الاخبار

بعودته للسلطة.. كيف سيتعامل ترامب مع الحوثيين في اليمن؟

– من المرجح أن يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطاً من مسؤولي الدفاع لتوسيع العمليات ضد الحوثيين

– قال الحوثيون إن هجماتهم لن تتأثر بوصول ترامب إلى السلطة

عودة دونالد ترامب إلى السلطة مجدداً بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية مؤخراً، ذات تأثير كبير على مستوى العالم، من أوكرانيا والشرق الأوسط وصولاً إلى اليمن؛ حيث تجاوز تهديد الحوثيين الدول المجاورة للبلد العربي، وأصبحت تهديداتهم تتجاوز المنطقة.

ومنذ مطلع العام الجاري، تبنت الولايات المتحدة إجراءات تصعيدية متنوعة الأبعاد تجاه الحوثيين باليمن، في مسعى استهدف بشكل رئيسي استعادة الردع المفقود تجاههم إزاء هجماتهم التي تصفها واشنطن بـ”الإرهابية” في البحر الأحمر ضد السفن التجارية.

لكن المهم في عودة ترامب فيما يتعلق بجماعة الحوثي أنه يأتي بعد تهديدات أطلقها خلال حملته الانتخابية بالنيل منهم، وصولاً إلى القضاء عليهم، فهل ينفذ تهديداته بعدما كان قد صنفهم قبل رحيله في ولايته الأولى بـ”مليشيا إرهابية”، أم أنه سيتخذ سياسة المهادنة؟.

ترامب يعود والحوثي يهاجم

من المتوقع أن تؤدي عودة ترامب إلى البيت الأبيض إلى إعادة تشكيل السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وهو ما قد يؤدي إلى تغييرات جوهرية محتملة على جبهات عدة في ظل الحروب وحالة عدم الاستقرار في أجزاء من العالم.

وفاز المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية بالانتخابات ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة بحصوله على 277 صوتاً في المجمع الانتخابي مقابل 224 لمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

وعقب فوزه أكد زعيم الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي أن الرئيس الأمريكي المنتخب “سيفشل في إنهاء القضية الفلسطينية خلال ولايته الثانية، وقد فشل في مشروع صفقة القرن رغم كل عنجهيته واستكباره واستهتاره وطغيانه”.

فيما قال عضو المجلس السياسي للحوثيين، محمد البخيتي، إن العمليات العسكرية في البحر الأحمر وفي عمق “إسرائيل”، مستمرة، ولن تتأثر بوصول ترامب إلى السلطة، مضيفاً: “سنقابل التصعيد بالتصعيد”.

تحدي الرئيس القادم

من المرجح أن يواجه ترامب ضغوطاً من مسؤولي الدفاع لتوسيع العمليات ضد الحوثيين، خصوصاً بعدما أدى التعامل مع الخطر الحوثي إلى تباين في السياسة الخارجية الأمريكية مع شركائها العرب خلال السنوات الماضية.

وتبرز صعوبة ما سيواجهه في أن جماعة الحوثي، التي تعتبر نفسها عضواً في “محور المقاومة”، انخرطت منذ الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة بالرد على دولة الاحتلال من خلال إطلاق صواريخ ومسيرات باتجاه الأراضي المحتلة.

وفي 19 نوفمبر 2023، نفذت جماعة الحوثي عملية بحرية نوعية، كانت كفيلة بلفت نظر العالم إلى الجماعة وقدرتها على إحداث تأثير، والتي تمثلت في السيطرة على السفينة “غالاكسي ليدر” المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، واقتيادها إلى سواحل اليمن.

ومنذ ذلك الحين بدأت هجمات الحوثيين تتصاعد، حتى الـ11 من يناير 2024، حينما بدأت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بشن ضربات عسكرية ضدهم في اليمن، كما نفذت “إسرائيل” في 20 يوليو، أول هجوم من نوعه على الحديدة، استهدف الميناء ومنشآت حيوية أخرى، ثم كررت الضربة أواخر سبتمبر.

ترامب قد يحسمها

يرى الباحث السياسي اليمني نجيب السماوي أن حالة العداء بين ترامب وإيران ومليشياتها، هو العامل الحاسم الذي سيعتمد عليه الرئيس الجديد لوضع أسس جديدة لـ”تحالف الازدهار” (أسسته أمريكا لمواجهة عمليات الحوثيين)، لتحقيق الأهداف المعلنة لهذا التحالف ضد جماعة الحوثي.

ويؤكد لـ”الخليج أونلاين”، أن عودة ترامب “ليست خبراً ساراً للإيرانيين، خصوصاً وأن لديه مواقف متشددة تجاه إيران ومليشياتها، وأنه كان حازماً في مواجهة المليشيات الإيرانية في المنطقة، وقد شدد العقوبات على إيران؛ ما كان له تأثيرات كارثية على اقتصادها والنظام الإيراني ذاته”.

وأوضح أن “إدارة ترامب ستغير قواعد الاشتباك، من خلال اتخاذ خطوات أكثر صرامة في حماية المنطقة وضرب الحوثيين وعدم السماح لهم بتشكيل خطر في المنطقة”.

وكان ترامب قال في خطابات سابقة له إن هجمات بلاده ضد الحوثيين كلفت الكثير، “وأن كل قنبلة تساوي مليون دولار وتقتل عديداً من الناس”، متوعداً في تصريحات صحفية بوضع حدٍ للحوثيين.

ويضيف السماوي: “ربما يدعم عودة ترامب لعملية السلام في اليمن واستخدام بعض أدوات الضغط العسكري في ذات الوقت، من خلال ضربات مركزة ودعم الحكومة اليمنية بالأسلحة النوعية التي تمكنها من تحقيق مكاسب على الأرض دون الحاجة لتدخل ميداني أمريكي مباشر”.

تصنيف الحوثيين

في فبراير 2021، قامت الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن بإلغاء تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، وذلك بعد أن تمت إضافتهم إلى القائمة في الأسابيع الأخيرة للفترة الأولى للرئيس ترامب.

وبتلك الفترة، أشار وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى أن قرار إلغاء تصنيف الحوثيين كان نابعاً من مخاوف بشأن تأثير القرار على قدرة تقديم المساعدة الضرورية للشعب اليمني، وأكد أن هذه الخطوة بمثابة اعتراف بـ”الوضع الإنساني الصعب في اليمن”.

وظلت أمريكا تهادن الحوثيين على مدار السنوات الثلاث الماضية من حكم بايدن، قبل أن تدخل واشنطن ولندن بقوتها العسكرية في يناير 2024 لمواجهة الحوثيين بسبب هجماتهم في البحر الأحمر، واتخاذ التوترات منحى تصعيدياً لافتاً.

وفي 17 يناير 2024، أعلنت الولايات المتحدة تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية عالمية، قبل أن يدخل القرار حيز التنفيذ منتصف فبراير من ذات العام، رداً على هجماتها في البحر الأحمر.

لكن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية عالمية بشكل خاص، يعتبر أقل حدة من تصنيفهم “منظمة إرهابية أجنبية” كما حدث في عهد ترامب، وتحت التصنيف الجديد يتم تجميد جميع أصول الأفراد أو الكيان المدرج ضمن الولاية القضائية للولايات المتحدة ويمنع الأشخاص الأمريكيون من المشاركة في أي معاملات مالية أو تجارية معهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى