أكدته “CNN”.. الإعلام العالمي يعزز حضوره في المنطقة عبر قطر
الكاتب الصحفي إياد الدليمي: هناك خططاً طموحة لدى قطر لاستقطاب المحطات العالمية وجعلها عاصمة للإعلام العالمي.
الدوحة تسير وفق خطوات مدروسة قد تؤدي إلى توافد عدد كبير من وسائل الإعلام من مختلف أنحاء العالم.
يجسد إعلان محطة “سي إن إن” افتتاح ثاني مقر إقليمي لها، في العاصمة القطرية الدوحة، بعد مقرها في أبوظبي، انعكاساً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة الخليج العربي والشرق الأوسط على الصعيدين الإعلامي والسياسي.
ويتأكد أن استمرار تطور المشهد الإعلامي العالمي، في ظل التنافس على التغطية الإخبارية بالشرق الأوسط التي أصبحت أشبه بالمُنتج للأحداث الساخنة، جعل المنطقة محوراً رئيسياً للمنصات الإعلامية الكبرى.
في إعلانها الأحد (2 فبراير الجاري) عن خططها لتوسيع نطاق عملها بمنطقة الشرق الأوسط من خلال فتح مكتب لها بالدوحة، أعربت “سي إن إن” عن توقعاتها بأن يبدأ تشغيل هذا الاستوديو في النصف الثاني من عام 2025.
وسيكون مقر الاستوديو في المدينة الإعلامية بقطر، التي تُعد مركزاً رائداً يجمع العديد من شركات الإعلام والتكنولوجيا العالمية لتعزيز الابتكار والتعاون في المشهد الإعلامي الحيوي في البلاد.
محتوى “CNN”
الشبكة تهدف من خلال مقرها بالدوحة إلى تطوير وإنتاج محتوى متنوع عبر مختلف المنصات، يتناول أبرز القصص التي تعكس التطورات العالمية السائدة.
وبحسب بيانها، تقول الشبكة إن فريقاً من منشئي المحتوى في “سي إن إن” سيتولى نشر هذا المحتوى على المنصات الرقمية والاجتماعية، بالإضافة إلى إنتاج برنامج أسبوعي مبتكر يُعرض على قناة “سي إن إن إنترناشونال”.
تلفت الشبكة إلى أن توسعها الجديد سيدعم مجموعة من برامجها الحالية الخاصة بالشرق الأوسط، ومراكز جمع الأخبار التي تشمل المقر الرئيسي في أبوظبي، الذي يُبث منه برنامج “كونيكت ذي وورلد” مع بيكي أندرسون، إلى جانب مجموعة مكاتبها المنتشرة في المنطقة.
تُعد “سي إن إن” واحدة من أكثر القنوات الإخبارية نفوذاً في العالم، حيث تستمر في تقديم محتوى إعلامي متطور عبر منصاتها المختلفة، مع التركيز على التغطية السريعة للأخبار العاجلة والتحليلات العميقة للأحداث العالمية.
وتسهم تقاريرها في تشكيل الرأي العام الأمريكي والعالمي، فضلاً عن أنها تُعد مرجعاً أساسياً في تحليل الأحداث السياسية الكبرى.
تأسست شبكة “سي إن إن” في يونيو 1980 على يد رجل الأعمال والإعلامي الأمريكي تيد تيرنر.
تغطي “سي إن إن” الأخبار السياسية، الاقتصادية، العلمية، الثقافية، والرياضية، إضافة إلى التحقيقات الصحفية والبرامج الوثائقية.
تعزيز تغطية الشبكة
وفق ما أوردت وكالة الأنباء القطرية (قنا) حول أهمية افتتاح مقر لشبكة “سي إن إن” في الدوحة:
-
سيساهم هذا التوسع في تعزيز موارد الشبكة في منطقة الخليج والشرق الأوسط.
-
تشمل تغطية الشبكة القضايا الجيوسياسية والأخبار العاجلة وأخبار قطاعات الأعمال والتكنولوجيا والرياضة والثقافة والسفر.
-
ستقدم الشبكة برامج تدريبية في الصحافة والإنتاج للطلاب والكوادر المهنية الشابة في قطر.
-
عبد الله بن علي بن سعود آل ثاني، رئيس مجلس إدارة المدينة الإعلامية قطر: هذا التوسع يعكس الدور الاستراتيجي المتنامي لقطر في صياغة الحوارات العالمية من قلب الشرق الأوسط.
-
مايك مكارثي، مدير عام “سي إن إن إنترناشونال”: الاستوديو الجديد سيعزز التزام الشبكة العميق بالتغطية التحريرية في الشرق الأوسط ودفعه إلى آفاق أوسع من خلال:
– تعزيز قدرة الفريق على تغطية الأحداث في المنطقة.
– توفير مرافق حديثة متطورة.
– تمكين الفريق من سرد مجموعة أوسع من القصص المحلية بطرق مبتكرة، بما في ذلك برنامج أسبوعي جديد.
– التوسع في قطر سيسهم في تعزيز عمليات الشبكة الإقليمية والعالمية، مما يضيف بُعداً جديداً إلى حضورها القوي في المنطقة.
– نتطلع لإطلاق صيغ ومقترحات مبتكرة لإنشاء محتوى متنوع ومتطور.
عاصمة للإعلام العالمي
ستستفيد “سي إن إن” من المدينة الإعلامية، التي تسهم في دعم وتطوير قطاع الإعلام كصناعة رئيسية في البلاد.
وتوفر المدينة الإعلامية بنية تحتية متطورة تشمل استوديوهات حديثة، ومرافق إنتاج عالية التقنية، ومنصات لدعم الإعلام الرقمي.
ومع استمرار توسع المدينة الإعلامية القطرية، يتوقع خبراء الإعلام أن تشهد قطر قفزة نوعية في صناعة المحتوى؛ ما يسهم في تحقيق “رؤية قطر الوطنية 2030” التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز مكانة البلاد في المشهد الإعلامي العالمي.
يقول الكاتب الصحفي إياد الدليمي لـ”الخليج أونلاين” إن قطر أصبحت اليوم واحدة من الوجهات المميزة لوسائل الإعلام العربية والعالمية، نظراً لما توفره من بنية تحتية متطورة وفرص تنافسية تعزز حضور مختلف شبكات الإعلام.
وأشار الدليمي إلى أن قطر تحتضن العديد من شركات الإعلام الرقمي مثل “جوجل” و”سناب شات” ومنصة “إكس”، وهو ما يوفر بيئة مثالية لعمل المحطات الفضائية والإعلام الرقمي، مؤكداً أن هذا المناخ الإعلامي يفتح المجال أمام المؤسسات الإعلامية للعثور على ما تحتاجه من دعم وخدمات لوجستية وتقنية.
وأضاف أن هناك خططاً طموحة لدى قطر لاستقطاب المحطات العالمية وجعلها عاصمة للإعلام العالمي، مبيناً أن الدوحة تسير في هذا الاتجاه وفق خطوات مدروسة قد تؤدي إلى توافد عدد كبير من وسائل الإعلام من مختلف أنحاء العالم.
لفت الدليمي إلى أن القوانين المرنة والتسهيلات التي تقدمها قطر؛ تجعلها وجهة جاذبة للمؤسسات الإعلامية الساعية إلى التوسع في المنطقة.
وفيما يتعلق بافتتاح محطة جديدة لشبكة “سي إن إن” في المنطقة، أوضح الدليمي أن هذه الإضافة لن تكون بديلاً عن المقر الرئيسي، لكنها ستعزز التنافس الإعلامي، مستفيدة من زخم الأحداث الإقليمية، ما قد يجعلها واحدة من أبرز المحطات خلال الفترة المقبلة، على حدّ قوله.