من النفط إلى المياه… السعودية تقود ثورة تحلية المياه عالمياً
بلغ حجم المياه المُحلاة في السعودية 15 مليون متر مكعب يومياً، ما يعادل إنتاج البترول في العالم.
عوامل نجاح قطاع تحلية المياه:
الاستثمار الضخم في البحث والتطوير.
التعاون مع كبرى الشركات العالمية.
توظيف أحدث تقنيات التحلية.
تشير التقارير والتصريحات الرسمية السعودية، إلى أن المملكة حققت إنجازاً استثنائياً في مجال تحلية المياه، حتى باتت رائدة عالمياً في إنتاج المياه المُحلاة، لتوازي أهميتها في هذا المجال أهمية إنتاج البترول على مستوى العالم.
في السعودية بلغ حجم المياه المُحلاة 15 مليون متر مكعب يومياً، ما يعادل إنتاج البترول في العالم، بحسب عبد الله العبد الكريم رئيس الهيئة السعودية للمياه.
جاء حديث العبد الكريم، في كلمة ألقاها خلال جلسة حوارية بعنوان “تكامل الجهود الحكومية في تنمية المحتوى المحلي”، الخميس (21 نوفمبر الجاري) مبيناً أن قطاع المياه في المملكة شهد خلال الأعوام القليلة الماضية نقلات نوعية كبيرة بحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”.
وأوضح أن قطاع المياه في المملكة “ليس قطاعاً تقليدياً، بل هو مجال واسع يواجه تحديات تعكس فرصاً كبيرة للسعودية، لتصبح رائدة في هذه الصناعة التي يحتاج إليها العالم في المستقبل، خصوصاً مع التغير المناخي”.
وأشار رئيس الهيئة السعودية للمياه إلى أن الهيئة تعمل على دعم المصنعين والمقاولين السعوديين في خوض غمار هذه الصناعة، مبيناً أن “الشراكات في قطاع المياه تبدأ من البحث والابتكار وتحويلها إلى مشاريع جديدة”.
تحديات كبيرة
-
تصنف المملكة بأنها واحدة من أكثر الدول بالعالم في قلة المياه.
-
يبلغ مستوى ندرة المياه بالسعودية 500 متر مكعب للفرد.
-
نصيب الفرد من المياه سنوياً في السعودية لا يتجاوز 89.5 متر مكعب.
-
النقص في المياه بالسعودية يتعلق بعوامل عديدة، منها؛ قلة المياه الجوفية، والتصحر، والتلوث، والتخلص غير الصحيح من النفايات.
-
النمو السكاني والاقتصادي السريع في السعودية.
نجاح كبير
كل العوامل السابقة تزيد من ضغط استخدام المياه، وهو ما دفع المملكة إلى التعامل معها بشكل علمي مدروس بوضع خطط داعمة للتنمية وليست فقط لعلاج المشكلة.
كان من أبرز هذه الخطوات توجيه الاستثمارات نحو تحسين إدارة المياه، والتوعية بأهمية الحفاظ على المياه، وتقليل الفاقد في الاستخدام، لكن أبرز الخطوات كان تعزيز استخدام المياه البديلة مثل تحلية مياه البحر.
الإنجاز الذي تحقق في قطاع تحلية المياه كان وراءه مجموعة من العوامل، أبرزها الاستثمار الضخم في البحث والتطوير، والتعاون مع كبرى الشركات العالمية، وتوظيف أحدث تقنيات التحلية مثل التناضح العكسي والتقطير متعدد المراحل.
تحطيم الأرقام القياسية
المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة السعودية، المسؤولة عن برامج وخطط تحلية المياه بالمملكة، حققت نجاحات غير مسبوقة، جعلت السعودية تحطم أرقاماً قياسية في موسوعة “غينيس” العالمية، شملت:
-
أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم.
-
أكبر محطة تحلية مياه في العالم عن منظومتها العملاقة “رأس الخير” بقدرة إنتاجية تقترب من 3 ملايين متر مكعب.
-
أكبر خزان مغطى لتخزين مياه الشرب في العالم بسعة إنتاجية تصل إلى 3 ملايين متر مكعب.
-
أكبر منشأة لتخزين مياه الشرب ممثلة في “خزان مياه بريمان الإستراتيجي” بسعة تتجاوز مليوني متر مكعب.
-
أكبر منشأة مغطاة لتخزين مياه الشرب في العالم عن خزان مياه الرياض الإستراتيجي البالغة سعته 4,79 ملايين متر مكعب.
-
أكبر نظام لنقل المياه بالأنابيب لتحلية المياه في العالم بطول 14.217 كم وسعة 19.429 مليون متر مكعب في اليوم،.
-
أكبر محطة متنقلة لتحلية المياه في العالم البالغة قدرتها 50 ألف متر مكعب يومياً.
-
أكبر وحدة لتحلية المياه بالتقطير متعدد التأثيرات في العالم عن وحدة MED-TVC في الشعيبة التي تبلغ طاقتها 91.200 متر مكعب يومياً.
-
أكبر شبكة خزانات لتخزين مياه الشرب بسعة إجمالية 8.970 ملايين متر مكعب.
-
نالت السعودية شهادة الأقل استهلاكاً للطاقة في تحلية المياه بالعالم.
تحقيق الاستدامة
الكاتب خالد السليمان، في مقال بصحيفة “عكاظ” عنوانه “السعودية أكبر خزان مياه في العالم”، يقول إن النجاح الذي حققته مؤسسة تحلية المياه، “يتمحور حول السعي الدؤوب للتميز وتحقيق الاستدامة في رحلة التحول الوطني لدى المؤسسة التي انبثقت عن رؤية السعودية 2030”.
ويلفت إلى “تطوير صناعة وتحويل الرجيع الملحي إلى منتجات صناعية”، مبيناً الرجيع الملحي يساهم “في توطين وتمكين الأعمال وتعزيز النمو الاقتصادي، وضخ استثمارات كبرى في البنية التحتية للقطاع، وخلق الفرص الاستثمارية لبناء منظومة متكاملة بالمملكة”.
من جانبه، يتحدث الكاتب شجاع البقمي حول المنفعة الاقتصادية الكبيرة التي تنتجها عملية تحلية المياه واستغلال الراجع الملحي، وذلك في مقال بصحيفة “اليوم” حمل عنوان “الاستثمار في معادن التحلية.. اهتمام سعودي”.
البقمي، ومعتمداً على الأرقام الرسمية يقول إن لدى السعودية 11.5 مليون متر مكعب من المحلول الملحي يومياً؛ ما “يجعل من صناعة التحلية محفزاً فعالاً لصناعة التعدين”، ويجلب كبريات الشركات العالمية للاستثمار في مياه الرجيع الملحي.
سيجري “تدشين الإنتاج من هذه المعادن مع نهاية الربع الأول من عام 2026؛ وذلك بالبدء باستخلاص 10 آلاف طن سنوياً من بروميد الصوديوم، و26 ألف طن سنوياً من بروميد الكالسيوم، و180 ألف طن سنوياً من كبريتات الكالسيوم، و300 ألف طن سنوياً من كلوريد البوتاسيوم”، بحسب البقمي.
التقنيات الحديثة التي اعتمدتها المملكة في مجال تحلية المياه، مكنتها من تحقيق قفزات كبيرة في هذا الاتجاه، بحسب ما يذكر المستشار في الطاقة حسين باصي، في مقال بصحيفة “مكة” حمل عنوان “مياه ذكية ومستدامة”.
ويلفت باصي إلى أن استمرار المملكة في “تحقيق أهدافها الطموحة في مجال المياه، نتطلع إلى رؤية المزيد من التحولات التقنية والمستدامة التي تعزز مكانتها كرائدة في مجال الاستدامة المائية على مستوى العالم”.