نهضة خليجية في الرعاية النفسية.. دعم مجتمعي وتقنيات حديثة
مع انتشار المبادرات الثقافية والبرامج العلاجية وتطوير الخدمات النفسية، أصبحت المنطقة نموذجاً ملهماً في تغيير النظرة التقليدية نحو هذا المجال الحيوي.
شهدت دول الخليج العربي في السنوات الأخيرة تحولاً ملحوظاً في النظرة تجاه الصحة النفسية، حيث أصبح هذا المجال يحظى باهتمام متزايد على المستويين المجتمعي والمؤسسي.
وبعد عقود من التعامل مع القضايا النفسية كموضوعات حساسة ومحاطة بالوصمة الاجتماعية، بدأ الوعي بأهمية الصحة النفسية يتنامى، مدفوعاً بحملات التوعية وجهود الحكومات لتعزيز جودة الحياة.
ومع انتشار المبادرات الثقافية والبرامج العلاجية وتطوير الخدمات النفسية، أصبحت المنطقة نموذجاً ملهماً في تغيير النظرة التقليدية نحو هذا المجال الحيوي.
ففي السعودية تبنى المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية في استراتيجيته الماضية وفي الاستراتيجية الجديدة 2025-2030، العديد من المبادرات والمشاريع التي تحقق اختصاصاته المناطة بقرار تأسيسه ومنها التوعية والتثقيف حول الصحة النفسية ومفاهيمها.
كشفت دراسة حديثة، أصدرها المركز -نقلها موقع “العربية نت”- أن متوسط معدل الوعي بالصحة النفسية في السعودية 93.02٪.
وذكرت الدراسة أنه في معدل الوصمة النفسية سجلت السعودية نسبة أعلى نسبياً في العوامل الثلاثة للمقياس، وشملت:
– الصورة النمطية السلبية 43.2%.
– مخرجات العلاج النفسي 54.4%.
– التعافي من الاضطرابات النفسية 53.33%.
تقليل الوصمة
في قطر تواصل وزارة الصحة العامة، بالشراكة مع عدة مؤسسات مثل؛ مؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وسدرة للطب، ونوفر، على رفع مستوى الوعي بالصحة النفسية وتعزيز الرفاهية النفسية.
وعمدت قطر إلى إعطاء الأولوية لتحسين خدمات الصحة النفسية، وتقليل الوصمة، ودمج الرعاية الجسدية والنفسية.
وشملت أبرز الخطوات في هذا الشأن:
-
أنشاء مؤسسة الرعاية الصحية الأولية 8 عيادات في مراكز صحية رئيسية لتوفير الدعم النفسي، وتغطية المناطق الجغرافية وتحويل المرضى إلى أقرب مركز يوفر الخدمة.
-
تقدم المؤسسة 50 عيادة أسبوعياً في الفترتين الصباحية والمسائية لدعم الأسر والأفراد.
-
تشمل العيادات خدمات متعددة مثل عيادات الدعم النفسي، الاستشارات الطلابية، الطب النفسي المتكامل، وعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة للأطفال والبالغين.
-
الرسالة الرئيسية: إعطاء الأولوية للصحة النفسية في بيئة العمل وتعزيز خدمات الدعم النفسي لتحسين الرفاهية العامة.
عيادات الصحة النفسية
أحدث المعلومات التي كُشف عنها في سلطنة عُمان حول الأمراض النفسية، ذكرته صحيفة “عُمان”، مبينة أن عيادات الأمراض النفسية سجلت زيادة في أعداد الزيارات بلغت 108 آلاف مريض في 2022.
من جانبه، يقول الدكتور سيف الهاشمي، استشاري أول أمراض نفسية وعصبية:، إن “ازدياد عدد العيادات النفسية؛ يدل على تحسن الوعي بالصحة النفسية”.
ويضيف الهاشمي في تصريحات لصحيفة “عمان”، إن “النظرة الاجتماعية تغيرت حيث أصبح المجتمع أكثر تقبلا للأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية”.
مؤتمر للطب النفسي
البحرين وفي إطار ريادتها في تنظيم واستضافة المؤتمرات والمعارض الطبية المحلية والإقليمية، استضافت في أكتوبر الماضي “المؤتمر البحريني الأول للطب النفسي”.
أيضاً، يقدم مستشفى سلون للطب النفسي، خدمات شديدة الأهمية في مجال الطب النفسي، من بين أبرزها تبني حملة مجتمعية أسماها “ترى عادي” في 2018، لتوعية الناس بالأمراض النفسية المختلفة وتقليل الوصمة الاجتماعية الملازمة لها.
بحسب ما ذكرت صحيفة “الوطن” المحلية يقول الرئيس التنفيذي والمدير الطبي لمستشفى سلوان للطب النفسي د. عبداللطيف الحمادة:
-
التحول التدريجي في إدراك الصحة النفسية في البحرين يُعتبر خطوة إيجابية نحو تحسين الرعاية النفسية للمجتمع.
-
مع الجهود المستمرة في التوعية الصحية، يبرز دور البحرين في التصدي للوصمة الاجتماعية المرتبطة بالصحة النفسية
-
مستشفى سلوان للطب النفسي وعلاج الإدمان قد وضع على عاتقه أهمية نشر الوعي الصحي حول الأمراض النفسية وسط المجتمع وتغيير النظرة السلبية والوصمة التي تلاحق المرض النفسي.
علاج بالواقع الافتراضي
في أكتوبر الماضي، أطلقت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، فعاليات شهر الصحة النفسية 2024، الذي يُعدّ أكبر حدث من نوعه على مستوى الدولة، واستمر طوال شهر أكتوبر.
في أكتوبر أيضاً أطلقت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية حملة توعية تحت شعار “صحتنا النفسية مسؤوليتنا جميعاً” بهدف تعزيز الوعي بأهمية الصحة النفسية وتقليل الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالأمراض النفسية.
ومطلع العام الجاري، كشفت المؤسسة عن أحدث خدماتها للعلاج النفسي باستخدام الواقع الافتراضي، في إطار سعيها المتواصل نحو إحداث تطور نوعي في مجال الرعاية النفسية للمرضى، بما يسهم في بناء الإنسان وتعزيز جودة الحياة.
تعمل تقنية العلاج النفسي بالواقع الافتراضي على:
-
بيئة علاجية مبتكرة وتفاعلية تسهم في تطوير خطط علاجية متقدمة وشخصية لشريحة أكبر من المجتمع.
-
تطوير علاجات لكبار السن والأطفال ومن لديهم صعوبات حسية وإدراكية.
-
تطوير وتحسين النتائج العلاجية من خلال تبني تقنية الواقع الافتراضي.
أول مركز خليجي
الكويت التي تتخذ خططاً مختلفة وبرامج عديدة في مجال الصحة النفسية، عززت في هذا العام الخدمات الخاصة بالصحة النفسية ليصبح عدد العيادات النفسية المتخصصة 68 عيادة موزعة على مراكز الرعاية الصحية الأولية في جميع البلاد.
تهدف الكويت إلى ضمان توفير العلاج المتكامل للأمراض العضوية والنفسية وفق ضوابط محكمة تراعي أعلى درجات الخصوصية.
ويمكن باختصار تبيان اهتمام الكويت في هذا المرض من خلال:
-
افتتاح مستشفى الطب النفسي الجديد في ديسمبر2007 مع توسعة كبيرة في أجنحته وخدماته، ثم تحول اسمه في عام 2012 إلى مركز الكويت للصحة النفسية.
-
يحرص المركز على تعزيز خدماته في مجال الخدمة النفسية الإكلينيكية وإقامة أنشطة الرعاية النهارية.
-
أنشأت وزارة الصحة (مركز المنارة للصحة النفسية للأطفال والمراهقين) الذي يعد أول مركز خليجي يقدم خدمات نفسية متكاملة للأطفال والمراهقين.
-
إصدار قانون الصحة النفسية في مارس 2019، تضمن القانون 40 ماده تركز على ضمان احترام آدمية المرضى النفسيين وإرادتهم وحقهم في تلقي العلاج.