نتنياهو يرسل وفداً إلى قطر.. تفاوض جديد قد يرسم مستقبل غزة

يأتي الإعلان عن إرسال الوفد من قبل نتنياهو في ظل ضغوط داخلية وخارجية متزايدة على الحكومة الإسرائيلية
في تطور سياسي، وبعد أيام من التعثر والتعنت، قرر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إرسال وفد إلى قطر للتفاوض بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة “حماس” في قطاع غزة، وإكمال ما تم الاتفاق عليه سابقاً بوساطة قطرية أمريكية مصرية.
يأتي الإعلان عن إرسال الوفد من قبل نتنياهو في ظل ضغوط داخلية وخارجية متزايدة على الحكومة الإسرائيلية، خاصة مع تصاعد الأصوات الدولية المطالبة بوقف إطلاق النار، بالإضافة إلى الضغوط من قبل الولايات المتحدة التي ترغب في تهدئة الأوضاع في المنطقة، وضغط أهالي الأسرى الإسرائيليين.
كذلك، ستزيد عودة “إسرائيل” إلى الحرب الصورة السيئة عنها في المجتمع الدولي، خاصة بعد تزايد الانتقادات بسبب الوضع الإنساني في غزة، والمجازر المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال خلال حرب الإبادة الجماعية.
وجاء إرسال الوفد الإسرائيلي، بعد حراك أمريكي غير مسبوق، من خلال الجلوس مع حركة “حماس”، والتفاوض معها حول تنفيذ صفقة جزئية لإطلاق سراح أسرى إسرائيليين يحملون الجنسية الأمريكية.
وتزامن مع إرسال الوفد، تأكيد حركة “حماس” وجود مؤشرات إيجابية في ما يتعلق ببدء المرحلة الثانية من محادثات وقف إطلاق النار بين الحركة و”إسرائيل”.
وقال المتحدث باسم “حماس”، عبد اللطيف القانوع، في بيان، إن الحركة “ترى مؤشرات إيجابية فيما يتعلق ببدء المرحلة الثانية من محادثات وقف إطلاق النار في غزة”.
وأشار القانوع إلى أن جهود الوسطاء المصريين والقطريين مستمرة لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والبدء بمفاوضات المرحلة الثانية، مؤكداً أن “المؤشرات إيجابية نحو ذلك”.
مفاوضات الدوحة
ينتظر أن تجتمع الوفود في العاصمة القطرية الدوحة لمناقشة ترتيبات الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، أو تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق نفسه.
حركة “حماس” تطالب بانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل من غزة، وإنهاء الحرب، والبد في إعادة الإعمار، ورفع الحصار، في حين تطالب “إسرائيل” بخروج قادة الحركة من القطاع، وتسليم سلاحها، وتحييد قدرتها العسكرية وهي نقاط خلافية جوهرية.
أمام تلك الخلافات ينتظر أن تلعب قطر التي تقوم بدور الوسيط الرئيسي في هذه المفاوضات، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، مناقشات من أجل التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.
وتشمل المرحلة الثانية من الاتفاق، وقفاً طويل الأمد لإطلاق النار، وانسحاباً تدريجياً لجيش الاحتلال من بعض المناطق في غزة، بالإضافة إلى بدء مفاوضات حول صفقة تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية، ومع ذلك، فإن نجاح هذه المرحلة يعتمد على عدة عوامل.
السيناريوهات المحتملة
المختص في الشأن الإسرائيلي، أحمد موسى، يوضح أن إرسال نتنياهو وفداً إلى قطر من أجل العودة للمفاوضات “مؤشر مهم ويعكس وجود رغبة إسرائيلية بالاستمرار باتفاق وقف إطلاق النار، ولكن دون تقديم تنازلات كبيرة لحركة حماس”.
يقول موسى في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “نجاح المفاوضات والانتقال إلى تهدئة طويلة وصولاً إلى إنهاء الحرب، قد يمكن الوصول إليه في قطر، في حالة مارست الولايات المتحدة ضغوطاً على رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو”.
ويرى أن “استمرار المفاوضات دون نتائج فورية على الأرض، قد تبقي المفاوضات تدور في حلقة مفرغة، خاصة إذا بقيت المواقف متصلبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي لديه أهداف واضحة من استمرار الحرب”.
ويتوقع أن تشهد الدوحة أكثر من جولة مفاوضات خلال الأيام القادمة من أجل الوصول إلى اتفاق للانتقال إلى المرحلة الثانية أو تمديد المرحلة الأولى، في حالة نجح الوسطاء في حسم النقاط الخلافين بين الطرفين.
واعتبر المختص في الشأن الإسرائيلي، أن وجود مفاوضات في حد ذاته يعكس إدراكاً من نتنياهو بأن الحل العسكري وحده لن يكون كافياً لحل الأزمة، مما قد يدفع باتجاه حلول دبلوماسية أكثر استدامة.
داخل “إسرائيل” برزت أصوات تطالب بالمضي قدماً في مفاوضات وقف إطلاق النار، وعدم العودة للقتال من جديد.
صاحب “خطة الجنرالات” اللواء احتياط غيورا آيلاند، أكد أنه أمام “إسرائيل” 3 خيارات، فيما يتعلق بالتطورات في قطاع غزة.
ونشر آيلاند مقالاً في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الأحد 9 مارس قال فيه: إن “هناك ثلاثة احتمالات أمام (إسرائيل)، وهي صفقة شاملة وإنهاء الحرب وسحب القوات الإسرائيلية من القطاع، والعودة للحرب؛ ومن يؤيد هذا التوجه عليه أن يجيب قبل ذلك على عدد من الأسئلة، من بينها ما الذي ستحققه هذه الحرب ولم يتحقق قبل ذلك، ماذا عن المحتجزين المتبقين؟ ماذا عن تأثير نقل الجنود إلى غزة في سائر الجبهات؟ وتمديد المرحلة الأولى من الصفقة”.
وأضاف آيلاند: “لو كنت في موقع اتخاذ القرار لاخترت الاحتمال الأول، لأن هزيمة حماس باتت ممكنة من خلال سيناريوهات أخرى تشمل الضغوط العربية على الحركة”.