بمشاريع جديدة.. خطة شاملة لتعزيز القطاع السياحي في الكويت
تكلفة المدينة الترفيهية الجديدة في الكويت بلغت نحو 649 مليون دولار.
عوامل انتعاش السياحة الداخلية في الكويت تتمثل في:
– تطوير البنية التحتية
– الفعاليات الثقافية والرياضية
– برامج الترويج السياحي.
يحظى قطاع السياحة في الكويت باهتمام متزايد، في الآونة الأخيرة، بهدف تحقيق تنوع اقتصادي يعتمد بشكل أكبر على السياحة الداخلية من خلال الاستثمار في تطوير المرافق السياحية والترفيهية، وتنظيم الفعاليات الكبرى.
ويؤكد الخبراء على ضرورة تكامل جهود الحكومة والقطاع الخاص، لتفعيل المشاريع المستقبلية التي تهدف إلى تحويل الكويت إلى مركز سياحي وتجاري مميز في المنطقة.
مشاريع سياحية واعدة
في إطار تنفيذ قرارات مجلس الوزراء الكويتي وتوجيهاته بتنشيط السياحة الداخلية وتعزيز المشاريع الترفيهية، وضعت الجهات الحكومية بالتعاون مع القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني خطة شاملة لجذب السياحة إلى الكويت.
وكشفت صحيفة القبس الكويتية في تقرير لها، عن خطط لاستثمار الأعياد الوطنية وتحويل الكويت إلى وجهة سياحية جاذبة، مع تسهيل دخول الزوار الخليجيين والاستفادة من النجاحات المحققة خلال بطولة “خليجي 26”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر حكومية، أن الهيئة العامة للاستثمار باشرت تنفيذ مشروع المدينة الترفيهية الجديد، الذي يهدف إلى تقديم تجربة سياحية واستثمارية متكاملة.
ويتضمن المشروع المرتقب مرافق متنوعة مثل مدينة ملاهٍ، وملاعب رياضية، وفندق، وحديقة مائية، وحديقة للانزلاق بالحبال، وأكواخ غابات، ومنطقة تنزه، وصالة ألعاب إلكترونية، ومحمية طبيعية، ومناطق مراقبة الطيور، ومتاجر.
وكشفت مصادر مطلعة في وقت سابق، أن الجدول الزمني يتضمن انجاز مشروع المدينة الترفيهية الجديدة خلال عامين على حد أقصى، مشيرة الى أن الهيئة العامة للاستثمار تعهدت للمجلس البلدي بعرض رؤية شاملة ومتكاملة للمشروع واطلاقه للنور بسرعة.
وتبلغ الكلفة التقديرية الاجمالية لتنفيذ مشروع المدينة الترفيهية الجديدة بنحو 200 مليون دينار (649 مليون دولار) منها 120 مليوناً (389 مليون دولار) للنفقات الرأسمالية، و80 مليون (نحو 260 مليون دولار) للبنية التحتية.
ومن المتوقع أن يسهم المشروع في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 85 مليون دينار (275 مليون دولار) عام 2035، ليوفر نحو 4 آلاف فرصة عمل جديدة، كما سيصل عدد الزوار المحتملين للمدينة الترفيهية إلى 900 ألف بحلول عام 2030.
وتشمل الخطة أيضاً مشاريع تطوير الجزر وإعادة تأهيل الشريط الساحلي، بالإضافة إلى طرح خمس مشاريع سياحية وترفيهية بالشراكة مع القطاع الخاص وشركات عالمية قريباً، لتعزيز البيئة الترفيهية في الكويت.
كما يُتوقع أن يسهم افتتاح مطار الكويت الجديد T2، خلال عامين، في دعم خطط السياحة وتحويل البلاد إلى مركز تجاري إقليمي.
انتعاش السياحة الداخلية
شهدت الكويت في السنوات الأخيرة تطورات لافتة في قطاع السياحة الداخلية، حيث أسهمت الجهود الحكومية في تعزيز هذا القطاع الحيوي عبر تطوير البنية التحتية وتنظيم فعاليات متنوعة تلبي احتياجات المواطنين والمقيمين.
وأظهرت بيانات رسمية صادرة عن بنك الكويت المركزي أن الزائرين للكويت أنفقوا حوالي 505.7 مليون دينار كويتي (ما يعادل 1.65 مليار دولار أمريكي) خلال فترة التسعة أشهر الأولى من عام 2024 (من يناير حتى نهاية سبتمبر).
وحقق الانفاق السياحي زيادة سنوية بلغت 28.2%، وبما يعادل 111.3 مليون دينار كويتي (364 مليون دولار أمريكي) مقارنة بإجمالي الإنفاق البالغ 394.4 مليون دينار كويتي (1.29 مليار دولار أمريكي) خلال الفترة ذاتها من العام السابق.
ووفقاً للبيانات، بلغ إنفاق السياح الأجانب (الزائرين غير المقيمين) في الكويت خلال الربع الأول من 2024 حوالي 170.1 مليون دينار كويتي (554 مليون دولار أمريكي)، وفي الربع الثاني نحو 172 مليون دينار كويتي (561 مليون دولار أمريكي)، وفي الربع الثالث حوالي 163.6 مليون دينار كويتي (533 مليون دولار أمريكي).
وتعزو صحيفة الأنباء الكويتية أسباب زيادة الإنفاق السياحي داخل الكويت إلى عوامل عديدة، منها، التسهيلات الحكومية لدخول الزائرين، وتطوير البنية التحتية السياحية من خلال استثمارات كبيرة في الفنادق، والمطاعم، ومراكز التسوق، والفعاليات الترفيهية.
كما أسهمت المهرجانات الترفيهية مثل مهرجان “يا هلا”، في جذب الزوار وزيادة إنفاقهم، مع تحسين جودة الخدمات السياحية والذي انعكس إيجابياً على معدلات الإنفاق، ونجح الترويج السياحي الفعال في تعزيز مكانة الكويت كوجهة سياحية جاذبة.
في المقابل، أشارت البيانات إلى انخفاض إنفاق الكويتيين على السياحة الخارجية بنسبة 15.8% خلال الأشهر التسعة الأولى من 2024، ليبلغ إجمالي الإنفاق نحو 2.97 مليار دينار كويتي (9.69 مليار دولار أمريكي) مقارنة بـ 3.53 مليار دينار كويتي (11.51 مليار دولار أمريكي) خلال الفترة ذاتها من 2023.
وترجع أسباب تراجع الإنفاق الخارجي لدى الكويتيين إلى تحسن الطقس انخفاض درجات الحرارة، فضلا عن تأثير ارتفاع تكاليف السفر الخارجي على عدد الرحلات والوجهات المختارة، بالتزامن مع زيادة خيارات الترفيه المحلي والتي وفرت بديلاً جذاباً للسفر.
وتُظهر البيانات نمواً واضحاً في قطاع السياحة الداخلية بالكويت، مدعوماً بالاستثمارات الحكومية والتوجه نحو تطوير الخدمات والمرافق، مما يبرز أهمية تعزيز اقتصاد السياحة المحلية.
خطوات مدروسة
ويقول مدير شركة “جوهرة الأرض” للسفر والسياحة، فرج الكبيسي، إن دول الخليج سارعت خلال السنوات الأخيرة نحو التوجه السياحي، والتفكير بجوانب أخرى تعزز اقتصادها، فضلاً عن الجانب النفطي والغازي.
ويضيف لـ”الخليج أونلاين” أن الإمارات والسعودية توجهتا لتعزيز هذا القطاع، كما استضافت قطر كأس العالم التي دعم النمو السياحي فيها، ومن ثم سلطنة عمان التي فتحت الأبواب لمختلف الجنسيات واشتهارها بخريف صلالة.
ويرى الكبيسي أنه بعد هذا التوجه لدول الخليج، كان لدولة الكويت لا بد أن تقوم بخطوات مدروسة وتدريجية، لتعزيز الجانب السياحي وتبدأها من استضافة كأس الخليج 26.
ويبين أن البطولة الخليجية كانت إحدى الأبواب التي تفتح المجال للجانب السياحي في دولة الكويت، مشيراً إلى انجازات مشاريع سياحية وترفيهية في السنوات الأخيرة، مثل تجمع “ونتر وندرلاند” الترفيهي، وحديقة جنوب الصباحية، وشاطئ البلاجات، ومنطقة “كي لاند” الترفيهية، وغيرها.
ويرى أن “هذه المشاريع لازالت صغيرة وغير كافية للنهوض بالقطاع السياحي في الكويت”، فهي دولة خليجية تشترك مع دول الخليج بنفس الأجواء الحارة والرطبة صيفاً والمعتدلة شتاءً، ويمكن أن توسع من مشاريعها السياحية.
ويؤكد الكبيسي على ضرورة أن تستثمر الكويت في مشاريع سياحية مبتكرة وغير تقليدية، لتميز نفسها عن مدن المنطقة وتوسيع قاعدة جذب السياح.
مقومات سياحية عديدة
تتمتع الكويت بمقومات سياحية تجعلها وجهة جاذبة للزوار من مختلف أنحاء العالم، وتتنوع هذه المقومات بين المرافق الترفيهية الحديثة، المواقع التاريخية، والشواطئ الجميلة، بالإضافة إلى المهرجانات الثقافية والفعاليات الرياضية.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة للسياحة أن دولة الكويت تمتلك المقومات لتصبح قبلة للسياح من جميع أنحاء العالم، فيما أشادت بالمبادرات السياحية الكويتية.
وقال الأمين العام للمنظمة الجورجي زوراب بولوليكاشفيلي، إن “المبادرات الكويتية التي تسلط الضوء على تراثها الثقافي وكرم ضيافتها لا تروج لها كوجهة سياحية فحسب بل تساهم أيضا في إحلال السلام في المنطقة من خلال دعوة الأفراد من مختلف الثقافات للتعرف على تاريخها وتقاليدها”.
وأشاد بولوليكاشفيلي في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية في سبتمبر 2024، بالمبادرة التي اتخذتها الكويت للترويج للسياحة وتطوير القطاع من خلال استراتيجية رؤية دولة الكويت 2035 (كويت جديدة) التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل إلى جانب النفط.
ورحّب بالمساعي الكويتية الرامية إلى تنمية بنيتها التحتية من خلال مشاريع متنوعة منها تطوير مناطقها الساحلية لتحويلها لقبلة سياحية تجذب السياح المحليين والدوليين بما يعود بالفائدة على الكويت نفسها وعلى الدول المجاورة.
واعتبر أن آفاق السياحة في دول الخليج واعدة للغاية بفضل الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية السياحية والفعاليات الدولية والمبادرات الحكومية التي تعزز الاستدامة.