وصلت للعالمية.. الأفلام الفلسطينية رسائل مؤثرة تكسر الصمت

المخرج والممثل الفلسطيني سويلم سويلم:
عرض أعمال تجسد القضية الفلسطينية على مستوى العالم، يساهم في تشكيل وعي عالمي بحقوق الفلسطينيين ومعاناتهم والقمع الذي يتعرضون له.
في عالم السينما، لا تقتصر الأفلام الوثائقية على تقديم حقائق تاريخية أو اجتماعية، بل تحمل في طياتها رسائل إنسانية قوية قد تغير المفاهيم وتسلط الضوء على قضايا قد تكون غائبة عن الأنظار، أو زوايا غير مكشوفة.
أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو فيلم وثائقي نال جائزة الأوسكار في الحفل الذي أقيم الاثنين، تناول القضية الفلسطينية بشكل أضاء مساحة واسعة من الظلم والاضطهاد الذي يعيشه الفلسطينيون على يد حكومة الاحتلال.
الفيلم الوثائقي الذي حمل عنوان “لا أرض أخرى” وفاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل، اشترك في صناعته صحفيون فلسطينيون وإسرائيليون، هو: باسل عدرا، ويوفال أبراهام، وحمدان بلال، وراشيل سزور.
ويسلط الفيلم الوثائقي الضوء على قصة أسرة فلسطينية تهجرها الحكومة الإسرائيلية من منزلها في قرية مسافر يطا، بالضفة الغربية المحتلة.
عند صعودهم المنصة وتسلمهم الجائزة، دعا صناع الفيلم العالم إلى اتخاذ إجراءات جادة لوقف الظلم ووقف التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني.
واكدوا أنهم صنعوا هذا الفيلم، رغم أنهم فلسطينيين وإسرائيليين، لأنهم يرون أن تدمير غزة وشعبها يجب أن ينتهي.
أفلام وجوائز
لا يمكن حصر الأفلام التي تناولت القضية الفلسطينية والاضطهاد والظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون منذ عقود طويلة.
وكثيراً ما توجت أفلام حملت الهمّ الفلسطيني بجوائز عالمية هامّة، وأعطت صوتاً للمعاناة الفلسطينية في السينما العالمية، من بين أبرزها:
– “الجنة الآن” من إنتاج 2005، الذي ترشح لجوائز عالمية ونال جائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم أجنبي.
– “خمس كاميرات مكسورة” إنتاج عام 2011.
-
رشح لجائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي. وفاز بعدد من الجوائز في مهرجانات سينمائية عالمية.
-
الفيلم يبرز قدرة الشعب الفلسطيني على التصدي للاحتلال بأساليب سلمية رغم القمع والاعتقالات.
– فيلم “عمر” إنتاج عام 2013، رُشح لجائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم أجنبي وفاز بجوائز عربية.
– فيلم “200 متر” إنتاج عام 2020.
-
فاز بجائزة الجمهور في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي.
-
الفيلم يعكس معاناة الفلسطينيين في ظل الحواجز العسكرية والظروف القاسية.
– فيلم “الزمن الباقي” إنتاج عام 2009.
-
فاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي، وجائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان فالنسيا.
-
يعكس الفيلم الواقع الفلسطيني منذ نكبة 1948 مروراً بتجارب فلسطينيي الداخل.
– فيلم “يد إلهية” أنتج عام 2002
-
فاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي، وحصل على جائزة أفضل فيلم في مهرجان السينما العربية.
-
الفيلم يحمل رسائل سياسية واجتماعية حول الاحتلال الإسرائيلي، ويقدم رؤية ساخرة للواقع الفلسطيني.
أثر عالمي
الممثل والمخرج الفلسطيني سويلم سويلم، الذي يعد واحداً من أبرز الفنانين الفلسطينيين الذين استخدموا الفن كأداة لنقل معاناة شعبهم إلى العالم، يقول لـ”ألخليج أونلاين” إن إنتاج عمل فني يتناول القضية الفلسطينية ليس بالأمر السهل.
ويوضح أن أي عمل من هذا النوع سيكون محارباً من قبل القائمين على العديد من المهرجانات العالمية أو المؤثرين على هذه المناسبات.
ويؤكد سويلم إنه رغم محاولات جهات إسرائيلية ممارسة أساليبها لمنع ظهور هذه الأفلام، أو تشويه سمعة صانعيها، لكنها تجد صعوبة في إيقاف انتشارها عالمياً بسبب المنصات الرقمية.
من خلال إقامته في تركيا يستغل سويلم قدراته وعلاقاته بالوسط الفني التركي لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية باللغات التركية والإنجليزية والعربية، فضلاً عن الأعمال الصامتة التي يعتمد فيها على قدراته الإدائية لإيصال الرسائل للمشاهدين.
ويقول إن الفنانين الفلسطينيين يواصلون إنتاج أعمال فنية مختلفة تخدم القضية الفلسطينية سواء من داخل فلسطين أو خارجها.
ويشير إلى أن عرض مثل هذه الأعمال على مستوى العالم، يساهم في تشكيل وعي عالمي بحقوق الفلسطينيين ومعاناتهم والقمع الذي يتعرضون له على يد الاحتلال الإسرائيلي.
أحدث تجارب سويلم في هذا الشأن إنتاجه وإخراجه فلماً قصيراً ومسرحية يتطرقان إلى أحداث غزة ومعاناة السكان فيها من جراء العدوان الإسرائيلي.
المسرحية باللغة التركية حملت عنوان “غزة بين الرماد”، تناولت حياة الفلسطينيين خلال الحرب.
أما الفيلم الذي أطلقه سويلم في فبراير 2025، فيحمل عنوان “77”، الذي يوثق العدوان الإسرائيلي على فلسطين منذ بدايته وحتى الوقت الحاضر.
الفيلم يهدف إلى تسليط الضوء على التخاذل الدولي أمام الجرائم التي تُرتكب بحق الفلسطينيين، من مجازر وقتل وتشريد.
سويلم الذي يتواصل مع فنانين فلسطينيين في دول مختلفة، يؤكد أنهم جميعهم يستمرون في إنتاج هذا النوع من الأعمال، وأن كثيرين منهم يتكبدون خسائر لتحملهم نفقات الإنتاج “لكن قضيتنا أهم من ذلك”، بحسب قوله.
سويلم أيضاً يخسر مادياً في إنتاج أعماله، ويستعين بأصدقائه لإتمام التصوير، من خلال استخدام منازلهم ومشاركة أطفالهم بالعمل مجاناً، مؤكداً أن “الفيلم يوصل رسالة فنية وإنسانية إلى العالم. أهلنا يموتون ويعانون في غزة والداخل الفلسطيني وهذا هو همَنا الكبير”.
وحول أهمية فوز فيلم يتناول القضية الفلسطينية بجائزة دولية، مثلما كان لعدة أعمال آخرها “لا أرض أخرى” الذي نال الأوسكار، يقول سويلم إنها تكمن في عدة جوانب:
-
تعريف جمهور واسع بالقضية الفلسطينية؛ مما يفتح أبواب الحوار والتفاعل حول المعاناة والظلم.
-
الجائزة تمنح القضية منصة عالمية، مما قد يشجع الحكومات والمنظمات الدولية على اتخاذ إجراءات لحل الأزمة أو تقديم المساعدة.
-
إثارة مشاعر التعاطف يؤدي إلى الضغط الشعبي على الحكومات والمؤسسات الدولية للتدخل.
-
تحفيز العمل الإنساني أو السياسي، حيث يمكن أن يكون العمل دافعاً لإجبار “إسرائيل” للتقليل من انتهاكاتها.