الاخبار

مستشفيات شمال غزة أمام خطر تكرار مصير “الشفاء”.. ماذا يحدث؟

جرحى العناية المركزة يحتاجون إلى البقاء على جهاز التنفس الصناعي وتحريكهم من مكانهم يعني استشهادهم على الفور.

تواجه مستشفيات شمال قطاع غزة الذي يتعرض لأعنف هجوم من جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر 2023، مخاطر التعرض لنفس مصير مجمع الشفاء الطبي.

ووجه جيش الاحتلال تهديداً إلى المستشفيات الثلاث التي لا تزال تعمل بشمال قطاع غزة، وهي “كمال عدوان” و”الإندونيسي” و”العودة”، مطالباً الطواقم الطبية بالإخلاء والخروج مع الجرحى.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أن جيش الاحتلال هدد المستشفيات الثلاثة بـ”التدمير والقتل والاعتقال” لو لم يتم الإخلاء، على غرار ما حدث بمستشفى الشفاء بمدينة غزة.

وأشارت إلى أن الجيش يحاصر مستشفى “كمال عدوان، ويطلق النار على مكتب إدارتها”، محذرة من توقف مستشفى “كمال عدوان” المحاصرة عن العمل خلال ساعات بسبب نفاد الوقود.

وطالبت وزارة الصحة بـ”ضرورة توفير الحماية الجادة للمؤسسات الصحية وكوادرها العاملة، خاصة في شمال القطاع”.

مخاوف الاقتحام

ويتخوف الأطباء داخل تلك المستشفيات من اقتحام جيش الاحتلال لها وتدميرها وقتل الجرحى والمرضى واعتقال الطواقم الطبية، وتخريب الأقسام والغرف الصحية، وإشعال النار بها كما حدث في مستشفى الشفاء سابقاً.

مدير مستشفى كمال عدوان، الطبيب حسام أبو صفية، حذر من خطورة أن يكون مصير المستشفى كما حدث بمجمع الشفاء، وتأثير ذلك على حياة المرضى.

ويقول أبو صفية لـ”الخليج أونلاين”: “جيش الاحتلال يهددنا بشكل صريح، ويمهلنا 24 ساعة لإفراغ المستشفى بالكامل من المرضى والطواقم الطبية وكل المتواجدين فيه، وهذا إجراء خطير ومخيف ويهدد بانهيار المنظومة الصحية في شمال القطاع”.

وأوضح أبو صفية أنه في حالة عدم تنفيذ ما طلبه جيش الاحتلال “سيكون مصير المستشفى كمصير مستشفى الشفاء”، مبيناً أن حالات الجرحى خطيرة جداً ويوجد تهديد على حياتهم في حالة نقلهم لمكان آخر.

ويشير إلى أن جرحى العناية المركزة يحتاجون إلى البقاء على جهاز التنفس الصناعي وتحريكهم من مكانهم يعني استشهادهم على الفور.

وأمام التهديدات الإسرائيلية للمستشفيات بشمال القطاع، طالب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة المنظمات الدولية بحماية مستشفيات كمال عدوان والإندونيسي والعودة في من عدوان الاحتلال.

وأكد المكتب في بيان له، على رفض تهديدات الاحتلال للمستشفيات بالإخلاء، محذراً من تكرار سيناريو تدمير مجمع الشفاء الطبي.

وبين أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم بإرجاع السولار القادم إلى مستشفيات محافظتي غزة وشمالها للمرة الخامسة على التوالي، “وهذا يعني أن جميع مستشفيات ومرافق وزارة الصحة مهددة بالتوقف خلال أقل من 24 ساعة، وأن ما يتوفر من الوقود لا يكفي لأكثر من 24 ساعة، وبعض المرافق رصيدها صفر”.

ماذا حدث بالشفاء؟

اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي في نوفمبر 2023 أول مرة، بعد أسبوع من الحصار، ودمرت ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعداته الطبية ومولد الكهرباء.

وعاد جيش الاحتلال واقتحم المجمع مرة ثانية في مارس الماضي، مخلفاً دماراً واسعاً فيه، وارتكب مجازر بحق المدنيين والمرضى والطواقم الطبية، واعتقل عدداً منهم.

وكانت التقديرات الأولية للمرصد الأورومتوسطي ذكرت أن أكثر من 1500 شخص وقعوا ما بين شهيد وجريح ومفقود، نصفهم من النساء والأطفال، ولم تسلم جثث الشهداء من التمثيل والحرق والدعس تحت عجلات العربات وبأسنان الجرافات داخل مجمع الشفاء.

وأوضح الأورومتوسطي في بيان له أن من بين ضحايا المذبحة أكثر من 22 مريضاً على الأقل قتلوا على أسرة المستشفيات بفعل الحصار الإسرائيلي للمجمع وتعمد حرمانهم من الرعاية الطبية والغذاء والطعام، لافتاً إلى أن الجيش تعمد طوال فترة عملياته العسكرية عرقلة وصول الفرق الإغاثية وممثلي المنظمات الدولية إلى المجمع.

وشدد على أن هذه الجريمة التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد مجمع الشفاء الطبي، “تأتي في مقدمة الخطة المنهجية والمنظمة والواسعة النطاق التي تنفذها إسرائيل ضد القطاع الصحي في قطاع غزة لإخراجه عن الخدمة بالتدمير والحصار، وإيصاله إلى نقطة اللاعودة، وحرمان الفلسطينيين من فرص النجاة والحياة والاستشفاء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى