الاخبار

وثقتها اليونسكو.. “الحناء” رمز الجمال والشفاء في تراث الخليج

الحناء من النباتات الشجرية الحولية دائمة الخضرة، وتستخدمُ في مجالاتٍ عدة، أبرزها التجميلي.

أدرجت الحناء في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية باليونسكو، بعد استيفاء جميع الشروط والمعايير الدولية المنصوص عليها.

يأتي إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) “الحناء” والطقوس المرتبطة، بها ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي، تأكيد على أهمية الحناء الثقافية في الخليج، ودورها في تعزيز الهوية العربية والحفاظ على العادات المتوارثة التي اشتهرت بها هذه المنطقة. 

جاء إعلان قائمة اليونسكو، الخميس 12 ديسمبر الجاري، ضمن انعقاد الدورة الـ19 للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو، التي انعقدت في مدينة أسونسيون بالباراغواي.

وحققت الإمارات إنجازاً بارزاً خلال هذا الاجتماع، بإدراج الحناء في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية باليونسكو، وذلك بعد استيفاء جميع الشروط والمعايير الدولية المنصوص عليها.

وقادت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي بالتنسيق مع وزارة الثقافة، وبرعاية منظمة التربية والثقافة والعلوم “الإلكسو”، ملف ترشيح الحناء للتسجيل في منظمة اليونسكو كملف عربي مشترك لـ16 دولة عربية.

وتشمل هذه الدول: الإمارات والسعودية وقطر وسلطنة عُمان والكويت والبحرين والأردن وتونس والجزائر والسودان والعراق وفلسطين والمغرب ومصر وموريتانيا واليمن.

الملف المشترك يُسلط الضوء على دور التراث في التنمية المستدامة والتراث الإنساني المشترك، وهو يعدّ شهادة على تجارب المجتمعات العربية لجعل تصاميم الحناء أكثر غنى وتنوعاً كزينة تقليدية.

استخدمت في الحضارات القديمة

والحناء من النباتات الشجرية الحولية دائمة الخضرة، وتنتشر في كلٍّ من الدول الواقعة ضمن حوض البحر الأبيض المتوسط، مثل بلاد الشام والعراق، والدول الإفريقية خاصّة مصر والسودان. وتستخدمُ في مجالاتٍ عدة، أبرزها التجميلي.

الحناء ليست مجرد وسيلة للتجميل أو تقليد ثقافي، بل تتمتع أيضاً بفوائد عديدة تشمل الجوانب الصحية والجمالية، وهذا ما كانت تدركه شعوب الخليج منذ القدم واستخدمته وما زالت في العديد من العلاجات.

يمتد جذور استخدام الحناء إلى آلاف السنين، حيث كانت تُزرع وتُستخدم في الحضارات القديمة باعتبارها وسيلة للتجميل والزينة.

ازدهر استخدام الحناء في شبه الجزيرة العربية نتيجة لتوافر المواد الطبيعية التي تُستخدم في تحضيرها، وانتشار العادات التي ارتبطت بها.

تحظى الحناء بمكانة خاصة لدى شعوب دول الخليج العربي، حيث لم تقتصر أهميتها على الجانب الجمالي فحسب، بل شملت الجانب الروحي والرمزي.

ففي حفلات الزفاف، تُعتبر ليلة الحناء مناسبة مميزة تُجمع فيها النساء للاحتفال بالعروس، وتزيين يديها ورجليها بنقوش الحناء التي تُضفي عليها لمسة من الجمال.

وتستخدم النساء الخليجيات الحناء في مختلف المناسبات السعيدة للتجميل خاصة في الأعياد، وحضور الأعراس. 

واعتادت النسوة أن يجتمعن في دار، خاصة نساء الأقارب، ويصنعن الحناء، ويقمنَ بتلوين أيديهن وأرجلهن.

وعبر الأجيال حافظ المجتمع الخليجي على هذا التقليد بوصفه جزءاً من هويته الثقافية. ومع مرور الوقت، استمرت الحناء في لعب دورها رمزاً للفرح والاحتفال.

ومن أبرز فوائد الحناء:

  • علاج الأمراض الجلدية.

  • علاج الأمراض الناتجة عن العدوات الفطرية التي تصيب كلاً من الجلد وفروة الرأس.

  • علاج حبّ الشباب والدمامل والثآليل.

  • علاج الحروق خلال وقتٍ قصير.

  • علاج اضطرابات الجهاز الهضمي، خاصّة الإمساك.

  • تنشيط الدورة الدموية في الجسم.

  • علاج مشاكل الشعر المختلفة.

تطور نقوش الحناء 

شهدت نقوش الحناء تطوراً ملحوظاً مع تطور الأذواق وظهور أنماط جديدة تُلبي متطلبات الجيل الحالي.

ففي الوقت الذي كانت النقوش التقليدية تُركز على البساطة والرموز ذات الطابع التراثي، أصبحت الآن تتسم بالتنوع والتعقيد لتشمل تصاميم حديثة تواكب الموضة.

وتحرص نساء الخليج على نقش أياديهن وأقدامهن بأجمل نقوش الحناء، التي تبدع خبيرات النقش “المحنيات” اليوم في رسم أجمل وأحدث الأشكال والأنواع، التي تنوعت في مسمياتها وطريقة تحضيرها، حيث تعطي رونقاً خاصاً.

أما الفتيات فيفضّلن النقش الناعم، والرسوم الهندسية، والأزهار والفراشات، وأشكال الأساور، والحروف والزخارف، وكتابة أسمائهن على باطن اليد مع الرسم.

واختلفت تركيبة تحضير الحناء في وقتنا الحالي عن الحناء التقليدية في الماضي، حيث كانت الحناء الطبيعية تُعدّ في السابق دون أي إضافات كيميائية، وكانت تتخللها في معظم الأحيان قطرات من الخل أو الليمون لتعزيز اللون.

وأصبحت اليوم الصالونات مراكز لنقوش الحناء، التي تبدع فيها خبيرات النقش “المحنيات” في رسم أحدث الأشكال، وهي تختلف في مسمياتها وطريقة تحضيرها وسعرها.

ومن هذه النقشات “الهندية والإماراتية والسودانية والنقش الطاووسي”، وتختلف باختلاف المواد، وعرض خط الرسمة ونوعها، ومن أبرزها:

– الحمراء أو البنية

  • أكثر أنواع الحناء استعمالاً، وهي طبيعية، إذ تُستخلص من نبات الحناء.

  • صحية جداً للبشرة وآمنة، وتمنحها ملمساً ناعماً.

  • لا تُخلط بأي مواد اصطناعية أو أصباغ كيميائية.

  • تعطي لوناً بنياً غامقاً عند وضعها، وتبقى على اليد لمدة أسبوعين.

– الحناء السوداء

  • حناء طبيعية مخلوطة بمواد كيميائية لإعطائها اللون الأسود الغامق. 

  • يعطي لوناً أسودَ لامعاً، ويجمّل اليد بشكل كبير، كما يبقى لمدة أسبوعين، ليتلاشى بعدها.

  • لا يلاقي الرواج الكبير بالرغم من جمالية لونه؛ لأنه يسبّب تهيجاً وحساسية للجلد.

– الحناء البيضاء

  • من أنواع الحناء المستحدثة.

  • لاقت رواجاً كبيراً خلال الأعوام القليلة الماضية.

  • أصبح هذا النوع من الحناء هو الأول والأفضل؛ والسبب يعود إلى غرابته.

  • يميل لونه إلى “البيج” أو الأبيض، وهو يمنح نعومة لليد.

  • لا يبقى سوى 3 أيام على اليد، ويتلاشى بسرعة.

  • سعره غالٍ مقارنة بباقي أنواع الحناء.

– الحناء الذهبية

  • وجدت الحناء الذهبية رواجاً لدى صاحبات البشرة السمراء؛ لقدرتها على إبراز لون البشرة.

  • بودرة ذهبية تُعجن ويُنقش بها الجسد.

  • سعرها مرتفع ولا تبقى لفترة طويلة، بل تتلاشى خلال 3 أيام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى