الاخبار

هل تفتح زيارة ترامب الخليجية نافذة دبلوماسية لحل في غزة؟

تشمل أجندة زيارة ترامب ملفات ذات طابع استراتيجي، من أبرزها طرح مبادرة أمريكية لوقف إطلاق النار في غزة

تأتي زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية، وقطر، والإمارات، في توقيت حساس على المستويين الإقليمي والدولي، لاسيما استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتوسعه لمناطق عربية أخرى خصوصاً سوريا.

وتطرح هذه الزيارة التي ستبدأ يوم 13 مايو الجاري، تساؤلات حول إمكانية أن تقود إلى صفقة تشمل وقف إطلاق النار في غزة ضمن حزمة إقليمية أوسع، وإنهاء معاناة سكان القطاع، ووقف المجاعة التي بدأت تدخل مراحل متقدمة.

كما تشمل أجندة زيارة ترامب ملفات ذات طابع استراتيجي، من أبرزها طرح مبادرة أمريكية لوقف إطلاق النار في غزة، وإعادة ترتيب التوازنات السياسية الإقليمية ضمن رؤية أمريكية جديدة.

دور “السلطة”

وفي محاولة لتأمين حضور سياسي ومالي في المرحلة المقبلة، أوفدت السلطة الفلسطينية حسين الشيخ، نائب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ونائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إلى السعودية، لمناقشة، وقف العدوان على غزة والكارثة الإنسانية، والحصول على مساعدات مالية عاجلة تُقدر بـ 2 مليار دولار.

وتهدف هذه الزيارة إلى محاولة إيجاد دور للسلطة في إدارة قطاع غزة، وتأمين دعم لموقف فلسطيني موحد في ظل المبادرات الدولية.

إسرائيلياً لم تلزم حكومة بنيامين نتيناهو المتطرفة الصمت ولم يخرج عنها تصريحات حول الزيارة وأجنداتها، ولكن زاد حدة تهديدات لقطاع غزة بتوسيع العمليات العسكرية واحتلال القطاع بشكل كامل.

مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قال بدوره إنه يأمل في تحقيق تقدم في الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الاسرى قبل أو أثناء زيارة الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط.

وأضاف في تصريح لموقع “أكسيوس”: “أنا أتحدث مع قطر ومصر وإسرائيل كل يوم تقريبا وآمل أن نحقق تقدما، والرئيس ترامب يريد استعادة الرهائن ونتنياهو يريد ذلك ونحن نعمل بشكل منسق” مشدداً على أنه “من المهم استعادة الرهائن ويجب نزع سلاح حماس أيضاً”.

فرصة حقيقية

صحيفة معاريف العبرية أفادت بأن (إسرائيل) تلقت رسالة تفيد باحتمال أن يزور الرئيس ترامب تل أبيب أيضاً في إطار زيارته للشرق الأوسط الأسبوع المقبل.

كما تعلق حكومة نتنياهو وفق “معاريف” آمالا كبيرة على زيارة ترامب للمنطقة، مع التركيز على دفع ملف الأسرى ووقف إطلاق النار، وحدوث تطور مفاجئ يؤدي إلى خطوات كبيرة.

بدوره، قال ترامب في تصريحات صحفية الثلاثاء (6 مايو): “سنعلن عن شيء كبير جداً قبل أن أذهب إلى المنطقة، سيكون مهماً للشرق الأوسط وللعالم”.

وفيما لم يوضح ترامب مقصده من التصريحات، إلا أن وزارة الخارجية الأمريكية قالت إن “إعلاناً مهما بشأن إدخال المساعدات إلى غزة سيصدر الأيام القليلة المقبلة، وهناك أنباء سارة للغاية”.

وتتزامن الزيارة المرتقبة كذلك، مع ضغط الوسطاء وعلى رأسهم مصر وقطر، الضغوط لدفع الطرفين نحو صفقة تتضمن تبادل أسرى ووقفًا مؤقتًا لإطلاق النار.

وفي هذا الصدد، يرى الكاتب والمحلل السياسي، محمود حلمي، أنه رغم تعقيد المشهد، فإن زيارة ترامب إلى السعودية قد تمثل فرصة حقيقية لتقدم جزئي نحو تهدئة الوضع في غزة، ضمن حزمة شاملة تشمل، وقفاً مشروطاً لإطلاق النار، وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لغزة، مضيفاً في حديثه لـ”الخليج أونلاين”:

  • قد تشمل الزيارة، تحريك عجلة التطبيع ضمن شروط سعودية تتضمن مكاسب للفلسطينيين.

  • لكن في المقابل، هناك عوائق كبرى أبرزها رفض إسرائيلي لأي تنازلات سياسية، وتباين المواقف بين الفصائل الفلسطينية، وضعف الدور الأمريكي مقارنة بالماضي، وتزايد النفوذ الروسي والصيني في المنطقة.

  • تشير التطورات إلى أن زيارة ترامب قد تحدث حراكاً سياسياً كبيراً، لكنها لن تفضي بالضرورة إلى صفقة متكاملة ما لم يتم تجاوز العقبات السياسية والإنسانية الكبرى.

  • قد تحمل زيارة ترامب للسعودية، بداية لتسوية تدريجية أو محاولة لفرض واقع سياسي جديد تعيد من خلاله واشنطن دورها في المنطقة، وذلك من خلال إلزام حكومة نتنياهو بضرورة تلين شروطها والوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

  • أي تقدم حقيقي في غزة سيتطلب تنسيقاً مع الفاعلين الإقليميين والدوليين، والتزاماً من الأطراف المعنية بوقف إطلاق النار أولاً، ثم الدخول في مسار سياسي أكثر عمقاً.

  • أحد أجندة الزيارة هو التوجه لدولة قطر وهي أحد الوسطاء الأقوياء والمؤثرين والتي قادت إلى جانب مصر والولايات المتحدة الوصول إلى أكثر من اتفاق لوقف إطلاق النار خلال الفترة السابقة.

  • بكل تأكيد سيطرح ترامب خلال زيارته لقطر، مقترحات من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة والوصل إلى اتفاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى