منتدى قطر الاقتصادي.. صوت مؤثر في تحديات الاقتصاد العالمي

– الخبير الاقتصادي مبارك الخيارين: المنتدى رسخ مكانته كأحد أكثر المنتديات تأثيرا على مستوى المنطقة والعالم
– رجل الاعمال سعد الدباغ: قطر لا نكتفي بمراقبة التغيرات الاقتصادية، بل تشارك في صناعتها
– المحلل الاقتصادي أحمد عقل: تطور المنتدى يعود إلى الثقة العالمية في دولة قطر، وقوة أداءها الاقتصادي
في ظل المتغيرات الجيوسياسية المتسارعة التي تعيد رسم خريطة الاقتصاد العالمي، يبرز “منتدى قطر الاقتصادي” كمنصة استراتيجية عالمية رائدة تجمع بين الفكر والرؤية والتأثير.
واستطاعت ترسيخ مكانة دولة قطر كلاعب أساسي في صياغة ملامح الاقتصاد الجديد، من خلال تعزيز الحوار الدولي، وتشجيع تبادل الأفكار، وبناء شراكات مستدامة تدعم النمو والتحول نحو اقتصاد أكثر تنوعا وشمولاً.
ومنذ انطلاق نسخته الأولى، حقق المنتدى تطوراً ملحوظاً في الشكل والمضمون، ليتحول خلال فترة وجيزة إلى ملتقى سنوي يجمع كبار القادة وصناع القرار، ورواد الاقتصاد والفكر من مختلف أنحاء العالم، ومع كل نسخة، يثبت المنتدى أنه ليس مجرد حدث اقتصادي، بل أداة قطرية فاعلة لتوجيه الحوار العالمي نحو قضايا الاستدامة، الابتكار، التكنولوجيا، والطاقة، ضمن رؤية طموحة تتماشى مع أهداف التنمية الوطنية.
كما نجح منتدى قطر الاقتصادي في نسخته لعام 2024 في استقطاب أكثر من 1500 من القادة العالميين والرؤساء التنفيذيين وكبار المسؤولين الحكوميين من 124 دولة، حيث بلغت نسبة مشاركة المدراء التنفيذيين نحو 70%.
وشهدت نسخة عام 2022 مشاركة أكثر من 120 متحدثاً مرموقاً، بينما استضافت نسخة 2023 تسعة رؤساء دول، إلى جانب نخبة من الشخصيات الاقتصادية والتجارية البارزة، مما عزز من مكانة المنتدى كمنصة مؤثرة في صياغة الخطاب الاقتصادي العالمي.
كما حقق المنتدى في نسخته السابقة تأثيراً تسويقيا بقيمة 67.6 مليون ريال قطري (18.52 مليون دولار)، وعزز التصورات الإيجابية عن قطر بنسبة 18%، وذلك وفقاً لبيانات المدينة الإعلامية قطر.
الجمهور من صناع القرار
يرى الخبير الاقتصادي مبارك الخيارين، أن منتدى قطر الاقتصادي أصبح يشكل ركيزة أساسية في ترسيخ موقع دولة قطر كمركز عالمي رائد في مجالات الأعمال والاستثمار.
وفي حديثه لـ”الخليج أونلاين” يؤكد الخيارين أن المنتدى، بفضل قدرته على استقطاب أكثر من 1500 من القادة العالميين والرؤساء التنفيذيين وكبار المسؤولين، قد رسخ مكانته كمنصة دولية دائمة على خارطة المنتديات الاقتصادية الكبرى.
ويشير الخيارين إلى أن الشراكة بين المدينة الإعلامية في قطر ومجموعة بلومبيرغ مثلت خطوة نوعية أسهمت بشكل كبير في تسريع نمو المنتدى وتوسيع دائرة تأثيره العالمي.
ويستطرد بالقول ” هذا التعاون أتاح الاستفادة من خبرة بلومبيرغ العريقة في التحليل الاقتصادي، ومنصاتها الإعلامية المنتشرة عالميا، والتي تمكن من الوصول إلى جمهور واسع من صناع القرار والمستثمرين، كما ساهم كادرها من المحللين والمراسلين في تعزيز تغطية المنتدى ورفع مستوى حضوره الإعلامي دولياً”.
ويوضح الخيارين أن هذا النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة لعوامل متكاملة، من أبرزها الشراكة الإعلامية الاستراتيجية، والاختيار المدروس لمحاور المنتدى وشعاراته، والتي تنسجم مع التحديات والتحولات الاقتصادية العالمية.
كما يضيف أن المنتدى أصبح منصة فاعلة لفتح قنوات الحوار وإبرام الاتفاقيات الثنائية والمتعددة، مما يعزز من فرص الاستثمار ويخلق حالة من الزخم الاقتصادي والسياسي في المنطقة.
وفي ختام حديثه، جدد الخيارين تأكيده أن منتدى قطر الاقتصادي رسخ مكانته كأحد أكثر المنتديات تأثيراً على مستوى المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن “القيمة الحقيقية للمنتدى تتجلى في شعور المشاركين بمدى الجدوى السياسية والاقتصادية التي يحققها حضورهم، وهو ما يدفعهم للعودة والمشاركة عاما بعد عام”.
قطر مركز اقتصادي
بدوره يؤكد رجل الأعمال القطري سعد الدباغ أن منتدى قطر الاقتصادي يشكل ركيزة أساسية في ترسيخ مكانة دولة قطر كمركز عالمي للأعمال والاستثمار، مشيرا إلى أن المنتدى يعكس رؤية قطر الوطنية في دعم الاقتصاد العالمي وتعزيز الحوار الدولي حول التنمية المستدامة والابتكار.
ويضيف الدباغ في حديثه لـ”الخليج اونلاين” أن المنتدى أصبح منصة استراتيجية تجمع صناع القرار، والمستثمرين، ورواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم، ما يخلق بيئة حاضنة للشراكات الكبرى، ويعزز من جاذبية قطر كمركز اقتصادي متقدم ومرن.
كما يوضح أن الشراكة بين المدينة الإعلامية قطر ومجموعة بلومبيرغ لعبت دوراً جوهرياً في دعم المنتدى، من خلال تسليط الضوء على فعالياته محلياً ودولياً، ونقل صورة دقيقة ومهنية عن تطورات الاقتصاد القطري، ما يسهم في تعزيز ثقة المستثمرين والشركاء العالميين.
وحول سرعة تطور المنتدى وفعاليته يرى الدباغ أن ذلك يعود إلى مجموعة من العوامل، في مقدمتها الدعم الكبير من القيادة القطرية، وتكامل الجهود بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب التركيز على ملفات حيوية مثل التحول الرقمي، والاستدامة، والذكاء الاصطناعي.
“المنتدى لا يمثل فقط ملتقى للنقاش، بل أداة فعالة لتشكيل مستقبل اقتصادي أكثر توازناً وشمولاً” وفقاً للدباغ ويقول “نحن في قطر لا نكتفي بمراقبة التغيرات، بل نشارك في صناعتها، ونؤمن بأن الاقتصاد القائم على المعرفة والتعاون هو الطريق الأمثل لتحقيق التنمية المستدامة.”
محرك للاتفاقيات
المحلل المالي والاقتصادي أحمد عقل يقول: ” لا شك أن منتدى قطر الاقتصادي أثبت، خلال نسخه الخمس الماضية، أنه أحد أهم المنتديات والفعاليات الإقليمية والعالمية.
كما يشير عقل في حديثه لـ”الخليج اونلاين” إلى أن هذا المنتدى لم يكن مجرد حدث اقتصادي فحسب، بل تحول إلى منصة استراتيجية لتقارب الرؤى بين الشركات والدول وصناع القرار والمؤثرين من مختلف أنحاء العالم.
ويوضح أن النسخة الخامسة من المنتدى استثنائية على عدة مستويات، خصوصاً من حيث الحضور والمضمون، مضيفا أن عدد المشاركين ارتفع بشكل لافت هذا العام، نتيجة النجاحات المتراكمة، حيث تم توقيع أكثر من 21 اتفاقية دولية في النسخة الماضية، ما يعكس قوة المنتدى كمحرك للاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية.
كما يضيف أن “المحاور التي تناقش في النسخة الحالية كانت عميقة واستراتيجية، أبرزها قطاع الطاقة، ورؤية 2030، وإعادة إعمار الدول الخارجة من النزاعات، خصوصا في المنطقة العربية”.
وحول الشراكة الإعلامية بين المدينة الإعلامية القطرية و”بلومبيرغ” يؤكد عقل أنها تمثل نقلة نوعية، ويقول: ” نتحدث عن تعاون مع واحدة من أكبر المؤسسات الإعلامية الاقتصادية في العالم، وهذه الشراكة تعزز من الحضور الإعلامي لدولة قطر وتمنح بعداً اقتصادياً متميزاً لمنظومتها الإعلامية”.
كما يضيف أن تطور المنتدى بهذا الشكل يعود إلى عدة عوامل، في مقدمتها الثقة العالمية في دولة قطر، وقوة الأداء الاقتصادي، مؤكداً أن توقعات صندوق النقد الدولي لنمو الاقتصاد القطري تُعد من الأعلى في المنطقة، حيث يُتوقع أن يرتفع من 2.4% هذا العام إلى نحو 5.6% في العام المقبل.
وأوضح عقل أن التشريعات الاقتصادية الحديثة، وبيئة الأعمال المشجعة، والموقع الجغرافي والسياسي لدولة قطر، ساهمت في تعزيز جاذبيتها للاستثمارات، مشيراً إلى أن “الجميع اليوم يبحث عن فرص للتعاون مع قطر”.
وفي ختام حديثه، يشير عقل إلى أن دولة قطر استطاعت خلال فترة قصيرة أن تبني سمعة قوية وثقة عالمية، وأن المنتدى يجسد هذا الواقع من خلال قدرته على استقطاب كبار المستثمرين وصناع القرار، مضيفا أن “قطر اليوم نموذج في الثقة، والعمل، والشراكة”.