الاخبار

اذهبوا إلى آلاسكا.. كيف رد السعوديون على تصريحات نتنياهو؟

شهدت السعودية موجة غضب عارمة تجاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وذلك عقب تصريحاته المثيرة للجدل

لم تمر تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد السعودية مرور الكرام، فقد أثارت عاصفة إدانات عربية وإسلامية، فضلاً عن الرد السعودي الرسمي والشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي.

و بدا أن الحكومة السعودية أطلقت العنان لوسائل الإعلام لمهاجمة حكومة نتنياهو، حيث انبرت قناة “الإخبارية” الرسمية، وقناة “العربية”، وغيرها من وسائل الإعلام والمنصات بالهجوم العنيف والغير مسبوق خلال الآونة الأخيرة.

ووصل الحال إلى الرد على حديث نتنياهو، باقتراح طرحه كتاب سعوديون بنقل الإسرائيليين إلى ولاية ألاسكا الأمريكية أو أوروبا، فيما لم يتوقف سيل مقالات الرأي المتضامن مع موقف المملكة الرافض لتهجير الفلسطينيين، وأخرى تهاجم نتنياهو وتصفه بـ”المتطرف”.

غضب رسمي

شهدت السعودية موجة غضب عارمة تجاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وذلك عقب تصريحاته المثيرة للجدل في مقابلة تلفزيونية عبر قناة “14” الإسرائيلية، حيث تطرق إلى إمكانية إقامة دولة فلسطينية داخل أراضي المملكة بسبب “مساحتها الكبيرة”.

وكان الرد الأول والمباشر من الخارجية السعودية التي أكدت أن المملكة “ترفض تماماً أي محاولات لصرف الأنظار عن الجرائم الإسرائيلية في غزة”، مضيفة “أن مثل هذه الأفكار المتطرفة تعيق فرص السلام”، مشددة على أهمية القضية الفلسطينية في وجدان العالمين العربي والإسلامي. 

وشدد البيان على أن “الشعب الفلسطيني صاحب حق في أرضه، وليس دخيلاً عليها أو مهاجراً إليها، يمكن طرده متى شاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم”، لافتة إلى “مركزية القضية الفلسطينية لدى الدول العربية والإسلامية”.

وقالت الخارجية إن “هذه العقلية الاحتلالية المتطرفة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية للشعب الفلسطيني الشقيق وارتباطه الوجداني والتاريخي والقانوني بهذه الأرض”، موضحة أن “هذه العقلية المتطرفة المحتلة دمرت غزة بالكامل، وقتلت وأصابت 160 ألف فلسطيني، أكثرهم أطفال ونساء، بدون أدنى شعور إنساني أو مسؤولية أخلاقية”.

آلاسكا للإسرائيليين

وتحت عنوان “رفض إسلامي وعربي لتصريحات نتنياهو، والتزام سعودي بحل الدولتين”، عنونت صحيفة “الشرق الأوسط” تغطيتها ضمن تفاعل لافت ضد مخططات تهجير الفلسطينيين.

ولم يتوقف سيل مقالات الرأي المتضامن مع موقف المملكة الرافض لتهجير الفلسطينيين، وكان أبرزه مقال رأي عضو مجلس الشورى يوسف بن طراد السعدون في صحيفة عكاظ، دعا فيه الرئيس الأمريكي، “إلى نقل الإسرائيليين إلى ألاسكا، ثم إلى غرينلاند (الدنماركية) بعد ضمها”.

ووصف الكاتب طارق الحميد الأحد، في مقال بصحيفة الشرق الأوسط، مقترح ترامب بأنه “فكرة مربكة ومجنونة”، مؤكدا أنها “غير قابلة للتنفيذ”.

أما الكاتبة السعودية وفاء الرشيد، كتبت الأحد، في صحيفة المدينة، مقالاً أوضحت فيه أن “تصريحات ترامب الأخيرة كشفت لنا الوجه الحقيقي للسياسات الاستعمارية الأمريكية، حيث اقترح تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الدول المجاورة، متجاهلا كل القوانين والأعراف الدولية، وساعياً لتنفيذ نكبة جديدة تحت غطاء مشاريع التجميل الاستيطانية”.

استدعاء الماضي

واستدعت “الإخبارية” تصريحات تاريخية لملوك السعودية السابقين حول القضية الفلسطينية، وفي مقدمتهم الملك فيصل بن عبد العزيز الذي قال: “‏لو أجمع العرب جميعاً على أن يرضوا بوجود إسرائيل وبتقسيم فلسطين، فلن ندخل معهم في هذا الاتفاق”.

كما نشرت جزءا من خطاب سابق للملك سلمان إبان كان “أمير الرياض”، يقول فيه؛ إن القضية الفلسطينية هي قضية السعودية الأولى.

وأطلقت “الإخبارية” أوصافا حادة ضد نتنياهو، ووصفته بأنه “صهيوني ابن صهيوني”، وتابعت: “ليس له وجه طيب وآخر قبيح، للاحتلال وجه واحد هو بنيامين نتنياهو”.

فيما ناقشت قناة “العربية” الحالة النفسية والصحية لنتنياهو، واعتبرت أنها ربما تكون السبب في مقترحه الأخير حول نقل الفلسطينيين إلى السعودية. وأطلقت مذيعة “العربية” ريم بوقمرة عبارة مثيرة، متسائلة “هل نتنياهو دخل مرحلة الديك المذبوح.

موقف ثابت

الكاتب زيد الفضيل، كتب السبت في صحيفة مكة، مقالاً أشار فيه إلى أنه “في اللحظة التي ينتظر فيها الشعب الفلسطيني في غزة أن تقود الولايات المتحدة قافلة البناء تكفيراً عن صمتها المخزي، بل وتأييدها لجرائم الحكومة الإسرائيلية، يأتي الرئيس دونالد ترامب ليعلن نيته بتهجير المضطهدين المقتولين إلى مصر والأردن، بحجة إعادة إعمار غزة”.

وأضاف: “جاء هذا الإعلان ليشعل الفتيل في النار مجددا، إذ واجهته الدول العربية إجمالا بالرفض، معتبرة أن تهجير الفلسطينيين خط أحمر، وكانت القيادة السعودية أكثر وضوحا وحزما ببيانها الدقيق المؤكد على حل الدولتين”.

من جانبه، قال الكاتب خالد العويجان، في مقال بصحيفة مكة، السبت: “أخذ ترامب على عاتقه القول إن السعودية تريد السلام، ولا تطالب بدولة فلسطينية. وهذا يقود لشيء من التدبر، وبالتالي البحث عن إجابة سؤال، لماذا السعودية حاضرة في قواميس جميع رؤساء الولايات المتحدة؟ في الحملات الانتخابية، وحشد المؤيدين، والأوقات العصيبة واللحظات الحرجة؟”.

ومجيباً على هذا التساؤل، قال العويجان: “أتصور أنهم مهووسون بالسعودية. ولا تفسير للأمر غير ذلك”.

كما عنونت صحيفة عكاظ في تقارير لها بعدة عناوين حيث كتبت “السعودية تجدّد التأكيد: الفلسطينيون أصحاب حق في أرضهم.. لا دخلاء”

وفي عنوان آخر كتبت الصحيفة: “تضامن مع المملكة وإدانات عربية لتصريحات نتنياهو العدائية.. أمن السعودية خط أحمر”.

منصات التواصل

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بهجوم سعودي كبير غير مسبوق، حيث سخر البعض من تصريحات نتنياهو مستخدمين نفس الأسلوب والمنطق الذي تحدث به، داعين إلى إقامة دولة إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية التي لديها مساحات أراضٍ كبيرة، والتي يروج رئيسها دونالد ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة.

وغرد “فهد الزهراني -أبو عبدالعزيز” متهكما، حيث قال: “أعتقد أن أفضل حل للسلام في الشرق الأوسط أن تعيش إسرائيل بسلام هي أن تنتقل إلى قلب الولايات المتحدة الأمريكية فهناك الكثير من الأراضي، وهناك حتما سيشعر الإسرائيلي بعدم الخوف على حياته”.

بدوره، اعتبر الصحفي أحمد الرباعي أن بيان الخارجية السعودية أربك نتنياهو، حيث قال: “نعلم جميعاً أن البيان السعودي الحازم لخبط أوراقهم، وبعثر خططهم، وأصابهم بالجنون، وجعلهم يظهرون بهذه الآراء التي تفتقد للمنطق والعقلانية”.

ومتفقاً معه قال منصور ثامر طراد الملحم إنه “بعد رفض المملكة العربية السعودية لمخطط ترامب لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة، وإعلانها تمسكها بموقفها الثابت بعدم التطبيع مع إسرائيل قبل الاعتراف بدولة فلسطين بحدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، خرج نتنياهو ليطلق ترهاتٍ تعكس فشله وعجزه”.

في السياق نفسه، قال عبدالكريم الشمري -فنان تشكيلي-: “تظل فلسطين وقضيتها في قلوبنا دما يجري اعتزازاً وفخراً وتظل تلك القضية هاجساً كبيراً لاهوادة فيه عند قادتنا وولاة أمورنا هم من ناصروا ودعموا وكافحوا من أجل فلسطين وأرضها منذ قرون ولا نزال”.

من جهته غرد فيصل بن طارق الفايز، قائلاً: “ردنا أن المساس بأي متر من أراضي المملكة العربية السعودية العظمى هو بمثابة إعلان حرب (..) المملكة هي الحصن المنيع للإسلام ويقف خلفها ٢ مليار مسلم (..) ونحن جميعاً كسعوديين نقسم على حمايتها لآخر نفس يصعد من أجسادنا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى