الاخبار

الجزيرة وشباب الأهلي.. «معركة» في الاستحواذ و«صراع» بين السُرعة والتنظيم

عمرو عبيد (القاهرة)

يلعب فريقا الجزيرة وشباب الأهلي عادة بـ«تكتيك» الاستحواذ على الكرة، وهو ما تؤكده إحصاءاتهما خلال مشوارهما في بطولة كأس مصرف أبوظبي الإسلامي، إذ يتساويان في متوسط نسبة امتلاك الكرة، تبلغ 53.6%، ولا توجد فوارق كبيرة بينهما فيما يخص هذا الأمر، على مدار جولات دوري أدنوك للمُحترفين أيضاً، حيث بلغ متوسط نسبة استحواذ «الفرسان» 56.4%، مقابل 55.5% لـ«فخر أبوظبي».
لكن بالعودة إلى المباراة التي جمعتهما في الدوري خلال يناير الماضي، وكذلك مواجهتا الموسم السابق، كان لـ«الفرسان» أسلوب مُختلف، بعدما ترك الكرة لـ«فخر أبوظبي»، الذي بلغت نسب استحواذه في تلك المباريات 56.3% و65.8% و58.8%، على الترتيب، مقابل 43.7% و34.2% و41.2% لشباب الأهلي، الذي فاز مرتين وتعادل في واحدة، وهو ما يطرح تساؤلاً حول استمرار الفريقين على هذا النهج خلال النهائي، أو تتغير تلك «الاستراتيجية».
وعلى الصعيد الفني العام، يتفوق «الفرسان» هجومياً بتسجيل ما يُقارب 2.26 هدف/ مباراة، في جميع بطولات الموسم، وينطبق نفس الأمر على حصاده التكتيكي الجماعي، بتسجيله ما يزيد على 70% من الأهداف عبر التمريرات الحاسمة المُباشرة بين لاعبيه، وفي المقابل أحرز «فخر أبوظبي» أهدافه بمتوسط 1.73 هدف/ مباراة، وتبلغ نسبة نجاحه في اللعب الجماعي 57% تقريباً.
العمق الهجومي لشباب الأهلي يُعد الجبهة الأكثر قوة وتأثيراً خلال الموسم الحالي، وسجّل عبرها أكثر من 52% من أهدافه، ورغم تفوق «اللعب المفتوح» في قائمته التهديفية، بنسبة 60%، فإن استغلاله الركلات الثابتة بنسبة نجاح تبلغ 40%، خاصة فيما يتعلق بالركلات الركنية، يعكس خطورة الفريق الهجومية الفنية بتنوع واضح، ويمزج «الفرسان» بين السُرعة في التحول والهجوم المنظم هادئ الإيقاع، بعدما أحرز 57% و43% من الأهداف عبرهما، على الترتيب.
أما بالنسبة للجزيرة، فإن تأثير الهجوم عبر العمق يتساوى مع خطورة جبهته اليُسرى تقريباً، حيث سجل عبرهما 80% من أهدافه تقريباً هذا الموسم، ويملك «فخر أبوظبي» نقطة تفوق فيما يتعلق بتسجيل الأهداف من تسديدات بعيدة المدى، بنسبة 15%، وهو ما يوازي ضِعف حصاد «الفرسان» في هذا الأمر، ويميل الجزيرة أكثر للتسجيل من «الحركة»، بنسبة 73%، مقابل 27% فقط لأهداف الركلات الثابتة، ويظهر اختلاف «تكتيكي» فيما يتعلق بالإيقاع السريع الذي لازم الفريق في مواسم سابقة، إذ إنه يلعب أكثر بالهجوم المنظم، متماشياً مع معدلات استحواذه، مُسجلاً 63% من الأهداف عبر الإيقاع الهادئ، مقابل 37% للمرتدات والهجمات السريعة.
وبصورة عامة، يملك شباب الأهلي دفاعاً أكثر صلابة من الجزيرة في الموسم الحالي، إذ استقبل مرماه بالكاد هدفاً واحداً في المتوسط خلال كل مباراة، بينما اهتزت شباك الجزيرة بمعدل 1.5 هدف تقريباً/ مباراة، وتبدو تلك المسألة أكثر ظهوراً ووضوحاً في بطولة الدوري، إلا أن الطرف الأيسر الدفاعي لدى «الفُرسان» يُعتبر نقطة الضعف الأبرز في الخط الخلفي، كما استقبل مرماه رُبع الأهداف من ألعاب الهواء، وكذلك تأثر كثيراً بالكرات العرضية من المنافسين، التي بلغت نسبة نجاحها في بلوغ مرماه 35%، وهو ما لا ينطبق على دفاع «فخر أبوظبي» الذي استقبل ما يُقارب 18% فقط من الأهداف عبر التسديدات الرأسية، و25% لأهداف الكرات العرضية العكسية، ويبقى عمقه الدفاعي النقطة الأضعف لديه، بعدما تسبب في اهتزاز شباكه بنسبة 53% من الأهداف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى