الاخبار

من الخليج إلى العالم.. مبادرات إنسانية تُجسد قيم العطاء في رمضان

ما الهدف الأساسي من حملات الإغاثة الخليجية خلال شهر رمضان؟

تعزيز التكافل الاجتماعي، ودعم الفئات المحتاجة داخل الدول الخليجية وخارجها.

كيف تنسق دول الخليج جهودها الإنسانية لضمان وصول المساعدات؟

عبر التعاون مع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية لضمان السرعة والكفاءة.

أطلقت دول مجلس التعاون الخليجي حملات إغاثية واسعة مع حلول شهر رمضان المبارك، مستهدفة توفير وجبات الإفطار والسلال الغذائية للمحتاجين داخل حدودها وخارجها.

وتُجسد هذه المبادرات روح التكافل والتضامن الإنساني، حيث تسعى الدول الخليجية كل عام إلى توسيع نطاق مساعداتها، لتصل إلى الفئات الأكثر احتياجاً في مختلف دول العالم.

وتحرص المشاريع الرمضانية التي تبنتها دول الخليج، على ضمان وصول السلال الغذائية ووجبات الإفطار إلى مستحقيها، إيماناً بقيم العطاء والرحمة التي يحملها الشهر الفضيل.

السعودية.. “إطعام عالمي”

وفي إطار الجهود السعودية، أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مبادرة “إطعام – 4” لعام 2025، والتي تستهدف توزيع 390,109 سلال غذائية خلال شهر رمضان في 27 دولة، يستفيد منها 2,304,104 أفراد، بتكلفة تتجاوز 17.87 مليون دولار أمريكي.

وتهدف المبادرة التي أُعلن عنها في فبراير الماضي، إلى تلبية الاحتياجات الغذائية وتحسين الظروف المعيشية للفئات الأكثر احتياجاً خلال الشهر الكريم، وذلك عبر التعاون مع منظمات إنسانية محلية ودولية لضمان وصول المساعدات لمستحقيها.

كما أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عن تنفيذ “برنامج هدية خادم الحرمين الشريفين” لتوزيع التمور، عبر الملحقيات الدينية في سفارات المملكة، ليشمل 102 دولة حول العالم، تعزيزاً للجهود الإنسانية السعودية في دعم الأمن الغذائي العالمي.

الإمارات.. “عطاء مستمر”

وأطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حملتها الرمضانية لعام 2025 تحت شعار “رمضان.. عطاء مستمر”، مستهدفة تقديم الدعم والمساعدات لأكثر من 5.6 مليون شخص داخل الإمارات وفي 53 دولة حول العالم.

وتشمل الحملة برامج متعددة مثل إفطار الصائم، زكاة الفطر، كسوة العيد، المير الرمضاني، وكسر الصيام، بتكلفة إجمالية تبلغ حوالي 54.7 مليون درهم (14.9 مليون دولار).

وأعلن رئيس مجلس إدارة الهيئة، الدكتور حمدان مسلم المزروعي، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بالعاصمة أبوظبي، في 7 فبراير الجاري، أن برامج الهلال الأحمر تستهدف الحد من تداعيات الأوضاع الإنسانية في عدد من الدول.

من جانبه، أعلن بنك الإمارات للطعام عن نتائجه لعام 2024، حيث وصلت حملاته إلى 28.9 مليون مستفيد حول العالم، بزيادة 55% عن العام السابق، وشارك في الأنشطة 5000 متطوع، فيما بلغ عدد المتبرعين من الجهات والمؤسسات الغذائية والخيرية 1,214 متبرعاً.

وسلّم البنك 166.7 طناً من الأغذية إلى الهلال الأحمر الإماراتي ضمن “حملة تراحم من أجل غزة” خلال رمضان الماضي، و12.08 طناً أُرسلت إلى لبنان في إطار حملة “الإمارات معك يا لبنان”.

قطر.. “خير متوارث”

زأطلقت قطر الخيرية حملة رمضان 1446 هـ تحت شعار “خيرنا متوارث”، مستهدفة تنفيذ مشاريع موسمية وإنسانية يستفيد منها 4.5 مليون شخص في 40 دولة، مع تركيز خاص على دعم غزة، استجابةً للأزمة الإنسانية التي تواجهها.

وتتضمن الحملة التي أعلن عنها في 18 فبراير الجاري، تنظيم “أكبر إفطار في غزة”، و”الإفطار المتنقل” للعمال في 7 مناطق بقطر، و”الخيام الرمضانية” في 46 موقعاً، إلى جانب حملة “تحدي_ليلة27” لدعم غزة، بالإضافة إلى توزيع الزكاة وكسوة العيد في فلسطين، سوريا، السودان، واليمن.

وخلال كلمته ضمن فعاليات إطلاق الحملة، قال مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع تنمية الموارد والاتصال في قطر الخيرية، أحمد فخرو: “نؤمن بأن العطاء متوارث وهو جوهر حملتنا الرمضانية لهذا العام ونسعى بدعم أهل الخير للوصول إلى ملايين المحتاجين حول العالم وخصوصاً في غزة لمساندتهم خلال هذه الظروف الصعبة.” بحسب صحيفة الريان القطرية.

بدوره قال مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع العمليات الدولية، نواف الحمادي، “حملتنا هذا العام تمتد إلى 39 دولة مع تركيز خاص على المناطق المتأزمة مثل فلسطين وسوريا والسودان واليمن وتتركز في تنفيذ مشاريع إفطار الصائم وتوزيع زكاة الفطر وتقديم كسوة العيد للأيتام”.

الكويت.. “إفطار صائم”

وأطلق البنك الكويتي للطعام والإغاثة مبادرة “ماجلتهم عليك في رمضان”، مستهدفاً توفير وجبات إفطار للأسر المحتاجة في الكويت، ضمن جهوده لتعزيز التكافل الاجتماعي خلال الشهر الفضيل.

وتركز المبادرة على توزيع السلال الغذائية والوجبات الجاهزة بالتعاون مع متطوعين وجهات خيرية محلية، لضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر احتياجاً.

كما دشنت جمعية الخير الإنسانية “مشروع إفطار صائم 2025” خارج الكويت، بهدف توزيع وجبات الإفطار والطرود الغذائية على المحتاجين، في ظل ظروف معيشية صعبة تواجهها بعض المجتمعات، وذلك بالتعاون مع منظمات إنسانية محلية في الدول المستهدفة.

2

البحرين.. “موائد الخير”

وأعلنت عدة جمعيات خيرية في البحرين عن مشاريع إفطار صائم داخل المملكة وخارجها، مركّزة على توفير الوجبات والطرود الغذائية للأسر المحتاجة، ضمن مبادراتها الرمضانية التي تعزز قيم العطاء.

وشملت المشاريع توزيع سلال غذائية ووجبات جاهزة بالتنسيق مع المؤسسات الإنسانية، بالإضافة إلى تنظيم موائد رمضانية في عدد من المواقع، دعماً للأسر المتعففة.

عُمان.. “مساعدات رمضانية”

وبدورها، أرسلت سلطنة عمان في 26 فبراير الجاري، قافلة مساعدات غذائية تتضمن 100 شاحنة إلى اليمن، دعماً للأسر المتضررة من النزاع.

وتحتوي القافلة على سلال غذائية متنوعة تشمل الأرز، الدقيق، الزيت، والسكر، ضمن جهود الإغاثة المستمرة لتخفيف المعاناة الإنسانية، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك.

إلى جانب ذلك، تعمل السلطنة على التعاون مع المنظمات الإغاثية المحلية والدولية لتقديم المساعدات الغذائية في المناطق الأكثر تضرراً، حرصاً على توفير الاحتياجات الأساسية للأسر اليمنية خلال الشهر الكريم.

ومن الجدير بالذكر أن هذه المبادرات الخليجية ليست سوى جزء من الجهود الخيرية التي تبذلها دول مجلس التعاون خلال شهر رمضان، حيث تسهم العديد من الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية الأخرى، داخل الدول وخارجها، في تنفيذ مشاريع متنوعة لدعم المحتاجين، مما يعكس روح العطاء والتكافل الراسخة في المجتمعات الخليجية.

نهج العطاء

وتشكل هذه المشاريع الإنسانية صورة واضحة للجهود الخليجية المتواصلة في تعزيز التكافل بين الشعوب، ودعم الأمن الغذائي العالمي، خاصة خلال شهر رمضان، بما يعكس التزام دول الخليج بنهج العطاء والمساعدة للمجتمعات المحتاجة.

ويؤكد الباحث الدكتور حبيب الهادي، بأن دول الخليج تعد من الدول الإسلامية المنفقة بسخاء على مختلف الدول الإسلامية حول العالم التي بحاجة إلى دعم ومساعدة.

ويضيف لـ”الخليج أونلاين” أن الدول الخليجية تمتلك قدرات مالية وإمكانيات كبيرة تتمثل في التصدق ودفع الزكاة وجمع المساعدات والتبرعات وإغاثة الملهوفين وإعانة المسلمين، لا سيما في شهر رمضان لما فيه من خصوصية دينية.

ويشير الهادي إلى أن الخليجيين متضامنين دائماً مع قضايا المسلمين وأحوالهم في مختلف دول العالم، لا سيما في إفريقيا وآسيا، حيث هناك دول عديدة تحتاج إلى دعم، وعلى رأسها قطاع غزة الذي يشهد مأساة إنسانية.

ويبيّن أن المؤسسات الخيرية في الخليج، سواء الحكومية أو الأهلية، تضخ مبالغ طائلة لدعم المحتاجين وإعانة إخوانهم المسلمين، فضلاً عن التبرعات العينية بمختلف أشكالها.

ويلفت الهادي إلى أن الدول الخليجية دائماً تأتي في مقدمة الدول الإسلامية بتنظيم المبادرات الإغاثية والإنسانية، وتزداد هذه الجهود في شهر رمضان المبارك.

وتُبرز هذه الحملات الإغاثية التضامن الإقليمي والعالمي، حيث تعمل الدول على تنسيق جهودها مع المنظمات الإنسانية لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها بسرعة وكفاءة، تعزيزاً لقيم الرحمة والتكافل في هذا الشهر الفضيل، وفق الهادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى