ملف الإعمار.. ورقة نتنياهو للضغط على “حماس” وسكان غزة
![](https://khaleejnas.com/wp-content/uploads/2025/02/bd-anshab-alahtlal-mnha.-alkhlyj-awnlayn-yrsd-aldmar-bmdynt-hmd-780x470.jpg)
يربط نتنياهو أي جهود لإعادة إعمار غزة بتحقيق شروط إسرائيلية جديدة
مع اقتراب انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، برعاية قطر، والولايات المتحدة، ومصر، اتضح جلياً عدم التزام “إسرائيل” بكامل بنود هذه المرحلة، ووجود توجه لدى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لاستخدام إعمار القطاع كورقة ضغط جديدة على السكان، ودفعهم للهجرة.
يربط نتنياهو أي جهود لإعادة إعمار غزة بتحقيق شروط إسرائيلية جديدة، مثل نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، وخروج قادة حركة “حماس” من القطاع، وتفكيك ذراعها العسكري كتائب “القسام”، وإطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين.
يأتي ابتزاز نتنياهو الجديد لسكان قطاع غزة، متزامناً مع المقترحات التي يطرحها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هو تهجير الغزيين، والاستيلاء على القطاع، و”شراؤه” والاستثمار به.
وأظهرت تصريحات نتنياهو الأخيرة، الأحد 9 فبراير الجاري، والتذي قال فيها إن اقتراح ترامب حول بسيطرة الولايات المتحدة على غزة ونقل سكانه، هو “ثوري”، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي “عازم على تنفيذ خطته”.
وأوضح نتنياهو عقب عودته من واشنطن أنه اتفق مع الرئيس الأمريكي على “ضمان ألا يشكل قطاع غزة مجدداً تهديداً لإسرائيل”، مشيراً إلى أن ترامب “خرج برؤية مختلفة تماماً وأفضل بكثير لدولته، في مقاربة ثورية وخلاقة”.
ويبدو أن نتنياهو يسعى لاستخدام ملف إعادة إعمار غزة في تحقيق أهداف سياسية استراتيجية طويلة الأمد، تشمل تقليص الوجود الفلسطيني في القطاع عبر سياسات اقتصادية وإنسانية ضاغطة.
دمار هائل
أحدث العدوان الإسرائيلي على غزة إلى دماراً هائلاً أدى لفقد أكثر من مليون شخص منازلهم وفقاً لبيانات البنك الدولي، وتعرض ما يقرب من 90% من المرافق الصحية إلى دمار كلي أو جزئي، كما دمرت المدارس والبنية التحتية للقطاع الذي تحول إلى أكبر منطقة ركام في العالم.
وكشفت دراسة لمؤسسة “راند” البحثية الأمريكية أن إعادة إعمار قطاع غزة ستكلف أكثر من 80 مليار دولار، وأن إزالة الأنقاض وحدها ستكلف ما يزيد على 700 مليون دولار.
وخلصت الدراسة إلى أن الحرب على غزة خلفت 42 مليون طن من الأنقاض، وهو ما يكفي لملء ما يزيد على 1.3 مليون شاحنة، وإزالتها تستغرق عدة سنوات.
مراحل الاتفاق
يلزم اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى، “إسرائيل” بتسهيل بدء عمليات إعادة تأهيل البنية التحتية في جميع مناطق قطاع غزة، مع إدخال المعدات اللازمة لفرق الدفاع المدني، وإزالة الركام والأنقاض، مع الاستمرار في عملية إعادة التأهيل في جميع مراحل الاتفاق، وهو لم يحدث حتى الآن.
ونص الاتفاق على أنه سيتم السماح بدخول الوسائل اللازمة لإنشاء مراكز لإيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم أثناء الحرب، ويشمل ذلك بناء ما لا يقل عن 60 ألف وحدة سكنية مؤقتة و200 ألف خيمة، وهو أيضاً لم ينفذه الاحتلال.
وفي المرحلة الثانية تبدأ عمليات وضع الخطط اللازمة من أجل إعادة إعمار شامل في قطاع غزة، يشمل المنازل والبنية التحتية المدنية، إضافة إلى تعويض المتضررين تحت إشراف عدد من الدول والمنظمات.
أما في المرحلة الثالثة، فيبدأ تنفيذ ما وضع من خطة لإعادة إعمار قطاع غزة على مدى 3 إلى 5 سنوات، ويشمل ذلك المنازل والمباني المدنية والبنية التحتية الأخرى.
وحول تلكؤ الاحتلال، حذرت قطر عبر رسائل إلى “إسرائيل” من أن أداء حكومتها والتصريحات الاستفزازية لرئيسها نتنياهو، بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، يهدد استمرار الاتفاق.
ونقلت صحيفة “هآرتس”، الإثنين 10 فبراير، عن مصدر إسرائيلي مطلع على تفاصيل الرسائل القطرية قوله إن “القطريين نقلوا رسائل غاضبة، وذكروا مرة تلو الأخرى أن الاتفاق بين (إسرائيل) وحماس هو معهم أيضاً، وأنهم يكفلون الاتفاق، وأن أداء حكومة نتنياهو يشكل خطراً على استمرار تحرير المخطوفين (الأسرى) في المرحلة الأولى”.
ابتزاز متوقع
يرى الكاتب والمحلل السياسي، محمود حلمي، أن استخدام رئيس حكومة الاحتلال، إعادة إعمار قطاع غزة لابتزاز سكانها وحركة “حماس”، كان متوقعاً لأنه يبحث بشكل مستمر عن أوراق جديد ضد الغزيين.
يقول حلمي في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “بعد انتهاء الحرب، وانسحاب جيش الاحتلال من محور نيتساريم، وقرب تسليمه محور فلادليفا أيضاً، وخروجه من كامل قطاع غزة، يكون قد فقد كل أوراق الضغط الميدانية على غزة وحركة حماس”.
وأوضح أن نتنياهو “اختلق الآن ورقة جديدة وهي ملف إعادة إعمار قطاع غزة، واستخدامه لابتزاز قيادة حركة حماس والغزيين لتنفيذ بعض من مخططاتها المعلنة والتي أبرزها تهجير السكان، بالتنسيق مع إدارة ترامب التي لا تترك فرصة إلا وتتحدث عنها”.
يتوقع حلمي أن يستمر نتنياهو بالتلويح بورقة إعمار قطاع غزة خلال المرحلة الحالية ولفترة طويلة، خاصة مع حاجة السكان إلى التدخل العاجل للإغاثة، وتوفير البيوت المتنقلة لهم، وإزالة الركام، وإنهاء معاناتهم المستمرة جراء الحرب.
كارثة إنسانية
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة حذر من كارثة إنسانية تواجه مليوني نازح فلسطيني في مناطق مختلفة بالقطاع مع حلول فصل الشتاء، مبيناً أن إغلاق “إسرائيل” للمعابر منع إدخال قرابة ربع مليون خيمة وكرفان.
وأظهرت أرقام المكتب الحكومي التي وصلت “الخليج أونلاين” في تصريح مكتوب، أن 74% من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام وإن 100 ألف خيمة من أصل 135 ألفاً بحاجة إلى تغير فوري وعاجل نتيجة اهترائها.