مواقع السيرة.. بوابة المدينة المنورة إلى السياحة العالمية

- تزخر المدينة بتجربة روحانية وتاريخية تستلهم السيرة النبوية.
- تضم أكثر من 200 موقع إسلامي تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
- تضم معالم مثل قباء وأُحد تربط الزائر بأحداث الإسلام الأولى.
- سجّلت المدينة 19 مليون زائر في 2024، بمتوسط إقامة 10 أيام.
- مشاريع تطوير المساجد التاريخية حولتها إلى وجهات سياحية ثقافية.
- ترميم المعالم وتوفير شواهد ومسارات يثري تجربة الزائر.
- المدينة تستهدف تأهيل 100 موقع بحلول 2030 ضمن رؤية السعودية.
أكثر من 200 موقع تاريخي وإسلامي تحتضنها المدينة التي تُعد ثاني أقدس بقاع الأرض لدى المسلمين، لتتحول إلى متحف مفتوح يستقطب الملايين سنوياً، في تجربة روحية وتاريخية قلّ نظيرها.
منذ هجرة النبي محمد ﷺ إليها قبل أكثر من 14 قرناً، ظلّت المدينة المنورة مركزاً دينياً وروحياً للمسلمين، ومع مرور الزمن أصبحت المعالم الإسلامية التي شهدت أحداث السيرة النبوية جزءاً لا يتجزأ من التجربة الإيمانية للزوار.
من مسجد قباء، أول مسجد بني في الإسلام، إلى مسجد القبلتين حيث تغيّرت القبلة، وصولاً إلى جبل أُحد الذي شهد واحدة من أبرز المعارك الإسلامية، تتنوّع المواقع التي يقصدها الزائرون بحثاً عن المعنى والارتباط بالماضي.
وفي إطار اهتمامها بمساجدها التاريخية أطلقت السعودية عدة مشاريع تهدف إلى ترميم وتأهيل هذه المساجد، مع التركيز على الحفاظ على هويتها المعمارية الأصيلة وتوفير بيئة مناسبة للمصلين والزوار.
ويبرز هنا مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية الذي أطلق في عام 2018 بهدف تطوير 130 مسجداً تاريخياً في مختلف مناطق المملكة، بما في ذلك المدينة المنورة.
أبرز المساجد التاريخية
-
المسجد النبوي الشريف.
-
مسجد قباء؛ أول مسجد أُسس في الإسلام.
-
مسجد القبلتين؛ حيث نزل الوحي بتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام.
-
مسجد الشجرة (ذو الحليفة)؛ ميقات أهل المدينة.
-
مسجد الغمامة؛ عنده كان النبي ﷺ يصلي صلاة العيد والاستسقاء.
-
مسجد الجمعة؛ يُعتقد أن النبي ﷺ صلى فيه أول جمعة.
مساجد ارتبطت بأحداث السيرة
-
مسجد السقيا؛ في منطقة العنبرية، وعنده استعرض النبي ﷺ جيش بدر.
-
مسجد الفتح؛ غربي جبل سلع، وهو أحد “مساجد الفتح” التي ارتبطت بغزوة الخندق.
-
مسجد الراية؛ فوق جبل ذباب، حيث غُرست راية النبي ﷺ يوم الخندق.
مساجد ذات طابع خاص
-
مسجد مشربة أم إبراهيم؛ وهو الموضع الذي سكنت فيه مارية القبطية، وأرضعت فيه ابن النبي، إبراهيم.
-
مسجد الفضيخ؛ صلى فيه النبي ﷺ في موضع ظلال النخيل.
-
مسجد رد الشمس؛ يُروى أن الشمس رُدت فيه لعلي بن أبي طالب ليصلي العصر.
أماكن صلى فيها النبي ﷺ في المدينة:
دار الشفاء، دار بسرة بنت صفوان، دار عمرو بن أمية الضمري، دار سعد بن خيثمة في قباء، فناء دار حكيم بن العداء ( مسجد علي بن أبي طالب حالياً)، حارة الدوس، موضع آل درة.
يضاف إلى هذا كله هناك عدد كبير من المساجد التي ارتبطت بالقبائل والصحابة والآبار والجبال التي شهدت أحداثاً مهمة في عهد النبي وصحابته.
19 مليون زائر
في إطار مستهدفات رؤية السعودية 2030، تعمل هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة على تطوير وتأهيل المواقع التاريخية والإسلامية، وقد أنجزت حتى الآن مشاريع لتأهيل أكثر من 40 موقعاً، وتستهدف الوصول إلى 100 خلال السنوات القادمة.
وتولي الهيئة اهتماماً خاصاً بالحفاظ على الهوية المعمارية والتاريخية للمواقع، مع مراعاة المعايير الدولية لصون التراث، وتنفيذ دراسات متخصصة تضمن توافق عملية الترميم مع خصوصية كل موقع وطبيعته الجغرافية والتاريخية.
بحسب الإحصاءات الرسمية لعام 2024، بلغ عدد الزوار الذين استقبلتهم المدينة المنورة أكثر من 19 مليون زائر، بمتوسط إقامة يصل إلى 10 أيام.
هذا الرقم اللافت يعكس تحول المدينة إلى مركز جذب متكامل، لا يقتصر على زيارة المسجد النبوي، بل يتسع ليشمل التفاعل مع إرثها التاريخي والثقافي العميق.
المشرف العام على مشروع تاريخ الحج والحرمين الشريفين في دارة الملك عبد العزيز فهد الوهبي، قال إن “الوقوف على هذه المعالم يعيد الزائر إلى ذكريات أحداث كبيرة وقعت في المدينة المنورة منذ عهد النبي عليه الصلاة والسلام”.
وأضاف الوهبي في حديث لـ”العربية نت”: “نشاهد توافد العديد من الزوار على هذه المعالم وإثراء تجربته، فكل حدث من هذه الأحداث تحكي معاني وقصة كبيرة سواء في السيرة النبوية أو ما بعدها”.
وتابع: “زائرو المدينة المنورة عندما يقدمون إليها، يأتون إلى هذه المعالم ليجدوا فيها عبق التاريخ، حتى أصبحت المدينة صديقة للإنسان”.
أنسنة المناطق التاريخية
بحسب صحيفة “عكاظ” المحلية يقول الباحث في التاريخ عبد الرحمن سليمان النزاوي إن جهود هيئة تطوير المدينة المنورة وأمانة المدينة تتركز على “أنسنة” المناطق التاريخية وربطها بالسيرة النبوية، من خلال تطوير أحياء مثل المغيسلة وبني حرام، التي شهدت أحداثاً بارزة مثل غزوة الخندق.
وأضاف النزاوي أن من المهم تحديد مسار الخندق الذي اندثر في القرن السادس الهجري، ووضع علامات توثيقية تشير إلى عرضه وعمقه.
وأشار إلى أن المنطقة تضم طريقاً ممهداً يصعد إلى جبل سلع المطل على المسجد النبوي، حيث توجد قلاع وحصون حجرية، لافتاً إلى أن هذه الجهود تأتي ضمن مشروع تطوير منطقة المساجد السبعة، الجاري العمل عليه حالياً.
في سياق متصل، أوضح الباحث في التاريخ عبد العزيز الرفاعي أن حي السيح، الواقع غرب المسجد النبوي، يُعد من الأحياء القديمة التي ارتبطت بغزوة الخندق، ويضم معالم بارزة مثل مسجد الفتح ومسجد بني حرام.
وقال الرفاعي إن الحي يمر به وادي بطحان، الذي ورد في السيرة النبوية أن النبي محمد توضأ من مائه خلال المعركة.
وأوضح أن إعادة تأهيل الحي وتطويره “ضرورة لتحويله إلى وجهة تاريخية وسياحية”، أسوة بمشاريع التطوير في أحياء أخرى مثل جادة قباء والمغيسلة.