البيئة القطرية.. ريادة خضراء على درب التنمية المستدامة

أبرز الإنجازات البيئية في قطر خلال 2024:
- إنشاء حديقة مستدامة على مساحة 2.300 متر مربع، استخدمت فيها مواد معاد تدويرها بالكامل.
- سجّل مبنى إكسبو 2023 إنجازاً عالمياً بتصميمه لكونه أكبر سطح أخضر في العالم، بمساحة تجاوزت 4 آلاف متر مربع.
- ارتفعت الرقعة الخضراء بنسبة 23% مع افتتاح عدد كبير من الحدائق والمسطحات الخضراء.
في ظل ازدياد التحديات البيئية والضغوط الحضرية، تمضي دولة قطر بخطى واثقة نحو تحقيق تحول بيئي ملحوظ، يتجسد في استراتيجية طموحة لتوسيع الرقعة الخضراء.
وزير البلدية القطري عبد الله بن حمد العطية أكد في كلمته خلال عرض التقرير السنوي لإنجازات وزارة البلدية لعام 2024 (24 أبريل 2025)، أن الوزارة وضعت ضمن أولوياتها “زيادة المساحات الخضراء والحدائق العامة، وتطوير المرافق البيئية، بما يعزز من جاذبية المدن القطرية للسكان والزوار والمستثمرين على حد سواء”.
كما أشار إلى أن “استراتيجية الوزارة للفترة من 2024 إلى 2030 ترتكز على محاور شاملة، من بينها تعزيز الاستدامة البيئية وتحقيق توازن حضري يدعم الصحة النفسية والبدنية للمجتمع”.
ومن بين أبرز المشاريع التي نفذتها وزارة البلدية خلال عام 2024، إنشاء حديقة مستدامة على مساحة 2.300 متر مربع، استخدمت فيها مواد معاد تدويرها بالكامل.
وسجّل مبنى إكسبو 2023 إنجازاً عالمياً بتصميمه لكونه أكبر سطح أخضر في العالم، بمساحة تجاوزت 4 آلاف متر مربع.
وسجلت الرقعة الخضراء في قطر ارتفاعاً بنسبة 23% خلال العام الماضي فقط، مع افتتاح عدد كبير من الحدائق والمسطحات الخضراء في المناطق السكنية والمرافق الحيوية.
عمل دؤوب
وتعكس هذه الجهود رغبة قطر في إعادة تشكيل مشهدها الحضري ضمن مفهوم “أنسنة المدن”، وهو ما عبّر عنه وزير البلدية بقوله: “هدفنا ليس فقط مدن ذكية، بل مدن تنبض بالحياة، تراعي صحة الإنسان وراحته النفسية، وتوفّر له متنفساً أخضر في قلب الكثافة الحضرية”.
ومن بين أبرز الجهود التي تبذلها قطر في مجال البيئة والمساحات الخضراء المبادرة الوطنية للتشجير التي تشمل:
– تعزيز التنوع البيولوجي.
– تحسين جودة الهواء.
– تقليل الانبعاثات الكربونية.
– مكافحة التصحر وتغير المناخ.
– الاستفادة من المياه المعالجة في الري.
– زيادة الرقعة الخضراء في المناطق الصحراوية.
- خطة وطنية للتغير المناخي 2030 تشمل:
– أكثر من 35 مبادرة لخفض الانبعاثات.
– أكثر من 300 مبادرة للتكيف تغطي قطاعات الطاقة والمياه والمواصلات والزراعة والتعليم.
زيادة عدد الحدائق
أما في مجال الحدائق فقد نجحت قطر في إنشاء عدد كبير منها، في مختلف مناطق البلاد؛ ما اتاحت منافذ عديدة للاستمتاع والترفيه للسكان والسياح، فضلاً عن منافع الحدائق البيئية، ومن أبرز هذه الحدائق:
-
حديقة أسباير، تُعد أكبر حديقة في الدوحة، وتغطي مساحة تبلغ 88 ألف متر مربع.
-
حديقة البدع، حديقة قديمة وشعبية في قلب الدوحة تطل على الكورنيش وتضم مساحات خضراء ومرافق رياضية.
-
حديقة الأكسجين، حديقة تعليمية في المدينة التعليمية تعزز النشاط البدني وتربط الصحة بالنباتات.
-
منتزه الخور وحديقة الحيوانات، منتزه واسع يضم حديقة حيوانات ومرافق ترفيهية للأطفال والعائلات.
-
حديقة بوكس بارك، حديقة حضرية مبتكرة تضم حاويات شحن معاد تدويرها كمطاعم ومتاجر.
-
حديقة الوكرة، حديقة عائلية قريبة من الشاطئ تضم نباتات متنوعة ومرافق ترفيهية.
-
حديقة الريان، أكبر حديقة في قطر تتميز بالهدوء والمساحات الخضراء للتواصل مع الطبيعة.
-
حديقة رأس النسعة، حديقة مستدامة أُنشئت من إرث إكسبو وتطل على معالم بارزة في الدوحة.
-
حديقة روضة الحمام، حديقة خضراء صديقة للبيئة تضم أطول مسار خارجي مكيف في العالم.
تعكس هذه الجهود أن قطر تخطو بثقة نحو نموذج حضري أكثر توازناً، حيث تتحول الحدائق من مجرد مساحات للراحة والاستجمام، إلى أداة استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الترابط المجتمعي، ورفع جودة الحياة لكل من يعيش على أرضها.
وبحسب عبدالله أحمد الكراني وكيل وزارة البلدية القطرية المساعد لشؤون الخدمات العامة بالتكليف، فإن قطاع شؤون الخدمات العامة بالوزارة ايولي اهتماما كبيرا لإنشاء الحدائق العامة الجديدة وإعادة تأهيل القديم والمتهالك منها لتبقى بالمستوى المطلوب الذي تسعى الوزارة للمحافظة عليه والارتقاء به لمطابقة المعايير الدولية.
وأضاف لوكالة الأنباء القطرية “قنا” أنه “فضلاً عن وضع خطة استراتيجية بالتنسيق مع الجهات المختصة في الوزارة تساهم في زيادة المساحات الخضراء وأعداد الحدائق بالدولة موزعة على جميع البلديات خلال السنوات القادمة، ستتابع إدارة الحدائق العامة التابعة للقطاع هذه المشاريع في مختلف مراحلها من دراسة تصاميم أولية وإجراءات الطرح والترسية والتنفيذ وغيرها، حتى ترى هذه الحدائق النور”.
الحدائق تدعم البيئة والصحة
يقول زاهر هاشم، الكاتب المتخصص في قضايا البيئة وتغير المناخ، إن “قطر حققت تقدماً ملموساً في تحسين جودة الحياة والتنمية المستدامة، مدفوعةً برؤية ركزت على الصحة والتعليم والبيئة”.
وأضاف هاشم لـ”الخليج أونلاين” أن “النظام الصحي القطري بات من بين الأفضل في المنطقة، مدعوماً ببنية تحتية قوية وتحول رقمي واسع، فيما ساهم الاستثمار في التعليم، عبر المدينة التعليمية التي تستضيف فروع جامعات عالمية، في تعزيز رأس المال البشري”.
كما أشار إلى أن “قطر عملت على تعزيز البيئة الحضرية من خلال زيادة المساحات الخضراء وتطوير الحدائق واستضافة فعاليات كبرى مثل كأس العالم 2022، مما دعم مكانتها في مجال الاستدامة”.
وذكر أيضاً أن “قطر تتجه بخطى متسارعة نحو الطاقة النظيفة، عبر مشاريع الطاقة الشمسية، وتحلية المياه، وإعادة التدوير، إلى جانب تطوير النقل العام مثل مترو الدوحة والحافلات الكهربائية، للحد من الانبعاثات”.
وفي مواجهة تحديات المناخ الصحراوي الذي يميز البيئة القطرية، لفت إلى أن “استراتيجية الحدائق والمساحات الخضراء التي تنتهجها قطر، تساعد في تقليل درجات الحرارة، والحد من ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية”.
كما أوضح أن “الأشجار تسهم في تنقية الهواء من الغبار والملوثات، خصوصاً خلال العواصف الرملية، وتوفر موائل طبيعية للطيور والحشرات المفيدة، مما يعزز التنوع البيولوجي” مضيفاً أن “المساحات الخضراء تدعم الصحة الجسدية والنفسية، بتشجيع النشاط البدني والمساعدة على تخفيف التوتر والقلق”.