“أرض الأساطير”.. قطر ترسم ملامح جديدة للترفيه العالمي
ما التكلفة التقديرية لمشروع “أرض الأساطير”؟
حوالي 3 مليارات دولار.
متى يفتح المشروع أبوابه أمام الزائرين؟
عام 2028.
يعد مشروع “أرض الأساطير” (The Land of Legends) إحدى المبادرات الطموحة التي تبرز التزام قطر بتطوير القطاع الترفيهي والسياحي، لجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
وأطلق رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في 20 نوفمبر الجاري، مشروع “ذا لاند أوف ليجيندز” أو “أرض الأساطير”، بوضع حجر الأساس في منطقة سميسمة.
كما يهدف المشروع إلى إحداث نقلة نوعية في قطاع السياحة والترفيه في المنطقة، حيث يجري تنفيذه بالشراكة بين شركة “إف تي جي” للتطوير وشركة الديار القطرية للاستثمار العقاري، وبتكلفة تقديرية بلغت حوالي 3 مليارات دولار، وفقًا لوكالة الأنباء القطرية.
أهمية المشروع
ومن المتوقع أن يستقطب المشروع مليوني زائر سنوياً وأن يعزز المشهد السياحي في قطر، ويدعم أهداف رؤية 2030 الوطنية فيما يتعلق بتنويع موارد الاقتصاد الوطني.
وحول ذلك، قال وزير البلدية ورئيس مجلس إدارة شركة الديار القطرية للاستثمار العقاري، عبدالله بن حمد العطية، أن وضع حجر الأساس لمشروع “أرض الأساطير” يعتبر خطوة مهمة تهدف إلى تعزيز مكانة دولة قطر على الساحتين الإقليمية والدولية، كوجهة سياحية رائدة.
وأضاف العطية في بيان له: “تلعب وزارة البلدية دوراً محورياً في دعم المشروع، من خلال استراتيجيات تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة، ودعم الابتكار، وتوفير بنية تحتية متطورة، ونؤكد التزام الوزارة بالتخطيط الدقيق وضمان تكامل المشروع مع المخطط العام لمنطقة سميسمة، مما يضمن استدامة المشروع، ويدعم التنمية المجتمعية المستدامة”.
بدوره، أكد الرئيس التنفيذي لشركة الديار القطرية للاستثمار العقاري، المهندس علي بن محمد العلي، في كلمة له خلال حفل وضع حجر الأساس، أن هذا الحدث يمثل محطة بارزة في مسيرة تعزيز مكانة قطر السياحية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وأضاف العلي أن “مشروع سميسمة يجسد رؤية ملهمة تترجم التزامنا بتقديم تجربة ترفيه عالمية بلمسة قطرية أصيلة، كما يهدف إلى استقطاب الاستثمارات في القطاع السياحي وخلق فرص عمل جديدة، مع الالتزام التام بمعايير التنمية المستدامة”.
تعزيز السياحة
ويقول الكاتب الإعلامي سلطان الجاسم، إن مشروع أرض الأساطير سيسهم بكل تأكيد في تعزيز السياحة في قطر، وسيكون نقلة نوعية للبلاد في القطاع السياحي.
ويضيف لـ”الخليج أونلاين” أن “المشروع سيكون من أكبر المشاريع الترفيهية التي تتضمن الملاهي والمنتجعات الضخمة على البحر، والذي سيساهم في تنوع الاقتصاد القطري، وتوفير آلاف الوظائف للقطريين وغير القطريين”.
كما يعتقد الجاسم أنه “من خلال هذا المشروع سيكون لقطر مكانة كبيرة في الجانب السياحي، الذي يمكن أن يجلب الاستثمار الأجنبي، ويعطي دافعاً قوياً للاقتصاد القطري والاستثمار القطري في تعزيز المجال السياحي”.
ويوضح أن “هناك انفتاحاً على السياحة القطرية، حيث تملك سواحل جميلة جداً ومنتجعات وفنادق مميزة، فضلاً عن التي ستقام في مشروع أرض الأساطير الجديد، وسيكون له شأن كبير في السياحة الخليجية والعربية والأجنبية”.
كما يتوقع الجاسم أن المشروع الجديد سينقل قطر إلى مراتب متقدمة في القطاع السياحي، لافتاً إلى أن هناك مزيداً من المشروعات الكبيرة، وسيكون له تأثير مباشر على المجتمع سواء المواطن أو المقيم.
ويعرب الكاتب القطري عن أمله بأن يكون هناك اتساع أكبر ومشاريع أخرى لاستغلال سواحل قطر التي يمكن إقامة فيها العديد من هذه المنتجعات والأماكن الترفيهية، مؤكداً بأن الاستثمار السياحي مهم جداً، لأنه يعتبر دخل إضافي، غير دخل البترول والغاز.
خطة شاملة
يعد “ذا لاند أوف ليجيندز” أول مشروع رئيسي يتم تطويره ضمن خطة شاملة لمشروع سميسمة الممتد على مساحة 8 ملايين متر مربع، والمطل على واجهة بحرية بطول 7 كيلومترات، باستثمارات إجمالية تصل إلى 20 مليار ريال قطري (5.5 مليار دولار).
ويدمج المشروع بين الجمال الطبيعي والبنية التحتية المبتكرة، مع التركيز على الاستدامة من خلال اعتماد تقنيات ذكية ومعايير بيئية عالمية.
كما يمتد مشروع “أرض الأساطير”، على مساحة 650 ألف متر مربع، ليقدم لزواره تجربة غنية وفريدة من نوعها.
ويستوحي المشروع فكرته من مغامرات الرحالة العربي الشهير ابن بطوطة، حيث يأخذ الزائرين في رحلة مثيرة لاستكشاف سبع مناطق مميزة، تحمل كل منها طابعاً فريداً ومعالم جذب استثنائية.
ويجمع هذا المشروع بين العناصر الثقافية الرائعة، التجارب التفاعلية المبتكرة، والمناظر الطبيعية الساحرة، ليشكل وجهة سياحية استثنائية تعكس التوازن بين التراث الأصيل والتطور العصري، مما يوفر للزوار تجربة غامرة لا تُنسى.
كما سيضم المشروع مجموعة واسعة من المرافق الترفيهية والسياحية، بما في ذلك مدينة ترفيهية متكاملة، 16 منتجعاً، ملعب غولف يضم 18 حفرة، مرسى لليخوت، فيلات فاخرة، ومجموعة متنوعة من المطاعم والمحلات التجارية.
كما يوفر أيضاً فنادق مميزة، مثل فندق “كينغدوم” الذي يركز على الأنشطة العائلية، وفندق “ميوزيك” الذي يحتفي بالثقافة الموسيقية.
ومن أبرز المعالم الفريدة في المشروع، جبل صناعي بارتفاع 80 متراً، قنوات مائية تنساب حولها القوارب في أجواء مستوحاة من الطبيعة، وأول “مسرح متحرك” في المنطقة، يقدم تجربة سينمائية تفاعلية ومبتكرة.
بالإضافة إلى “المسرح الطائر”، الذي يتيح للزوار فرصة التحليق عبر عجائب الطبيعة العربية من خلال مغامرة مستوحاة من الأساطير المحلية.
ويقدم المشروع تجربة ثرّية للزوار، بما في ذلك الفيلات الراقية والمطاعم الفاخرة المنتشرة، مما يجعله وجهة متكاملة تجمع بين الاستمتاع، الاستكشاف، والترفيه في بيئة استثنائية.
ومن المقرر أن تبدأ الأعمال في مشروع “أرض الأساطير” مطلع العام المقبل ولمدة ثلاث سنوات، ليجري تدشينه بحلول 2028.