نسبة مشاركة المواطنين في التصويت بلغت حتى الساعة الثالثة عصرً بالتوقيت المحلي 72%، علماً أنها تستمر حتى السابعة مساءً.
توجه القطريون منذ ساعات الصباح الأولى من يوم الثلاثاء (5 نوفمبر)، للمشاركة بالاستفتاء على مشروع التعديلات الدستورية، استجابة لدعوة أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وخلال الأيام الماضية وتلبية لدعوة أمير قطر، أطلق الشعب القطري وسم “لبيه سمو الأمير”، لحشد المشاركة وإنجاح الاستفتاء الذي يعتبرونه فرصة تاريخية واستثنائية لتعزيز الوحدة الوطنية والمشاركة الشعبية في صنع القرار وتلاحم الشعب والقيادة.
وحسب ما أعلنت وزارة الداخلية القطرية، فإن نسبة مشاركة المواطنين في التصويت بلغ حتى الساعة الثالثة عصراً بالتوقيت المحلي 72%، علماً أنها تستمر حتى السابعة مساءً.
وعقب انتهاء التصويت تبدأ مباشرة إجراءات فرز الأصوات، لتعلن اللجنة العامة النتائج في غضون 24 ساعة.
حدث تاريخي
وتتصدر التعديلات الدستورية التي يصوت عليها الشعب القطري استبدال انتخاب ثلثي أعضاء مجلس الشورى بتعيينهم، إضافة إلى منح المجنسين الحق في شغل المناصب العليا في الدولة، كما تتيح لرئيس مجلس الوزراء تفويض بعض صلاحياته إلى عدد من نوابه أو الوزراء.
وفي جولة لـ “الخليج أونلاين” على إحدى مقار لجان الاستفتاء، عبّر مواطنون عن ارتياحهم للإجراءات التي تتم خلال عملية التصويت من خلال التنظيم والتنسيق عاليي المستوى، مؤكدين على أهمية المشاركة.
وقال الدكتور حسن عبدالرحيم السيد أستاذ القانون العام في كلية القانون بجامعة قطر: “جئت اليوم للمشاركة في الاستفتاء العام على التعديلات الدستورية ووجدت هناك تسهيلات ملموسة بعملية التصويت إذ لم تتجاوز عملية التصويت عشرة ثواني”.
كما اعتبر في حديثه لـ “الخليج أونلاين” أن “الاستفتاء على التعديلات الدستورية حدث مهم وتاريخي، مضيفاً: “نستذكر الاستفتاء الذي جرى في العام 2003 عندما دعا الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني المواطنين على مشروع الدستور، واليوم بعد 20 عاماً تجري تعديلات دستورية على الوثيقة التشريعية التي تمثل أعلى وثيقة تشريعية في البلد”.
وبيّن أن “القطريين اليوم يلبون دعوة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالتصويت على مشروع التعديلات الدستورية، التي من شأنها ترسيخ مبادئ المساواة بين المواطنين”.
واجب كل مواطن
بدوره، أكد المواطن عبدالرحمن هاشم، رئيس المجلس التمثيلي الطلابي في جامعة قطر، أن “المشاركة في الاستفتاء واجب على كل المواطنين لما له من أهمية كبيرة في تدعيم المشاركة الشعبية في صنع القرار”.
وأشار إلى أن “التعديلات الدستورية تعزز من مبدأ سيادة القانون، ومبدأ المساواة في الحقوق والوجبات للمواطنين”.
كما اعتبر في حديثه لـ “الخليج أونلاين” أن “إجراءات الاستفتاء مرنة إذ لم تتجاوز علمية التصويت الدقيقة الواحدة”، مبيناً أن “هناك إقبال من قبل الطلاب للمشاركة لما يعتبرونه حدثاً مهماً في مسيرة التنمية القطرية”.
واستطرد قائلاً: ” الجميع مرحب بالتعديلات الدستورية التي تعكس مبادئ سامية كالوحدة الوطنية واللحمة في المجتمع القطري والمساواة في الحقوق والواجبات أمام القانون”، مؤكداً أن مشروع التعديلات الدستورية يؤكد على مبدأ النظام الديمقراطي في قطر.
حسن التنظيم
كما اعتبر المواطن حمد العمادي أن المشاركة في الاستفتاء واجب على كافة فئات المجتمع، مشيراً إلى أنها “تعبر عن أحد المبادئ الأساسية لدستور دولة قطر هو مبدأ المساواة والعدل”.
وأشاد العمادي خلال حديثه لـ “الخليج أونلاين” بحسن تنظيم مراكز اللجان الاستفتاء “التي تقدم إجراءات سلسة لضمان انسيابية العملية الانتخابية بكل مرونة” مؤكداً أن “عملية التصويت لم تستغرق وقتاً كبيراً منذ لحظة دخول مبنى مقر لجنة”.
ولفت المواطن عبدالعزيز العجي إلى أن “اللجنة العامة للاستفتاء وضعت أكثر من 28 مقراً للجان الاقتراع، بالإضافة إلى إمكانية التصويت عبر تطبيق (مطراش)”، مشيراً إلى أن هذه التسهيلات ساهمت في زيادة إقبال المواطنين على المشاركة.
وأضاف لـ “الخليج اونلاين”: “الاستفتاء يجسد صورة من التلاحم بين الشعب القطري وقائد مسيرته الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ويبرز الإيمان الراسخ في الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي والثبات على القيم الحميدة”.
من جانبها تحدثت المواطنة فاطمة العمادي عن تجربتها في التصويت عبر تطبيق “مطراش”، معتبرة إياها “تجربة رائدة وسهلة ومرنة ساهمت في زيادة إقبال المواطنين على المشاركة في الاستفتاء”.
وأشارت إلى أن “هناك الكثير ممن لم يستطيعوا مغادرة مقار عملهم للمشاركة في الاستفتاء، وشاركوا من خلال تطبيق (مطراش)”.
واعتبرت خلال حديثها لـ”الخليج أونلاين” أن “الاستفتاء يعزز من المشاركة الشعبية في صنع القرار والتلاحم ما بين الشعب وقيادته كما ويعبر عن مدى حرص أمير البلاد على إشراك جميع فئات المجتمع في التعديلات الدستورية”، لافتة إلى أن “التعديلات الدستورية تؤكد على الوحدة الوطنية والمساواة بين المواطنين”.
وفي 29 أكتوبر الماضي، أصدر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مرسوماً بدعوة المواطنين القطريين الذين أتموا سن الـ18 للمشاركة في استفتاء عام على التعديلات الدستورية، والتي تشمل إلغاء انتخاب ثلثَي أعضاء مجلس الشورى، واعتماد نظام التعيين.
جاء ذلك بعدما أقر مجلس الشورى القطري بالإجماع مشروع التعديلات الدستورية، التي أعلن عنها أمير البلاد منتصف الشهر الماضي، والتي تفضي إلى العودة لنظام التعيين لاختيار أعضاء مجلس الشورى بدلاً من الانتخاب، وتعديل عدة مواد دستورية أخرى.
