الاخبار

وثيقة “إسرائيل” للسلام مع لبنان.. مراوغة وخداع لمواصلة الحرب

شروط “إسرائيل” في وثيقة المبادئ:

السماح لجيش الاحتلال الإسرائيلي بالتأكد من أن “حزب لله” لا يعيد تسليح نفسه.

منح سلاح الجو الإسرائيلي حرية العمل في المجال الجوي اللبناني.

في ظل التصعيد العسكري المستمر بين “إسرائيل” و”حزب الله” الذي ينذر بتوسع خطير للحرب في المنطقة، جاء طرح تل أبيب “وثيقة مبادئ” تشير إلى أن السلام قد يكون واقعاً بين الجانبين.

ذلك ما كشف عنه موقع “أكسيوس” الأمريكي، الذي لفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قدّم للولايات المتحدة “وثيقة مبادئ” لإنهاء العدوان على لبنان.

الموقع نقل عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، أن مبعوث الإدارة الأمريكية آموس هوكشتاين سيصل إلى بيروت الاثنين (21 أكتوبر الجاري) لبحث إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب مع مسؤولين لبنانيين، مبيناً وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هو من أرسل الوثيقة إلى هوكشتاين.

ووفق ما ذكر الموقع تضمنت الوثيقة شروطاً شملت:

  • السماح لجيش الاحتلال الإسرائيلي بالتأكد من أن “حزب لله” لا يعيد تسليح نفسه.

  • منح سلاح الجو الإسرائيلي حرية العمل في المجال الجوي اللبناني.

لكن أحد المصادر الأمريكية قال للموقع إن المجتمع الدولي قد لا يوافق على شروط “إسرائيل” المتضمنة بوثيقة المبادئ.

آثار الحرب

منذ 8 أكتوبر 2023، اتخذ “حزب الله” موقفاً مناصراً لغزة بعد يوم واحد من تعرض القطاع لعدوان إسرائيلي مستمر حتى الآن تسبب بتدمير البنى التحتية وتهجير السكان فضلاً عن سقوط أكثر 142 ألف شهيد وجريح.

وأدى العدوان الإسرائيلي على لبنان إلى استشهاد أكثر من 2400 شخص في الغارات المتواصلة على جنوب البلاد، وعلى الضاحية الجنوبية لبيروت.

يضاف إلى هذا أن “إسرائيل” قتلت كبار قادة حزب الله، من بينهم أمينه العام حسن نصرالله، وتواصل استهداف مقراته وذخائره، أحدثها خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث قصفت فروع جمعية “القرض الحسَن” و”مركز قيادة” ومنشأة للأسلحة تحت الأرض.

بالمقابل أخذ “حزب الله” يوجه ضربات مقلقة لـ”إسرائيل” خاصة عبر الطيران المسير، أحدثها انفجار مسيّرة أُطلقت من لبنان، وأصابت منزل رئيس وزراء الاحتلال في قيسارية، وسبقتها بأيام مسيرة أخرى ضربت موقعاً عسكرياً قتلت فيه 4 جنود إسرائيليين وأصابت العشرات.

لكن ما تعرض له لبنان يعتبر الأكثر قوة وتدميراً في مقابل ما تعرضت له “إسرائيل”، وفق ما ذكرت شبكة “بي بي سي” في تقرير نشرته يوم 19 أكتوبر الجاري، مستعرضة عبر صور للأقمار الاصطناعية، آثار الدمار الذي لحق البلد العربي من جراء الحرب وضحت فيه:

  • حملة القصف الإسرائيلية المكثفة على لبنان تسببت بأضرار في المباني خلال أسبوعين، بنسبة أعلى من تلك التي حدثت خلال عام كامل من القصف المتبادل مع “حزب الله” عبر الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.

  • أكثر من 3600 مبنى في لبنان إما تضرر أو دمر في الفترة من 2 إلى 14 أكتوبر الجاري؛ وهو ما يمثل حوالي 54% من إجمالي الأضرار المقدرة منذ اندلاع الأعمال العدائية عبر الحدود.

  • قام ويم زوينينبورج الخبير البيئي من منظمة “باكس من أجل السلام”، بمراجعة البيانات المستندة إلى الأقمار الصناعية وحذر من تأثير القصف الإسرائيلي.

  • قال زوينينبورج “يبدو أن الحملة العسكرية الإسرائيلية تهدف إلى خلق منطقة عازلة جنوبي لبنان لطرد السكان، ولتُصعب على حزب الله اللبناني عملية إعادة تأسيس مواقعه، وكل ذلك على حساب المدنيين”.

القرار 1701

هذه التطورات تأتي في حين يجري الحديث عن مسودة مشروع قرار أمريكي- فرنسي جديد سُمي بالقرار “1701 بلاس”، يتضمن في بنوده الـ 14 حلاً دبلوماسياً للصراع بين “إسرائيل” و”حزب الله”.

القرار الجديد فيه إضافات للقرار رقم 1701، الذي ينص على أن الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، هي المسؤولة عن مسألة تنفيذ وقف إطلاق النار جنوبي لبنان.

القرار الأممي 1701 الصادر عام 2006 الذي أنهى الحرب التي شنتها “إسرائيل” آنذاك، دعا فيه مجلس الأمن الدولي لبنان و”إسرائيل” إلى وقف دائم لإطلاق النار استناداً إلى عدد من المبادئ والعناصر.

وتضمنت المبادئ؛ الاحترام التام للخط الأزرق، واتخاذ ترتيبات أمنية لمنع استئناف الأعمال القتالية، بما في ذلك إنشاء منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني خالية من أي أفراد مسلحين أو معدات أو أسلحة، بخلاف ما يخص حكومة لبنان وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في البلاد.

والخط الأزرق، يمتد لمسافة 120 كيلومتراً على طول حدود لبنان الجنوبية، وهو “خط انسحاب” وضعته الأمم المتحدة عام 2000 لتأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية.

بالنسبة لموقف الولايات المتحدة بشأن تنفيذ القرار 1701، تجلى من خلال تصريحات مبعوث الرئيس الأمريكي إلى لبنان، آموس هوكستين، الذي تداولت الأنباء أنه يؤيد فكرة تعديل للقرار تحت مسمى “1701 بلاس” بحيث ينجح هذه المرة ليس فقط لوضع حد للحرب الدائرة حالياً، بل منع نشوب أي صراع في المستقبل بين “إسرائيل” و”حزب الله”.

غايات “إسرائيل”  

مما سبق يمكن الخروج بخلاصة تفيد بأن أي تحركات أو قرارات تسعى إلى إنهاء الصراع ووضع حدّ للحرب بين “إسرائيل” و”حزب الله”، لن تجد لها طريقاً تسلك منه دون موافقة تل أبيب على ذلك، وهو ما يشير إليه المحلل السياسي عماد الشدياق الذي تحدث لـ”الخليج أونلاين” موضحاً:

  • الورقة التي قدمتها “إسرائيل” تمثل تصعيداً إسرائيلياً كبيراً، حيث إن خيارات اللائحة ضيقة جداً. 

  • الإسرائيليون ماضون في الخيار العسكري ووفق استراتيجيتهم فإن الحملة العسكرية تحقق مكاسب على الأرض.

  • غاية الإسرائيليين من الوثيقة هو الظهور أمام واشنطن بدور المتعاون والمنفتح على الحل الدبلوماسي لكن وفق هذه الشروط.

  • الحل يكمن فيما إذا وافقت “إسرائيل” أن تقوم دولة ثالثة بمهمة التفتيش.

  • لا توجد أي دولة توافق على هذه الشروط والإسرائيليون يدفعون إلى أن لا تحصل شروطهم على الموافقة لكي يواصلوا حملتهم العسكرية.

  • إذا تنازلت “إسرائيل” عن مهمة التفتيش وطالبت أن تتولى هذه المهمة دولة ثالثة تنال ثقة تل أبيب و”حزب الله” والدولة اللبنانية هنا يختلف الدور لكن من هي هذه الدولة التي توافق عليها هذه الأطراف؟

  • الدولة التي يمكن أن ترضى جميع الأطراف في أن تكون حكماً يجب أن تكون قادرة على التدخل ولا تغض النظر على طريقة اليونيفيل، وأن تطبق الاتفاق وتتصادم مع “حزب الله” إن رأت أمراً ما يخالف الاتفاق.

  • لا أرى دولة بإمكانها القيام بهذا الدور؛ ما يعني أن الحرب قد تستمر إلى حين تجريد “حزب الله” من كامل سلاحه، وإجباره على توقيع اتفاق هو والدولة اللبنانية لإنهاء هذا الموضوع بمشاركة إيران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى