الاخبار

من دمشق إلى غزة.. سقوط الأسد يبعث أمل الحرية بقلوب الفلسطينيين

غزيون اعتبروا أن سقوط نظام الأسد هو نتاج المعركة المستمرة في قطاع غزة

بفرحة وأمل استقبل أهالي قطاع غزة الذين يعيشون تحت وطأة الإبادة الجماعية والقصف الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2024، خبر سقوط نظام بشار الأسد، رغم الأوجاع والمعاناة التي يعيشونها.

وبث خبر سقوط نظام الأسد الأمل في ظل الظلام الذي يحيط بالغزيين، خاصة مشاهدة عودة النازحين واللاجئين السوريين إلى مدنهم وقراهم، ولقائهم بعائلاتهم، ودخولهم لمنازلهم التي هجروها بسبب القصف والخوف.

واعتبر غزيون في أحاديث لـ”الخليج أونلاين” أن سقوط نظام الأسد هو نتاج المعركة المستمرة في قطاع غزة.

وأعلنت أعلنت إدارة العمليات العسكرية في المعارضة السورية، الأحد الماضي، السيطرة على العاصمة دمشق وسقوط نظام بشار الأسد، في عملية “ردع العدوان” التي انطلقت في 27 نوفمبر الماضي.

انتصار جديد للحرية

يقول المهندس الفلسطيني في قطاع غزة، أحمد عاشور: “مشاعر جميلة عشناها مع معرفتنا سقوط نظام بشار الأسد الدموي، رغم جرحنا النازع، ولكن ما حدث هو انتشار جديد للحرية والكرامة في معركة الأحرار ضد الطغاة”.

يضيف عاشور في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “ما فعله السوريين خلال الأيام الماضية هو امتداد لنضالنا هنا في قطاع غزة، نحن نريد حريتنا ودفعنا ولا نزال ندفع مقابلها دماء أهلنا ومدينتنا، وهم دفعوا على مدار 13 عاماً الكثير من الدماء من أجل الوصول إلى هذه الحرية”.

وعن أكثر المشاهد التي أثرت في عاشور، يقول: “حين شاهدت عودة النازحين واللاجئين السوريين إلى منازلهم التي هجروا منهم قبل سنوات قسراً، ولحظة احتضانهم لعتبات بيوتهم، ولقائهم الأول بأهاليهم هنا تخيلت أن هذا المشهد سيكون قريب حين نعود برفقة آلاف النازحين من سكان شمال قطاع غزة إلى منازلهم”.

وفي خيمة نزوحه بمنطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، استقبل النازح خالد عويضة الأخبار القادمة من سوريا حول سقوط نظام بشار الأسد بفرحة عارمة، كون هذا النظام مرتبط بالدموية وارتكاب الجرائم بحق المدنيين.

ويقول عويضة في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “لا تتوفر وسيلة لمتابعة الأخبار في هذه الخيمة لعدم وجود كهرباء، ولكن الناس في الشوارع كلها تقول إن بشار الأسد سقط وهناك احتفالات عارمة في سوريا، وهذا الخبر أسعدنا لأننا نعيش نفس ما عاشه أهلنا في سوريا من قمع ونزوح، وقتل، وبرد، وجوع”.

ويوضح عويضة أن من حق السوريين الفرحة بانتهاء حكم نظام قمعي قاتل، حرمهم من الحرية والعدالة، والعيش بكرامة داخل أرضه، بل قام بتشريد مئات الآلاف منهم خارج البلاد، وذاقوا الخوف والرعب والجوع.

الكاتب والمحلل السياسي، إسماعيل موسى، اعتبر أن فرحة سكان قطاع غزة بسقوط نظام الأسد يعكس حالة العطش للغزيين بالحرية وانتهاء العدوان الإسرائيلي عليهم.

ويقول موسى في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “الناس عبرت عن فرحتها بسقوط نظام الأسد بدون أي أجندة سياسية لأنهم مع الإنسان وحريته، ومن الطبيعي جداً هذه الفرحة لشعب واقع تحت الحرب والقتل”.

ويضيف موسى: “الفرحة في غزة ممزوجة بالأمل بأن ينتهي العدوان الإسرائيلي على سكان القطاع، وبعودة النازحين إلى منازلهم، وبداية مرحلة إعادة الإعمار”.

الكاتبة والمدونة ساجدة أبو عودة تقول إن “سكان قطاع غزة استقبلوا خبر سقوط نظام بشار الأسد بنبض جديد دب في قلوبهم، وشعاع من الضوء اخترق ليلهم الطويل، كونهم يدركون أن سقوط هذا النظام الدموي هو انتصار جديد للحرية والكرامة في معركة الشعوب ضد الطغاة”.

وتضيف أبو عودة: “غزة لطالما كانت عنواناً للصمود والمقاومة، واحتضنت فرحة مشوبة بدموع الألم، فأهلها الذين تذوقوا مرارة الظلم والحصار يعرفون تماماً ما يعنيه سقوط نظام استبدادي مثل نظام بشار الأسد”.

وتوضح أبو عودة في مقال لها نشرته في موقع “الجزيرة نت” أن نظام الأسد كان على مدار عقود رمزاً للقمع والتنكيل، وأداة تخريب في جسد الأمة، حيث ساهم في إضعاف القضية الفلسطينية بدل دعمها، وفي تشتيت الشعوب بدلاً من توحيدها.

وتشير إلى أن الفلسطينيين في غزة لا ينسون التاريخ، ويرون في سقوط الأسد انهياراً لجدار من التحالفات الظالمة التي دعمت الاحتلال الإسرائيلي، وأبقت شعوب المنطقة في دائرة الفقر والخوف، ويدركون أن هذه اللحظة تمثل خطوة نحو تحقيق العدالة التي لطالما حلمت بها الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج.

وتعتبر أن فرحة الغزيين تنبع من رؤية العدالة تأخذ مجراها، حيث يشعرون أن إسقاط نظام الأسد هو امتداد لنضالهم، لأن المعركة ضد الطغيان لا تتجزأ، كيف لا، وهم يدركون أن من وقف مع الاحتلال الإسرائيلي وسعى لتدمير إرادة الشعوب لا يستحق إلا السقوط المذل؟

وتعكس هذه الفرحة وجهاً آخر للواقع، فهي تذكير بأن غزة وسوريا وكافة الشعوب العربية لا تزال تواجه عداً مشتركاً، خاصة أن الطغاة وحلفاءهم، سواء أكانوا حكومات قمعية أم احتلالًا غاشماً، وفقاً للكاتبة أبو عودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى