الاخبار

نتنياهو في البيت الأبيض.. خيبة إسرائيلية من لقاء بلا نتائج

لم يحصل نتنياهو أيضاً خلال اللقاء الذي وصفته وسائل إعلامية إسرائيلية بـ”الفاشل” على دعم من الرئيس الأمريكي حول سوريا وتركيا

انتهى لقاء رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، دون تحقيق الأول أي من الأهداف التي يطمع بها ويسعى للحصول عليها، خاصة في يتعلق بخفض ورفع التعريفات الجمركية الأمريكية عن “إسرائيل”، وحصوله على دعم جديد حول الحرب على غزة، أو شن هجوم على إيران.

ولم يحصل نتنياهو أيضاً، خلال اللقاء الذي وصفته وسائل إعلامية إسرائيلية بـ”الفاشل”، على دعم من الرئيس الأمريكي حول سوريا وتركيا، بل طالبه ترامب  بضرورة حل أي خلافات مع الرئيس التركي رجب طيب أروغان.

وعلى الرغم من التوقعات الإسرائيلية العالية بأن هذا اللقاء قد يسفر عن مكاسب استراتيجية أو سياسية، فإن الزيارة انتهت دون نتائج ملموسة، ما دفع كثيرين إلى وصفها بالفاشلة.

ودخل نتنياهو البيت الأبيض الثلاثاء (8 أبريل)، وهو يسعى للحصول على دعم أمريكي صريح للعمل العسكري ضد إيران أو تصعيد الضغط عليها، وكسب دعم انتخابي داخلي في “إسرائيل” من خلال إظهار علاقات قوية مع البيت الأبيض، وتعزيز ملف التطبيع مع دول عربية جديدة برعاية أمريكية، خاصة السعودية.

ورغم الضغوط التي مارسها نتنياهو، لم يحصل على تعهد أمريكي واضح بشأن دعم أي عملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، بل بدا أن إدارة ترامب تحاول الحفاظ على نوع من التوازن في المنطقة وعدم الانجرار إلى حرب جديدة.

فشل للزيارة

الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي، أحمد موسى، وصف لقاء نتنياهو مع ترامب بـ”الفاشل” والذي لم يحقق الحد الأدنى من الآمال الإسرائيلية، خاصة حول الحرب على غزة، والتعامل مع إيران، وملف التعريفات الجمركية.

يقول موسى في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “نتنياهو كان يريد خلال اللقاء سماع كلمات من ترامب تتعلق برفع التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها على (إسرائيل) وتحقيق أفضلية على الكثير من دول العالم في هذا الملف ولكنه عاد بخفي حنين”.

يوضح موسى أن نتنياهو أراد أيضاً سماع خطاب متشدد من ترامب حول الحرب على غزة، وزيادة الضغط العسكري على حركة “حماس”، ولكن الرئيس الأمريكي فاجأه بحديث عن عدم رضاه حول ما يحدث في القطاع، وأن الحرب ستنتهي قريباً.

وأشار إلى أن أكثر الملفات ازعاجاً لنتنياهو وللقيادة الأمنية الإسرائيلية خلال لقاء ترامب، هو الملف الإيراني، وحديث الرئيس الأمريكي عن أن بلاده ستجري محادثات مباشرة مع إيران بشأن برنامج طهران النووي.

موسى أرجع أسباب عدم تقديم ترامب دعماً كاملاً لنتنياهو إلى “الارتباك في السياسة الأمريكية الخارجية، خاصة مع تغير مواقف الرئيس الأمريكي بين التصعيد والتهدئة في ملفات الشرق الأوسط”.

وتشكل الخلافات داخل “إسرائيل”، بما في ذلك الانقسامات السياسية والتي قللت من قدرة نتنياهو على التفاوض من موقع قوي، أحد الأسباب إلى عدم ظهوره بشكل مؤثر على اللقاء.

صدمة إسرائيلية

أحدث اللقاء صدمة ملحوظة على الوفد الإسرائيلي في الولايات المتحدة، بشأن المباحثات بين الأخيرة وإيران.

حيث الت صحيفة “إسرائيل هيوم”، إن “القيادة السياسية تحاول التقليل من حجم المفاجأة عبر قولها إنها علمت بأن تطوراً كهذا ممكن (المحادثات)؛ لأن ترامب تحدث طوال الطريق عن رغبته في مفاوضات لحل القضية النووية الإيرانية”.

ونقلت الصحيفة عن مصدر في الوفد الإسرائيلي قوله: إن “الصدمة كانت واضحة على الوجوه”، مضيفاً أن “التحديث الذي قدم لنتنياهو أمس حول المحادثات ونية مشاركة إسرائيل في محتوى التفاوض، هما جانبين إيجابيين جداً”.

وفي السياق، ذكر مراسل ومحلل الشؤون الدبلوماسية، إيتمار آيخنر، في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن تصريحات ترامب ونتنياهو، في نهاية اجتماعهما في البيت الأبيض، كشفت أنّ السبب الحقيقي لدعوة الأخير على عجل إلى المكتب البيضاوي، هو “بداية مفاوضات أمريكية مع إيران، وليس قضية الرسوم الجمركية مثلما اعتقد كثيرون”.

وأضاف آيخنر أن ترامب أراد إطلاع نتنياهو، وجهاً لوجه، بأنّه يتجه إلى محادثات على أعلى مستوى مع إيران، بحيث كان من المهم بالنسبة إلى الرئيس الأمريكي ذلك “حتى لا تتفاجأ إسرائيل، وأيضاً حتى لا تخرب هذه الاتصالات، أو حتى تستبق بمهاجمة إيران عسكرياً”.

إلى جانب ذلك، الجواب الذي تلقاه نتنياهو في قضية الرسوم الجمركية بنسبة 17% التي فرضها ترامب على “إسرائيل”، كان “كاوياً وحتى مهيناً بعض الشيء”، وفق آيخنر؛ إذ إن نتنياهو، الذي حضر إلى واشنطن مباشرةً من زيارته إلى هنغاريا، “عاد عملياً خالي الوفاض”.

وقال: “لم يتلقَّ رئيس الوزراء الهدية التي أرادها: إعلان من ترامب بأنه يخفض أو يلغي الرسوم الجمركية بنسبة 17% على (إسرائيل)، فترامب لم يعلن أنه سيخفض الرسوم فحسب، بل ذكر أيضاً أن بلاده تنقل مساعدات إلى تل أبيب بقيمة 4 مليارات دولار، وأكثر من أي دولة أخرى في العالم”.

وفيما يتعلق بقضية الأسرى لدى “حماس”، فإنه “لم تكن هناك بشارة كبيرة من ترامب، بحيث لم يقل أي شيء ملموس عن الصفقة، ولم يعرب عن تعاطف كبير مع الأسرى الذين خرجوا، وقال إنه يأمل أن تنتهي الحرب في غزة قريباً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى