الاخبار

الشارقة وشباب الأهلي.. قمة «10 نجوم»

مراد المصري (أبوظبي)

تتجه الأنظار اليوم، إلى استاد محمد بن زايد في العاصمة أبوظبي، لمتابعة المباراة النهائية لـ «البطولة الأغلى»، كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم، في مواجهة تاريخية في «النسخة 48» التي تجمع بين ناديي الشارقة وشباب الأهلي، اللذين يتنافسان على الانفراد بالرقم القياسي بالتتويج للمرة الـ11، وهما الفريقان الأكثر فوزاً باللقب بواقع 10 ألقاب لكل منهما.
وتعتبر المباراة بين «الملك» و«الفرسان» بمثابة محصلة الموسم الحالي الذي كان التنافس الأبرز فيه بين الفريقين تحديداً، سواءً على صعيد «دوري أدنوك للمحترفين»، أو «دوري أبطال آسيا 2»، مما جعل المواجهات تتعدد بينهما في 3 مسابقات مختلفة، بإجمالي 6 مباريات، على أن تكون هذه المباراة السابعة بينهما هذا الموسم.
ونجح شباب الأهلي من حسم لقب «دوري أدنوك للمحترفين»، مع وجود الشارقة في المركز الثاني حالياً، فيما تمكن «الملك» من إقصاء «الفرسان»، وبلوغ نهائي «دوري أبطال آسيا 2»، فيما تفوق شباب الأهلي على الشارقة في نصف نهائي «كأس مصرف أبوظبي الإسلامي».
وللمفارقة، ورغم أن الفريقين هما الأكثر تتويجاً باللقب «10 مرات» لكل منهما، إلى جانب بلوغهما المباراة النهائية بإجمالي 23 مرة قبل ذلك، حيث سبق أن حل «الفرسان» وصيفاً مرة واحدة، و«الملك» مرتين، فإنها المرة الأولى تاريخياً التي يلتقي فيها الشارقة وشباب الأهلي وجهاً لوجه في نهائي «البطولة الأغلى».
وتبرز في صفوف كل فريق «الأوراق الرابحة»، وإن كان الحسم على الأغلب سيكون بأقدام نجمي الفريقين، كايو لوكاس صاحب 16 هدفاً هذا الموسم مع الشارقة، وسردار أزمون الذي سجل 27 هدفاً مع شباب الأهلي، وكلاهما النجم الأول في فريقه.
وتعد المباراة اختباراً حقيقياً للبرتغالي باولو سوزا مدرب شباب الأهلي، الذي وإن نجح في الفوز بألقاب الدوري، وكأس السوبر، وكأس السوبر الإماراتي القطري، إلا أنه تعرض لانتقادات عقب خسارة المباراة النهائية في كأس مصرف أبوظبي الإسلامي، ثم الخسارة أمام الوصل التي حرمت الفريق من إنهاء الدوري بسجل مثالي، ما يجعله مطالباً بالتعويض في المباراة المقبلة.
من جانبه، يتطلع الروماني كوزمين أولاريو مدرب الشارقة، إلى وداع «الملك» بأفضل طريقة ممكنة، حيث يتوجه إلى قيادة منتخبنا الوطني عقب نهاية الموسم، وحقق لقب البطولة مرتين مع الشارقة تحديداً، ويتطلع إلى حصد اللقب مجدداً، قبل خوض المباراة النهائية في «دوري أبطال آسيا 2».
ويستخدم اتحاد الكرة، أحدث تقنيات التحكيم في المباراة النهائية، إذ يتم للمرة الأولى استخدام نظام حكم الفيديو المساعد «الفار» المزود بخطوط تسلل افتراضية، إلى جانب تقنية «كاميرا خط المرمى» التي تعتمد على كاميرتين مثبتتين على جانبي المرمى، لرصد تجاوز الكرة للخط بالكامل، وتوضيح حالات التسلل داخل منطقة الجزاء، كما يتم استخدام «كاميرا الحكم»، وهي تقنية جديدة يتم تفعيلها لتسجيل الإجراءات الفنية خلال المباراة من زاوية الحكم نفسه، دون بث مباشر، وتُعد الإمارات أول دولة تطبق هذه التقنية، التي من المقرر استخدامها في كأس العالم للأندية في يونيو المقبل.
كما يتم إقامة فعاليات مرافقة قبل ضربة بداية المباراة، إلى جانب الفقرات الأخرى، من أجل جعل هذه المباراة احتفالية جماهيرية مجتمعية متكاملة، حيث من المتوقع أن تحضر الجماهير بأعداد كبيرة للغاية إلى المدرجات.

«الاستحواذ» يرسم «تكتيك عمق الهجوم» 
عمرو عبيد (القاهرة)
خلال مشاركات فريقي شباب الأهلي والشارقة، في مختلف البطولات هذا الموسم، وبصورة عامة، يُحافظ «الفُرسان» على أسلوب اللعب بالاستحواذ، بمتوسط نسبة تبلغ 57%، مقابل امتلاك «الملك» الكرة بمتوسط 51%، وهو ما ظهر جلياً خلال الـ6 مواجهات التي جمعتهما في الموسم الحالي، حيث بلغت نسبة شباب الأهلي 56%، مقابل 44% للشارقة.
وشهدت تلك المواجهات نديّة كبيرة بينهما، تكشفها الإحصاءات الفنية الإجمالية، إذ سدد لاعبو «الفُرسان» 72 كرة، منها 25 على مرمى «الملك»، الذي رد بـ62 محاولة، منها 21 دقيقة، وكان شباب الأهلي قد صنع 18 فرصة تهديفية مؤكدة، ومرر 76 كرة عرضية، مقابل 13 فرصة للشارقة و71 تمريرة عرضية، وحفلت الـ6 مباريات بالإثارة والشد والجذب، لدرجة استخدام الحُكام 39 بطاقة صفراء و4 بطاقات حمراء خلالها، وُجهت للاعبي الفريقين.
على الصعيد التكتيكي، فإن عمق الهجوم يبدو السلاح الأقوى والأبرز لدى شباب الأهلي، بعدما قدّم 49% من أهداف الفريق، في حين ظهر العمق أيضاً بصورة مؤثرة في هجوم الشارقة، بمشاركته في 44.4% من أهدافه، لكن الفارق لم يكن كبيراً مع الجبهة اليُمنى، التي أنتجت 36% من الأهداف، وبدا واضحاً هذا الموسم عدم اعتماد الفريقين كثيراً على مسألة التسديدات البعيدة، التي لم تُسفر إلا عن أهداف قليلة لكليهما.
الفريقان، سجّلا معدلات متقاربة تتعلق بتسجيل الأهداف عبر ألعاب الهواء، حيث استخدم لاعبو «الفُرسان» رؤوسهم في هز الشباك بنسبة 23.5%، مقابل 22.2% للاعبي «الملك»، وهو الأمر الذي يتماشى فنياً مع نسب التسجيل عبر الكرات العرضية، التي خرجت متقاربة كذلك بينهما، بواقع 29.4% لشباب الأهلي، و27.8% للشارقة.
إجمالاً، يملك «الفُرسان» تفوقاً هذا الموسم فيما يخص التسجيل عبر الركلات الثابتة، لاسيما الركنية منها، بنسبة 39%، وهو ما يختلف عن حصاد «الملك» في هذا الصدد، الذي بلغ نسبة 27.8%، ورغم ميل شباب الأهلي إلى «تكتيك الاستحواذ» والبناء المُتدرج للهجمات، فإن نسب تسجيله الأهداف عبر الهجوم السريع تبدو مُرتفعة، بنسبة 54.8%، مقابل 57.7% للشارقة، الذي يتفوق في هذا الأمر حسب طريقة لعبه المعروفة.
ولا خلاف على أن الفريقين يمتلكان أقوى خطوط الدفاع على المستوى المحلي، خاصة في دوري أدنوك للمُحترفين، وبطولة كأس رئيس الدولة، وتظهر الجبهة اليُسرى الدفاعية لدى «الملك» بالصلابة الأفضل، حيث تسببت في استقباله 12.5% فقط من الأهداف، مقارنة بالعمق ومنطقة الظهير الأيمن، بينما تلقى «الفُرسان» أغلب الأهداف عبر الطرف الأيسر، مقابل 27.8% منها عبر الجانب الأيمن، ومثلها من العُمق.
ومثلما يُجيد هجوم شباب الأهلي الاستفادة من الركلات الثابتة، فإن دفاعه يتعامل عادة بنجاح مع ركلات المُنافسين، لأنه استقبل 22.2% من الأهداف عبرها، في حين أنها تسببت في اهتزاز شباك الشارقة بنسبة 37.5%، إلا أن دفاع «الملك» لا يتأثر بالكرات العرضية إلا في مرات قليلة جداً، كما أن مسألة تلقيه الأهداف من داخل منطقة الـ6 ياردات تبدو «نادرة»، بعكس «شباب الأهلي» الذي تلقى العديد من الأهداف عبر العرضيات، وداخل أقصى نقاط عمقه الدفاعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى