السعودية تسخر جميع إمكاناتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام

أحمد شعبان (مكة المكرمة)
ثمَّن علماء من الأزهر الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتنظيم موسم الحج، مؤكدين أن المملكة سخرت جميع إمكانياتها لخدمة ضيوف الرحمن، وقدمت خدمات كبيرة ومبادرات متنوعة، إلى جانب استخدام أحدث التطبيقات والتقنيات التكنولوجية، وذلك بهدف راحة الحجاج، وتمكينهم من أداء المناسك بيسر وسهولة، وفي أمن وسلام.
وأشاد هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، بأهمية الضوابط التي اتخذتها المملكة خلال موسم الحج، والتي تم تطبيقها بصرامة على المخالفين، مما أدى إلى زيادة الانضباط في عملية دخول الحجاج وتنظيمهم، ومنع التجاوزات التي قد تخل بالنظام العام لأداء الشعائر، مشددين على أن السعودية تحرص على تمكين كل حاج من أداء مناسكه من دون أي مشكلات صحية أو صعوبات في التنقل.
وعبَّر الدكتور مختار مرزوق، عميد كلية أصول الدين الأسبق في جامعة الأزهر، عن تقديره العميق لجهود السعودية في تنظيم موسم الحج لهذا العام، مؤكداً أن ما قُدم من خدمات ومبادرات يعكس حرص المملكة الدائم على توفير الراحة للحجاج، وتمكينهم من أداء الفريضة من دون أي معوقات أو مشكلات.
وأوضح مرزوق، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الجهات المعنية بتنظيم الحج في المملكة شددت هذا العام من إجراءاتها تجاه المخالفين، واتخذت قرارات حاسمة تصب في مصلحة الحجاج، حفاظاً على سلامتهم وتمكينهم من أداء نسكهم في جو من الراحة والطمأنينة.
وأشار إلى أن هذه الجهود أثمرت عن نجاح كبير في تنظيم موسم الحج، رغم الأعداد الضخمة من الحجاج التي تجاوزت مليوناً ونصف المليون حاج، مشيداً بالاهتمام الكبير من قبل المسؤولين والعاملين في قطاع الحج، من مسؤولين وجنود وموظفين وعمال، والذين يقدمون أقصى ما لديهم من جهد لخدمة ضيوف الرحمن.
ودعا مرزوق الحجاج إلى الالتزام بالتعليمات الشرعية والتنظيمية لأداء المناسك، وتجنب أي مخالفات قد تؤثر على روحانية هذه العبادة أو تؤذي الآخرين وتقلل من الأجر.
من جانبها، أكدت الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات بالأزهر، أن المملكة العربية السعودية سخرت كل طاقاتها وإمكاناتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام، حيث تم استخدام وسائل نقل حديثة مثل قطار المشاعر والتاكسي الطائر، مما أسهم في تسهيل حركة الحجاج وسرعة تنقلهم واستيعاب الأعداد الكبيرة، مما يعكس حرص المملكة المستمر على تطوير الخدمات المقدمة للحجاج وتحسينها بشكل دائم.
وأشادت شاهين، في تصريح لـ«الاتحاد»، بالضوابط الأمنية الصارمة التي اتخذتها المملكة خلال هذا الموسم، والتي تم تطبيقها بصرامة على المخالفين، مما أدى إلى زيادة الانضباط في عملية دخول الحجاج وتنظيمهم، ومنع التجاوزات التي قد تخل بالنظام العام لأداء الشعائر، مؤكدة أن هذا الحزم أسهم في نجاح موسم الحج، وساعد على أداء المناسك في أجواء آمنة ومنظمة.
وشددت على أهمية ما قامت به المملكة من توسعة وتطوير للمشاعر المقدسة، مشيرة إلى أن هذه التوسعات الأفقية والرأسية تسهم في تسهيل الطواف والسعي وأداء بقية المناسك، كما تتيح قدرة تنظيمية أكبر لاستيعاب الملايين من الحجاج الذين يتوافدون إلى مكة والمدينة.
بدوره، أكد الدكتور سيف رجب قزامل، العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، أن ما تقدمه المملكة من خدمات متطورة ووسائل مريحة يسهل على الحجاج أداء المناسك، مؤكداً أن هذه المبادرات تدل بوضوح على التزام السعودية برسالتها السامية في خدمة ضيوف الرحمن.
وبيّن قزامل، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن المملكة تراعي بشكل خاص كبار السن وذوي الهمم وأصحاب الاحتياجات الخاصة، حيث توفر لهم وسائل مساعدة مريحة، وتستخدم في ذلك أحدث التطبيقات والتقنيات الحديثة.
وأشار إلى أن المملكة تبذل جهوداً كبيرة في تسهيل إجراءات الوصول والسعي والطواف والسفر لهذه الفئات، مما يخفف عنهم المشقة، ويمنحهم الراحة خلال أداء المناسك.
وأوضح قزامل أن المبادرات المقدمة لكبار السن وذوي الهمم تطورت هذا العام بشكل لافت، وأصبحت جزءاً أساسياً من التنظيم، حيث يتم تكليف فرق متخصصة لتقديم هذه الخدمات، وذلك انطلاقاً من مبدأ التعاون على البر والتقوى، وهو ما يعكس حرص المملكة على تمكين كل حاج من أداء مناسكه من دون أي مشكلات صحية أو صعوبات في التنقل.