الاخبار

هل تنجح محاولات استئناف المفاوضات بين “حماس” و”إسرائيل”؟

بدأ وزير الخارجية الأمريكي جولة في المنطقة لبحث استئناف المفاوضات في ظل محاولة “إسرائيل” استثمار الوقائع على الأرض لعقد صفقة.

بعد الإعلان عن استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” يحيى السنوار وتصاعد الحرب في لبنان، عاد الحديث عن إمكانية استئناف مفاوضات وقف الحرب في غزة إلى صدارة المشهد مجدداً.

حديث مصدره في هذه المرحلة مسؤولون إسرائيليون، وأمريكيون، باتوا يرون أن الظروف أصبحت مواتية حالياً لاستئناف المفاوضات بين “إسرائيل” و”حماس”، وبما يضمن تجنيب المنطقة الحرب الشاملة.

وفي هذا السياق بدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولة في المنطقة، ضمن مساعي واشنطن تحريك ملف المفاوضات، بينما تتجه الأنظار إلى قطر ودورها المحوري في المرحلة المقبلة للدفع باتجاه استئنافها.

رغبة إسرائيلية

ويبدو أن تل أبيب تريد استثمار الظروف الحالية التي خلقها غياب السنوار عن المشهد، والضربات القوية التي تلقاها “حزب الله” لانتزاع تنازلات من “حماس” بخصوص الأسرى، كما تدعما في هذا المسعى واشنطن لكن لا مؤشر حتى اللحظة أن “حماس” ستغير موقفها.

ووفقاً لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فإن وزراء في حكومة الاحتلال أعربوا خلال اجتماع “الكابينت” عن حماستهم لوجود مجال لإمكانية التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل في غزة.

ووفقاً للصحيفة، فإن الوزراء أكدوا أن قطر أصبحت الوسيط الرئيسي للتوصل إلى صفقة تبادل مع حركة “حماس”، في حين قالت القناة 12 العبرية، إنه من المتوقع أن يكون لقطر دور أكبر وأكثر أهمية في المرحلة المقبلة، للتوصل إلى صفقة تبادل مع “حماس”.

وكالة “بلومبيرغ” نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله في هذا الصدد: “إسرائيل منفتحة على صفقة شاملة من شأنها أن تؤدي إلى تهدئة الجبهة في جنوب لبنان، وإطلاق الأسرى في قطاع غزة”.

لكن والرغم من الرغبة الإسرائيلية المدفوعة بنشوة الإنجاز على الأرض، إلا أن الجهات الأمنية الإسرائيلية أبلغت الوزراء خلال اجتماع المجلس الأمن المصغر “الكابينت”، أن “حماس” لم تغير موقفها من صفقة التبادل بعد (استشهاد) السنوار، وأنها باقية على موقفها منذ مبادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن في (31 مايو) الماضي لوقف الحرب.

ويوم الأحد (20 أكتوبر) زار رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” رونين بار، مصر والتقى رئيس المخابرات المصرية الجديد حسن محمود رشاد، وبحث معه إمكانية استئناف المفاوضات مع “حماس”، بحسب موقع “والاه” العبري.

تحرك أمريكي

وليست “إسرائيل” فقط من تحاول استثمار الظروف والمعطيات الراهنة، بل حتى الولايات المتحدة ترى في الظروف الحالية فرصة للدفع باتجاه وقف إطلاق النار والدخول في صفقة لتبادل الأسرى.

وفي هذا السياق تأتي زيارة بلينكن إلى المنطقة هي الـ11 منذ (7 أكتوبر 2023)، في محاولة قالت عنها الخارجية الأمريكية، إنها تهدف “لإنعاش مفاوضات إنهاء حرب غزة ونزع فتيل الصراع في لبنان”.

كما تأتي أيضاً بعد تحولات ضخمة شهدتها الحرب، تمثلت في اغتيال السنوار وانتقال الحرب إلى لبنان واغتيال أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله وقادة الصف الأول والثاني من الحزب، وأيضاً الضربة الإيرانية الصاروخية على “إسرائيل” مطلع أكتوبر الجاري.

ووفق وكالة “رويترز”، فإن الولايات المتحدة تحاول نزع فتيل الصراعات المتشابكة والمعقدة التي تصاعدت بعد الاغتيالات الإسرائيلية والتقدم الميداني المترافق مع زيادة وتيرة الهجمات البرية والجوية.

وقالت الخارجية الأمريكية في بيان لها “إن بلينكن سيناقش مع زعماء المنطقة أهمية إنهاء الحرب في غزة وكيف يمكن وضع خطة لما بعد الحرب في القطاع وكيفية التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع بين إسرائيل وحزب الله في لبنان”.

وبعد زيارة وصفة بـ”المثمرة” إلى تل أبيب أرجأ وزير الخارجية الأمريكي زيارته إلى الأردن، فيما وصل إلى العاصمة السعودية (23 أكتوبر) التقى خلالها ولي العهد رئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، حيث بحثات تطورات الأوضاع في قطاع غزة ولبنان، ومستجدات المنطقة.

رؤية قطرية

قطر وعلى لسان وزيرة الدولة للتعاون الدولي لولوة الخاطر، قالت إن هناك تنسيق دائم بين قطر ومصر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مشيرةً في تصريح لموقع “روسيا اليوم” (21 أكتوبر)، إلى وجود اجتماعات مستمرة واتصالات مكثفة بين البلدين لتنسيق جهود المفاوضات.

الخاطر أشارت إلى أنه “رغم الحرص القطري والمصري على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وكلما اقتربت جهود الوسطاء من قطر ومصر في التوصل لاتفاق، حدث تعنت إسرائيلي جديد يعرقل المفاوضات، وعملية الاتفاق ككل”.

وفي هذا السياق يشير المحلل السياسي الأردني منذر الحوارات، إلى أن إنهاء الحرب متعلق الآن بقرار إسرائيلي، لأنه عملياً على أرض الواقع “إسرائيل” تحتل قطاع غزة مضيفاً لـ”الخليج أونلاين”:

  • هناك جيوب للمقاومة في الشمال وفي وسط القطاع، كما تطبق “إسرائيل” خطة الجنرالات، والتي تقضي بمحاصرة قطاع غزة وتهجير سكانه، إلى مناطق أخرى، وتطبيق حصار خانق، على القطاع كما تقول حتى يسلم المقاومون أنفسهم، وهذه بحاجة إلى فترة طويلة.

  • “إسرائيل” لا تزال تعطي لنفسها مدى أوسع من الحرب على غزة، حتى تحقق كامل اجندتها، والواضح أن جزء من أساسي من أجندتها ليس فقط “حماس”، وإنما تهجير سكان القطاع.

  • الخطة التي تقوم بها الآن بالذات بعد تصريحات رئيس المستوطنين والتي تقول( نحن عائدون)، تؤشر على أن هنالك ما هو أبعد من التصريحات الإسرائيلية.

  • هناك على الأرض خطة لإقامة خناق مستدام حول غزة، غايته منع أي عمليات عسكرية مستقبلية، أو مقاومة مستقبلية.

  • بالنسبة للأسرى، هناك تصريحات لنتنياهو، تقول إنه بعد اغتيال السنوار هناك فرصة أفضل لإطلاق سراح الرهائن.

  • هذا يعني أنه يفتح الباب أمام المفاوضات المستقبلية حول موضوع الأسرى، هذا على الأقل ما يفهم سياسياً.

  • الإفراج عن الأسرى عسكرياً أمر صعب وبالتالي لا يفهم من هذا التصريح، سوى أنه طلب من الأطراف المعنية، بدء تحرك سياسي نحو إجراء مفاوضات لإطلاق سراح الرهائن.

  • لكن المشكلة أنه حتى الآن “حماس” لم تعلن عن رئيسيها الجديد، ولم تعلن عن الهيكل التسلسلي للقيادة، وبالتالي الحلقة التي سيتم النقاش معها لا تزال مقطوعة حتى هذه اللحظة، بسبب غياب قيادتها.

  • الجزء الأكبر من زيارة بلينكن تتعلق بالضربة الإسرائيلية المرتقبة على إيران، ولا شك أنه سيناقش موضوع عودة الرهائن، ولا شك أن “إسرائيل” ستحمله رسائل بأنها هي جاهزة لفتح باب مفاوضات جديد حولهم.

  • وقف الحرب في غزة، مرهون في من هي القيادة التي ستستلم بعد يحيى السنوار، لكن “إسرائيل” تريد تنازلات ما من حماس، فهل سيأتي زعيم جديد مستعد لتقديم تنازلات، هذا ما سنعرفه عندما يتم اختيار شخصية تخلف السنوار، والتي لم يعلن عنها حتى الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى