الاخبار

“6 دقائق قراءة”.. مبادرة إماراتية تكرم عشاق الكتب بحوافز مجتمعية

ما الهدف الرئيسي من حملة “6 دقائق قراءة”؟

تشجيع جميع فئات المجتمع على تبني القراءة كعادة يومية.

ما الحوافز التي تقدمها الحملة للمشاركين؟

تكريم أفضل 10 قرّاء شهرياً بشهادات تقديرية لتحفيزهم.

تواصل دولة الإمارات جهودها لترسيخ ثقافة القراءة بين أفراد المجتمع من خلال مبادرات نوعية تعزز المعرفة المستدامة، والتأكيد على أهمية المطالعة ودورها في تنمية الأفراد والمجتمعات.

وفي إطار ذلك، دشنت جمعية محمد بن خالد آل نهيان لأجيال المستقبل بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم (26 مارس)، نسخة 2025 من مبادرة “6 دقائق قراءة”، والتي أطلقتها الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان عام 2018.

وتضمّنت المبادرة تقديم حوافز مجتمعية جديدة لعام 2025، تشمل تكريم أفضل عشرة قرّاء شهرياً عبر منحهم شهادات تقديرية موقعة من الشيخة شما آل نهيان، تعبيراً عن التقدير الفعلي للجهود المبذولة في سبيل تعزيز الثقافة والمعرفة.

مجتمع قارئ

وتسعى المبادرة إلى تشجيع كافة فئات المجتمع على القراءة اليومية من خلال تخصيص ست دقائق فقط يومياً لاستكشاف مختلف مجالات المعرفة، كما تهدف إلى تطوير مهارات التفكير النقدي وتنمية القدرات القرائية، بما ينسجم مع مستهدفات “شهر القراءة الوطني 2025”.

ويقول الأكاديمي الدكتور عبد الرحيم الهور، إن اللغة هي الحاضنة الأساسية للثقافة، والقراءة هي أقرب الطرق لممارستها، كما وصف مبادرة “6 دقائق قراءة” بأنها خطوة ذكية وعملية لتحفيز عادة القراءة اليومية بشكل بسيط وقابل للتطبيق، خاصة في ظل الانشغالات الحياتية.

ويبين لـ”الخليج أونلاين” أن هذه المبادرات تساهم في تطبيع القراءة كعادة يومية من خلال تقليل الحاجز النفسي والزمني أمامها، مما يجعلها أكثر جاذبية لأفراد المجتمع، خاصة الشباب.

كما تعتبر القراءة، بحسب الدكتور الهور، المحفز الأساسي للخيال والتفكير النقدي، وتمنح الفرد رؤى جديدة وأدوات معرفية للتفكير خارج الأطر التقليدية، مؤكداً أن “المجتمع الذي يقرأ هو مجتمع ينتج المعرفة ويتميز بالريادة”.

وأشاد أيضاً بدور مركز أبوظبي للغة العربية في تحفيز الأجيال الجديدة على تبني القراءة كأسلوب حياة، من خلال إطلاق مبادرات نوعية، وتنظيم معارض الكتب، ودعم النشر والترجمة، وتقديم برامج موجهة للأطفال واليافعين، مما يساهم في بناء بيئة ثقافية حاضنة تعزز ارتباطهم باللغة والقراءة.

وفي المقابل، يشير الهور إلى التحديات التي تواجه نشر ثقافة القراءة، مثل:

  • غياب القدوة القارئة في الأسرة.
  • طغيان وسائل الترفيه الرقمية.
  • افتقار بعض البيئات التعليمية لبرامج فعالة تشجع على القراءة الحرة.

وللتغلب على هذه التحديات، دعا الهور إلى إشراك المؤسسات التعليمية والإعلامية والثقافية في تعزيز ثقافة القراءة، وتقديم نماذج ملهمة، وخلق حوافز واقعية ومستدامة كما تفعل مبادرة “6 دقائق قراءة”.

كما أكد في ختام حديثه على أن القراءة ليست مجرد باب للمعرفة، بل هي الممارسة الأساسية لعيش تجربة الحياة.

شهر القراءة

ويعد شهر مارس من كل عام مناسبة وطنية تحتفي فيها دولة الإمارات بالقراءة، بهدف غرس حب المطالعة بين الأفراد، لا سيما الأطفال، وتشجيعهم على تبنيها كعادة يومية.

وتُنظَّم خلال شهر القراءة فعاليات ثقافية متنوعة تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية القراءة في تمكين المجتمعات وتعزيز مسيرة التنمية الثقافية والمعرفية في الدولة.

وتسهم هذه الفعاليات في خلق بيئة تحفّز الأفراد على استكشاف عالم الكتب، وتساعدهم على تنمية مهاراتهم الفكرية والمعرفية، مما يسهم في بناء جيل واعٍ قادر على المساهمة في تطوير المجتمع.

وبحسب وزارة لثقافة الإماراتية، فإن شهر القراءة يشهد مجموعة واسعة من المبادرات والأنشطة التي تُقام بالتعاون مع جهات وطنية واتحادية ومجتمعية، حيث يتم التركيز على إبراز قيمة القراءة من خلال الفعاليات التفاعلية، وتنظيم ورش عمل ومسابقات ثقافية تستهدف جميع الفئات العمرية.

كما تنطلق خلال الشهر حملات تشجيعية تستهدف طلاب المدارس عبر أنشطة مشوقة، مثل تحديات القراءة، وبرامج “اقرأ قصة”، وماراثون القراءة، التي تهدف إلى تعزيز عادة القراءة وتحويلها إلى جزء أساسي من حياة الأفراد اليومية.

وتكشف الإحصاءات الوطنية عن تزايد الاهتمام بالقراءة في المجتمع الإماراتي، حيث تم تطوير مؤشر القراءة الوطني لقياس وتحليل العادات القرائية، مما يساعد في رسم استراتيجيات التنمية الثقافية المستقبلية.

وأظهر استطلاع ميداني شارك فيه 3378 فرداً أن 12% منهم أعضاء في نوادي الكتاب، بينما يملك 5% مكتبات منزلية، كما أشار الاستطلاع إلى أن 31% من المشاركين تلقّوا تشجيعاً على القراءة من والديهم خلال الطفولة، في حين يفضل 40.4% منهم الكتب الورقية مقارنة بـ 23% يفضلون القراءة الإلكترونية.

كما تصدّرت الكتب الدينية قائمة الكتب الأكثر قراءة، تليها الروايات، ما يعكس تنوع اهتمامات القراء في الدولة.

دعم القراء المستدامة

وسبق أن أطلق مركز أبوظبي للغة العربية في 27 فبراير الماضي، المرحلة الأولى من الحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة للنصف الأول من عام 2025، وذلك في متحف اللوفر – أبوظبي، بحضور عدد من الشخصيات الثقافية والإعلامية والفكرية في الدولة.

وتشير وكالة الأنباء الإماراتية (وام) إلى أن هذه الحملة تأتي تحت شعار “مجتمع المعرفة، معرفة المجتمع”، تماشياً مع استراتيجية المركز لتعزيز حضور اللغة العربية وترسيخ ثقافة القراءة، وانسجاماً مع إعلان عام 2025 ليكون “عام المجتمع”.

كما تهدف الحملة إلى تحفيز مختلف فئات المجتمع، مع التركيز على الأجيال الجديدة، لدعم مهاراتهم اللغوية وتعزيز ارتباطهم باللغة العربية باعتبارها عنصراً رئيسياً في الهوية الثقافية.

وتزامن إطلاق الحملة مع شهر القراءة الوطني وترتيبات الدورة الجديدة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وتشمل أكثر من 1700 نشاط إبداعي، منها 250 فعالية رئيسة تُنفذ بالشراكة مع 100 جهة حكومية وخاصة، بمشاركة 100 مبدع، وتستهدف أكثر من 50 ألف شخص من مختلف فئات المجتمع، في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية والأماكن العامة.

كما تنوّعت الأنشطة بين الأندية القرائية، والجلسات الحوارية، وورش الكتابة الإبداعية، والمحاضرات الفكرية، والندوات الفنية، والمسابقات الثقافية، إضافة إلى مبادرات تسهم في إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في دعم القراءة.

ويؤكد رئيس مركز أبوظبي للغة العربية علي بن تميم، أن “الحملة المجتمعية للقراءة المستدامة تأتي ضمن جهود المركز لتعزيز حضور اللغة العربية في المجتمع وترسيخ ثقافة القراءة كجزء من الحياة اليومية للأفراد”.

كما أوضح أن الحملة تنطلق من رؤية القيادة في دعم اللغة العربية باعتبارها عنصراً جوهرياً في الهوية الوطنية، إلى جانب دور القراءة في تحقيق التنمية الفكرية والمعرفية، وأضاف أن المبادرة تندرج تحت مظلة مشاريع المركز، بالتزامن مع إعلان عام 2025 “عام المجتمع”.

وأشار إلى أن “القراءة المستدامة تعد عنصراً أساسياً في تحقيق التنمية المعرفية، ودورها في بناء قدرات المجتمع، خصوصاً الأجيال الجديدة، لتمكينهم من مواكبة التطورات الفكرية والتكنولوجية والمساهمة في التقدم الثقافي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى