إعادة بناء مستشفى.. إغاثة كويتية شعبية تدعم المنظومة الصحية في غزة

تكمن أهمية الحملة الكويتية في أنها تدعم المنظومة الصحية في قطاع غزة التي تعرضت للتدمير من قبل الاحتلال
مع تزايد الحاجة إلى مستشفى متخصص برعاية الأطفال في قطاع غزة، بعد تدمير جيش الاحتلال للقطاع الطبي خلال عدوانه، أطلقت الجمعية الكويتية للإغاثة حملة خيرية لجمع 10 ملايين دولار لإعادة بناء مستشفى النصر للأطفال.
وانطلقت الحملة الخيرية للجمعية الكويتية يوم الاثنين 10 مارس الجاري، ونجحت في الوصول إلى هدفها في إكمال المبلغ المطلوب الخميس 13 من الشهر نفسه، وفقاً للمشرف العام على الحملة عمر الثويني.
ودعت الجمعية جميع الجهات الإنسانية إلى المشاركة في هذه الحملة لدعم المشروع، مشددةً على أهمية تضافر الجهود لضمان عودة المستشفى إلى العمل بأسرع وقت ممكن وإنقاذ حياة آلاف الأطفال الذين هم بأمسّ الحاجة إلى الرعاية الصحية المتخصصة.
وبدعم أمريكي أوروبي شنت “إسرائيل” بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، حرباً على غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، 70% منهم أطفال ونساء وفقاً لتقديرات رسمية وأممية.
وتكمن أهمية الحملة الكويتية في أنها تدعم المنظومة الصحية في غزة التي تعرضت للتدمير من قبل الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على القطاع، وإخراج الكثير من المستشفيات عن الخدمة.
تفاعل كبير
وشهدت الحملة تفاعلاً كبيراً عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث ساهم العديد من المشاهير والمؤثرين العرب في الترويج لها، مما أدى إلى ارتفاع حجم التبرعات بشكل ملحوظ، كما تم توفير عدة وسائل دفع إلكترونية لتسهيل عملية التبرع وضمان وصول المساعدات سريعاً لدعم إعادة بناء المستشفى.
ويأمل القائمون على الحملة في أن تسهم هذه الجهود بإعادة الأمل للأطفال المرضى وعائلاتهم، وتعزيز صمود القطاع الصحي في غزة، الذي يواجه تحديات كبيرة بسبب استمرار الحصار والتصعيد العسكري الإسرائيلي.
وتأتي هذه المبادرة في إطار التزام الكويت التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني، لا سيما في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر.
كما تمثل هذه المبادرة أكبر جهد شعبي من نوعه لإعادة بناء مستشفى النصر للأطفال، الذي كان يقدم خدماته لأكثر من 95 ألف طفل سنوياً قبل تدميره.
وفي هذا الصدد أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية للإغاثة، الدكتور إبراهيم الصالح، أن حملة مستشفى النصر للأطفال تعد حملة شعبية على مستوى الحشد والجمع والتنفيذ، لكنها تأتي برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية في الكويت، وبالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية وجمعية “فلسطين الغد” الفلسطينية، وتحت إشراف وزارة الخارجية الكويتية.
وقال الصالح، في تصريح نشرته وكالة الأنباء الكويتية “كونا”: “تهدف الحملة إلى توفير الموارد المالية اللازمة لإعادة بناء مستشفى النصر للأطفال في قطاع غزة، الذي دمره الاحتلال الصهيوني في نوفمبر 2024 بعد أكثر من 65 عاماً على إنشائه، حيث كان يقدم خدماته لنحو 95 ألف حالة سنوياً من الأطفال المرضى في غزة”.
وأضاف أن “المستشفى الجديد سيتم تشييده على مساحة 10 آلاف متر مربع، وهي كامل المساحة المبنية للمستشفى، ومن المتوقع أن يقدم خدماته لأكثر من 165 ألف طفل سنوياً، بينما سيستفيد من خدماته المختلفة نحو 350 ألف شخص سنوياً”.
تفاصيل المشروع
المشرف العام على الحملة عمر الثويني، أكد أن أهمية المشروع تنبع من الدور الحيوي الذي كان يلعبه المستشفى في تقديم الخدمات الصحية للأطفال، وأشار إلى أن سيقام على مساحة 10 آلاف متر مربع، وسيضاعف القدرة الاستيعابية للخدمات الطبية ليستفيد منه أكثر من 165 ألف طفل سنوياً، إضافة إلى حوالي 350 ألف شخص من مختلف الفئات سيحصلون على رعاية طبية متقدمة.
وأوضح الثويني، في تصريح لـ”الخليج أونلاين”، أن المستشفى الجديد سيضم 228 سريراً، مع نسبة إشغال متوقعة تبلغ 60% عند الافتتاح، ما يعكس الحاجة الملحة للخدمات الصحية في القطاع.
وبين أنه سيتم تجهيزه بأقسام طبية متكاملة تشمل: قسم الإسعاف والطوارئ، والعيادات الخارجية، ومركز غسيل الكلى، وأقسام العمليات الجراحية والعناية المركزة والمتوسطة، وحضانات الأطفال والخدمات المساندة، إضافة إلى مساحات خارجية لخدمة المرضى وذويهم.
وشدد الثويني على أن هذه الحملة تأتي “استجابةً للمسؤولية الإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، خصوصاً الأطفال الذين يعانون من نقص حاد في الخدمات الصحية نتيجة استمرار الحصار والعدوان الإسرائيلي”.
وأضاف أن “الكويت كانت وما زالت من أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية، سواء على المستوى الإنساني أو السياسي”، مشيراً إلى أن “المساعدات الكويتية شهدت تضاعفاً ملحوظاً خلال العدوان الأخير على غزة، في إطار موقفها الثابت تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة”.
إشادة فلسطينية
من جانبه، أكد وكيل وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، يوسف أبو الريش، أن مستشفى النصر للأطفال كان من أهم المنشآت الطبية المتخصصة في تقديم الرعاية الصحية للأطفال.
وتحدث أبو الريش، في مقطع فيديو نشرته وزارة الصحة الفلسطينية، عن أن تدمير الاحتلال لمستشفى النصر للأطفال أدى إلى نقص حاد في الخدمات الطبية المقدمة للمرضى الصغار.
وأشار إلى أن الجهود الحالية لإعادة بنائه تأتي في إطار تنسيق كامل مع وزارة الصحة الفلسطينية، وضمن خطة شاملة لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزة.
كذلك، أشاد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلام معروف، بالحملة الأهلية والشعبية التي أطلقتها الجمعية الكويتية للإغاثة، لإعادة إعمار مستشفى النصر للأطفال.
واعتبر معروف في تصريح وصل “الخليج أونلاين” نسخة منه، أن نجاح الحملة في الوصول لهدفها بجمع 10 ملايين دولار في أيام قليلة، يدلل على تلهف أبناء أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم لتقديم العون وتخفيف المعاناة عن شعبنا، ورسم الابتسامة على وجوه أطفالنا المرضى.
وأضاف أن المبادرات المجتمعية والفردية لعبت دوراً مهما خلال العدوان في التخفيف عن المواطنين والاستجابة لاحتياجات عديدة، ولكنها لا تستطيع بمفردها إزالة تداعيات ومعاناة هذه الحرب ولن تستطيع تلبية الحاجات الإنسانية الكبيرة التي تحتاج إلى خطة لإعادة الإعمار يتم تبنيها إقليمياً ودولياً.