلى ما قد يحدث عندما يتوقف القتال في نهاية المطاف. ومن الصعب معرفة المزيد؛ على الرغم أنه بحث خلال حملته الانتخابية عن أصوات العرب والمسلمين المُطالبة بوقف حرب غزة، ولعبت تلك الأصوات في جزء من فوزه على هاريس.

ذلك ما كشفته تصريحات مدير مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، والذي أكد عقب الانتخابات قائلاً: “حذرنا إدارة بايدن/هاريس مراراً خلال حرب الإبادة على غزة بأننا سنتذكرهم في نوفمبر، أي يوم الانتخابات، في حال لم يطالبوا وينفذوا قرار وقف الحرب على غزة. واليوم تذكرناهم. ونفذنا ما وعدنا به. ولا ندم”.

وتعهد ترامب قبل الانتخابات، خلال زيارته لولاية ميشيغان، وهي مدينة ذات أغلبية عربية يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة، بأنه في حال فوزه، سيعمل على تحقيق السلام في الشرق الأوسط ووقف الحروب في غزة ولبنان.

ومع ذلك، فقد سلطت صحيفة “نيويورك تايمز”، (1 مارس 2024)، الضوء على مواقف ترامب، وقالت إنه انتقد في البداية نتنياهو، قبل أن يتراجع بسرعة ويدلي بتصريحات تعبر عن دعمه لـ”إسرائيل”، وأطلق كذلك ادعاءات مثيرة مفادها أن “هجوم حماس لم يكن ليحدث أبداً” لو كان رئيساً.

وأضافت الصحيفة أن نهج ترامب “بعدم التدخل في الصراع الدموي في الشرق الأوسط يعكس التحول العميق المناهض للتدخل الذي أحدثه الرئيس السابق في الحزب الجمهوري على مدى السنوات الثماني الماضية”.

وتابعت أن توجهات ترامب تأثرت بمشاعره تجاه نتنياهو، الذي كان قد هنأ الرئيس جو بايدن بالفوز في انتخابات عام 2020، “وهو أمر قد لا يغفره ترامب أبداً”.

تناقضات كبيرة

يرى المحلل السياسي والباحث من واشنطن سيف مثنى، أن ترامب كما يصفه الأمريكان (Big Mouth)؛ أي إنه دائماً ما يجيد كثرة الحديث والتناقضات المستمرة.

ويوضح، في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، بقوله: “كان لديه تصريح هو الأشهر والأكثر وضوحاً حول حرب غزة ودعمه لإسرائيل، ودائماً ما كان يتحدث عن دور إدارته السابقة في دعم استقرار وبقاء إسرائيل، لكنه يرى أن الكيان الصهيوني لم يدر الحرب جيداً”.

ويكمل بقوله: “بالعودة للماضي فلديه سجل قوي مؤيد لإسرائيل مقارنة بالرؤساء الأمريكيين السابقين، حيث نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واعترف بضم مرتفعات الجولان، بالإضافة إلى دوره في توقيع ما اصطلح على تسميته باتفاقيات أبراهام للسلام بين إسرائيل وكل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين”.

ويشير إلى أن ترامب ركز “على الخلافات الموجودة في الحزب الديمقراطي واليهود في الحزب، ومقاطعة بعض الناخبين الديمقراطيين للانتخابات بسبب سياسة بايدن تجاه الكيان الإسرائيلي”.

بين ترامب وبايدن

في مناسبات سابقة، صرح نتنياهو أن الإدارات الأمريكية الديمقراطية، بما في ذلك الإدارة الحالية، عملت خلف الكواليس لإسقاطه، فهناك دائماً توترات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي وحلفائه المقربين من جهة والحزب الديمقراطي من جهة أخرى.

وعلى هذا الأساس كأن نتنياهو يأمل بعودة المرشح الجمهوري ترامب إلى البيت الأبيض، في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وذلك وفقاً صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية (نوفمبر 2024)

ورغم أمل نتنياهو في فوز ترامب والذي قد تحقق فعلياً، فقد يتعين عليه توخي الحذر بشأن ما يتمناه، فالرئيس الأمريكي الجديد لا يمكن التنبؤ بسياساته، ويمكن أن يسبب لرئيس حكومة الاحتلال المتاعب أكثر من هاريس.

وقد يحاول ترامب إحياء “صفقة القرن” التي تركز على إقامة دولة فلسطينية، وهو ما يرفضه نتنياهو وائتلافه بشكل قاطع، مقابل إقامة علاقات بين “إسرائيل” والسعودية.

وفي الصفقة المقترحة، ستوجد دولتان جنباً إلى جنب، مع 70 بالمئة من الضفة الغربية و100 بالمئة من غزة تحت الحكم الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى