الاخبار

السعودية تدعو الحجاج إلى الالتزام بالتعليمات خلال أيام التشريق

أحمد شعبان (مكة المكرمة، القاهرة)

دعت وزارة الداخلية السعودية، أمس، الحجاج إلى اتباع المسارات المحددة عند الذهاب والعودة للجمرات والطواف والسعي، وعدم حمل الأمتعة إلى منشأة الجمرات والمسجد الحرام. 
وبدأ حجاج بيت الله الحرام، أمس، أول أيام التشريق الثلاثة في مناسك الحج، والتي يرمون خلالها الجمرات بمشعر مِنَى غربي المملكة، ثم يختتمون حجهم بطواف الوداع.
وشدد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية (واس)، على ضرورة الالتزام بجداول التفويج ومواصلة التزامهم بالتعليمات التي تنظم تحركاتهم خلال أيام التشريق، والتحلي بالهدوء والنظام في التنقل. 
وحث الحجاج الذين ينوون التعجل بالمغادرة في ثاني أيام التشريق، على البقاء في مخيماتهم إلى حين موعد المغادرة المحدد من قبل القائمين على خدمتهم، مؤكداً استمرار الجهود الأمنية والتنظيمية وفق الخطط المعتمدة لسلامة ضيوف الرحمن حتى إتمام مناسكهم وعودتهم إلى ديارهم بسلام. وشدد دبلوماسيون ودعاة على أن المملكة نجحت في تنظيم موسم الحج لهذا العام بكفاءة عالية، عبر تسخير جميع الإمكانيات البشرية والمادية، وتشديد التعليمات والضوابط التمكين ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة. 
وأشاد هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، بالمشروعات الحديثة التي نفذتها السعودية لخدمة الحجاج، مؤكدين أن المملكة تسعى دوماً إلى حماية النفس البشرية، وتوفير أقصى درجات الراحة لضيوف الرحمن. 
وأوضح السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الضوابط والإجراءات التي اتخذتها المملكة هذا العام كانت حكيمة وصائبة، وأسهمت في تنظيم أداء المناسك بسلاسة وأمان، مما جعل موسم الحج يحقق النجاح المرجو منه، مشدداً على أهمية المشروعات الجديدة التي نفذتها السعودية في المشاعر المقدسة، كما أوضح أن كل عام يشهد مبادرات وخدمات جديدة تسهم في تسهيل المناسك، خاصة في ظل الظروف المناخية المتغيرة.
من جانبه، أثنى الدكتور سيف رجب قزامل، عضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر وأستاذ الفقه في جامعة الأزهر، على ما بذلته المملكة من جهود مكثفة لتنظيم موسم الحج، مشيداً بالحفاوة التي استقبل بها الحجاج من مختلف دول العالم. 
وقال قزامل، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن نجاح موسم الحج بهذا الشكل المميز يدل على إمكانيات المملكة الهائلة، حيث ساعد التنظيم الجيد والانضباط الصارم على ضمان أن يتمتع الحاج بأداء المناسك بطمأنينة ويسر.
وأضاف أن المملكة لها كامل الحق في تحديد أعداد الحجاج بالتنسيق مع مختلف دول العالم، وذلك بما يتناسب مع الإمكانيات المتاحة، من فنادق وأماكن إقامة وساحات في الحرمين الشريفين، وهو ما يتطلب من الجميع التعاون الكامل والالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية بالمملكة.
وأشار قزامل إلى أن المسلمين الذين لم تُتح لهم فرصة أداء الحج هذا العام عليهم أن يدركوا أن عدم اختيارهم يعود إلى الحرص على سلامتهم وتنظيم العدد، موضحاً أن القرار يصب في مصلحة الحجاج، ويؤدي إلى أداء المناسك في أجواء إيمانية وهادئة.
بدوره، أعرب الدكتور أيمن عبدالكريم، أستاذ الحديث والسيرة النبوية السابق في جامعة أم القرى، عن تقديره البالغ للجهود الاستثنائية التي قدمتها المملكة في موسم الحج، مشيداً بالمشروعات المميزة التي تم تنفيذها في مشعر عرفات لحماية الحجاج من الإجهاد الحراري، بالإضافة إلى التوسعة الكبيرة في صحن المطاف التي سمحت بمرور 107 آلاف طائف في الساعة الواحدة. وأشار عبدالكريم، في تصريح لـ«الاتحاد» إلى أن هذه التطورات تعكس رؤية القيادة السعودية وحرصها على تحسين الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن عاماً بعد عام، مما يعكس وعياً متقدماً وأفقاً واسعاً من القائمين على شؤون الحرمين الشريفين.
وأثنى على التقدم الرقمي الذي حققته المملكة، واستغلالها للتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في تنظيم الحج، موضحاً أن تطبيقات مثل «الهوية الرقمية» و«بطاقة نسك» تسهل على الحجاج أداء الفريضة وتوفر لهم تجربة أكثر راحة وتنظيماً. 
وأشاد عبدالكريم بالتكامل بين الجهود الأمنية والصحية واللوجستية التي قدمت للحجاج، والتي كان لها الدور الكبير في تسهيل حركتهم ومنع الزحام وضمان سلامتهم، مؤكداً أن المملكة سخرت جميع مواردها وإمكانياتها حتى يتمكن أكبر عدد من المسلمين من أداء فريضة الحج، في ظل أجواء آمنة واستعدادات مكثفة من جميع الجهات المعنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى