الاخبار

بعد صفقة الأسرى.. مخاوف إسرائيلية من تعزيز حضور “حماس” في الضفة

تحذيرات من أن صفقة التبادل ستشهد الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، مما سيؤدي إلى إضعاف السلطة الفلسطينية بشكل أكبر، وسيزيد من التوتر في الضفة الغربية.

تسود مخاوف داخل الأوساط الإسرائيلية من التداعيات المحتملة لصفقة تبادل الأسرى بين حركة “حماس” وتل أبيب، والتي تأتي ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة المقرر أن يدخل حيز التنفيذ يوم الأحد (19 يناير 2025). 

في هذا السياق، حذر المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، يوسي يهوشع، من أن الصفقة قد تعزز قوة حركة حماس في الضفة الغربية.

تحذيرات يهوشع نابعة من أن صفقة التبادل ستشهد الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، مما سيؤدي إلى إضعاف السلطة الفلسطينية بشكل أكبر، وسيزيد من التوتر في الضفة الغربية.

كما يلفت إلى أن جهاز الأمن الإسرائيلي يتوقع تداعيات خطيرة، مبيناً أن النقاش حول وقف إطلاق النار يركز غالباً على جبهة غزة، لكن تأثير الاتفاق على الضفة الغربية قد يكون أكثر خطورة.

وأكد الخبير العسكري الإسرائيلي، أن جهاز “الشاباك” أحبط أكثر من ألف عملية خلال عام 2024 في الضفة الغربية، لكنها أظهرت ارتفاعاً في قدرات المقاومة الفلسطينية سواء على مستوى التنظيم أو امتلاك أسلحة نوعية.

وفيما يتعلق بالخطوات المقبلة، دعا رئيس “الشاباك” رونين بار خلال مداولات مجلس الوزراء الأخيرة إلى تنفيذ عمليات هجومية واسعة ومستمرة ضد الخلايا المسلحة في شمال الضفة الغربية، مؤكداً على ضرورة تعزيز “العدوانية الميدانية” وعدم الاكتفاء بالقصف الجوي.

اتفاق وقف إطلاق النار 

وبعد 15 شهراً من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة توصلت “إسرائيل” وحركة “حماس” إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يوم الأربعاء (15 يناير الجاري)، بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية.

الاتفاق المكون من 3 مراحل يتضمن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وسجناء فلسطينيين، إضافة إلى انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة هي:

  • مرحلة أولى تمتد لستة أسابيع، ستفرج خلالها حماس عن 33 رهينة إسرائيلية، تشمل جميع النساء والأطفال، والرجال الذين تجاوزوا سن الخمسين.

  • تفرج “إسرائيل” عن جميع النساء والأطفال الفلسطينيين دون سن الـ19 المحتجزين في سجونها بحلول نهاية هذه المرحلة.

  • العدد الإجمالي للفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم سيتحدد بناءً على عدد الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم، وقد يتراوح بين 990 و1650 من الرجال والنساء والأطفال.

  • إذا نجحت الهدنة، فستنهي الحرب التي دمرت أجزاء كبيرة من قطاع غزة وأدت إلى أكثر من 46 ألف شخص، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع. كما أدت الحرب إلى تشريد معظم سكان غزة، الذين كان عددهم يبلغ 2.3 مليون نسمة قبل اندلاع القتال.

آمال في إنهاء الصراع

الاتفاق يُعد خطوة أولى نحو تهدئة الأوضاع في المنطقة، ويأمل الوسطاء الدوليون أن يمهد الطريق لإعادة إعمار غزة وعودة الحياة الطبيعية إلى القطاع الذي عانى من دمار هائل وأزمة إنسانية خانقة.

وقالت القناة 12 العبرية إن مصلحة السجون الإسرائيلية ستبدأ الجمعة (17 يناير الجاري)، الاستعداد للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة التبادل.

من جانبه نقل موقع “والا” الإسرائيلي عن مصدر لم يُسمه أن “إسرائيل” ستحصل على قائمة بأسماء الأسرى المُزمع الإفراج عنهم قبل يوم واحد من كل مرحلة.

كما تشير الأحداث إلى أن الحكومة الإسرائيلي اضطرت للرضوخ إلى عقد اتفاق تبادل للأسرى، وذلك نتيجة مطاولة المقاومة الفلسطينية في غزة، وعدم نجاحها في تحقيق أهداف الحرب المعلنة التي تشمل “عودة الرهائن وتفكيك البنية التحتية لحماس، والقضاء على التهديد لأمن إسرائيل”.

يضاف إلى ذلك الضغوط الداخلية على حكومة تل أبيب، لا سيما من قبل عائلات الأسرى الإسرائيليين، التي تواصل ضغطها حتى بعد إعلان التوصل لاتفاق.

كما حذرت من أي خرق لصفقة تبادل الأسرى التي أعلنت أخيراً، واصفةً ذلك بأنه سيكون “حكماً بإعدام الأسرى”، مشددةً على ضرورة عدم تضييع الفرصة السانحة لإعادتهم جميعاً من غزة.

أسباب المخاوف الإسرائيلية

د. عبد الرحمن الفرا، أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية، والمتخصص بجماعات الضغط والشؤون الاستخباراتية، تطرق في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، إلى المخاوف الإسرائيلية من الإفراج عن أسرى فلسطينيين وأسباب هذا التخوف، مبيناً:

  • حماس حققت صموداً بطولياً في معركة تاريخية وفرضت شرعيتها كممثل للمقاومة والثورة الفلسطينية.

  • عقد “إسرائيل” صفقة مع حركة “حماس” يعكس اعترافاً بقوة الحركة، وشرعية خياراتها في مواجهة الاحتلال رغم التكلفة الكبيرة لهذه المواجهة في غزة.

  • مع انتخاب دونالد ترامب وبدء سياساته، الضفة الغربية تواجه خطراً كبيراً حيث يُتوقع أن تكون هدية لليمين الإسرائيلي.

  • اليمين الإسرائيلي يرى الضفة “أرض إسرائيل الحقيقية”، مما يجعلها محور تهديد للفلسطينيين.

  • نجاح المقاومة في غزة يعزز قوة “حماس” والمقاومة الفلسطينية في الضفة؛ لكونه السبيل الوحيد لردع الطموحات الإسرائيلية.

  • المقاومة هي الوسيلة الوحيدة لمواجهة الاستيطان وصفقة القرن التي قد يعيدها ترامب.

  • الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ضمن الصفقة سيعزز إعادة ترتيب العمل المقاوم في الضفة.

  • الأسرى يمتلكون الخبرة والمبادرة لتطوير أدوات جديدة تعزز العمل المقاوم.

وحول إن كان هناك سعي “إسرائيل” لتأجيج التوتر بين السلطة الفلسطينية و”حماس” من خلال صفقة الأسرى، يقول الفرا: 

  • “إسرائيل” تسعى لاستغلال الصراع بين السلطة الفلسطينية و”حماس”، لكن السلطة غابت عن نصرة غزة ولم تمثل شعبها.

  • السلطة الفلسطينية تُعتبر أقرب إلى شرطة حرس حدود تخدم الإدارة المدنية الإسرائيلية، وهذا لا يشمل حركة “فتح” التي تبقى كياناً مختلفاً عن السلطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى