مترو الرياض.. مشروع عملاق سيغير وجه العاصمة السعودية
ما أهمية مشروع مترو الرياض؟
المساهمة في تخفيف مشكلة الزحام.
تحويل الرياض إلى مركز تجاري منافس إقليمياً.
المساهمة في تحقيق جودة الحياة في أوساط سكان المدينة.
المساهمة في تنفيذ أهداف رؤية المملكة 2030.
أيام قليلة وتشهد العاصمة السعودية افتتاح أحد أكبر وأهم مشاريع قطاع النقل في تاريخ البلاد، “مترو الرياض”، المشروع الذي سيساهم في ترسيخ مكانة المدينة كمركز اقتصادي رائد في المنطقة.
ومع بداية العام المقبل 2025، سيدخل مشروع مترو الرياض الخدمة بشكل كامل، ليصبح بذلك أطول مترو كهربائي “بدون سائق” في العالم، بطول 176 كيلومتر، وبـ6 مسارات، و85 محطة.
ومن شأن هذا المشروع أن يعزز مكانة الرياض ويحقق أهداف رؤية 2030 السعودية، ويعالج بشكل مباشر أزمة الازدحام المروري، فضلاً عن دعم استراتيجية الحياد الصفري، من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، عبر استخدام مصادر طاقة بديلة، وتخفيف الاعتماد على المركبات.
مرحلة أولى
يوم الأربعاء (27 نوفمبر) الرياض على موعد مع افتتاح المرحلة الأولى من المترو، والذي سيتضمن 3 مسارات في المرحلة الأولى، على أن يتم افتتاح المرحلة الثانية منتصف ديسمبر المقبل، ليتكمل المشروع بكامل مراحله مطلع العام المقبل 2025.
المسارات الأولى التي سيتم افتتاحها بالطاقة الكاملة حالياً، المسار الأول من العروبة إلى البطحاء، والمسار الثاني مطار الملك خالد، والثالث تقاطع عبدالرحمن بن عوف، والشيخ حسن بن حسين، على أن يتم افتتاح المسارات الأخرى لطرق الملك عبدالله والمدينة المنورة والملك عبدالعزيز منتصف ديسمبر المقبل.
بالنظر إلى حجمه وامتداده وطاقته الاستيعابية، يتضح أن مشروع المترو سيسهم بشكل كبير في تخفيف حدة الازدحام المروري في العاصمة السعودية، فضلاً عن الكثير من الفوائد الاقتصادية والسياحية والصحية.
التدشين يأتي بعد أكثر من عقد على إقرار المشروع، وتحديداً في أبريل 2012، حينما أقر مجلس الوزراء السعودي آنذاك تنفيذ مشروع النقل العام، ثم أرسيت العقود لإنشائه في 2013، على 3 ائتلافات عالمية بقيمة بلغت قرابة 22.5 مليار دولار.
ومن المتوقع أن يُعلن خلال اليومين القادمين، أسعار التذاكر والباقات المخفضة لركاب المترو، بعد أن وجهت الجهات المسؤولة الشركة المشغلة لمترو الرياض، على تقديم أسعار تنافسية لجذب أكبر قدر من الركاب.
ويهدف القائمون على قطاع النقل في المملكة، أن ينجح هذا المشروع في خفض الازدحام بنسبة تتراوح بين 20% إلى 30%، كهدف استراتيجي رئيسي، خلال الفترة المقبلة.
الفوائد المرجوة
من شأن مشروع المترو، أن يحقق الكثير من الفوائد لعاصمة السعودية، إذ يطمح القائمون عليه، أن يساهم في تحويل المدينة إلى مركز تجاري ينافس مدن إقليمية نجحت في التحول إلى مناطق جذب استثماري وسياحي عالمي، على سبيل المثال دبي.
كما سيسهم المشروع في تخفيف حدة الازدحام في الرياض، التي احتلت المرتبة الثانية كأكثر المدن العربية ازدحاماً، في عام 2023، بعد العاصمة المصرية القاهرة.
وسيوفر المترو بديلاً مناسباً لوسائل النقل، بدلاً عن المركبات التي ملأت شوارع المدينة، وتساهم بنسبة كبيرة في الانبعاثات الكربونية، واستهلاك قدر كبير من الوقود؛ لأن المشروع يستخدم آلاف الخلايا الشمسية بمحطاته ومستودعاته، ما يعني أنه سيساعد على توفير قرابة 20%، من استهلاك الطاقة في التركيبات الكهربائية الرئيسية، بحسب صحيفة “الاقتصادية” السعودية.
وفي تقرير نشرته صحيفة “سبق” مطلع أكتوبر الماضي، فإن قرابة 90% من سكان الرياض يستخدمون السيارات الخاصة أو سيارات الأجرة للتنقل، وهذا يؤدي إلى آثار سلبية مثل تلوث الهواء وازدحام الطرق، والتوتر وقضايا الأمان الشخصي.
وأوضحت أن مشروع مترو الرياض، سيسهم في تخفيف “العزلة الاجتماعية”، من خلال تسهيل الوصول إلى الأنشطة الاجتماعية، وبالتالي تحسين جودة الحياة، مع العلم أن عدد سكان الرياض بلغ قرابة 8 ملايين نسمة.
وأشارت الصحيفة في تقريرها، إلى أن المترو سيحقق فوائد اقتصادية تتجاوز التحليلات التقليدية للتكلفة والفائدة، من خلال تعزيز الإنتاجية، وزيادة جاذبية المناطق التجارية، وبالتالي دعم النمو الاقتصادي.
وقالت إن المشروع سيجذب استثمارات من شركات كبرى دولية ووطنية؛ ما يعزز من مكانة الرياض كمركز تجاري إقليمي، كما أنه سيمثل ركيزة أساسية لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، من خلال المساهمة في بناء اقتصاد متنوع ومستدام.
تقنيات فريدة
يعتمد مشروع مترو الرياض على الطاقة النظيفة وخيارات النقل الصديقة للبيئة، كما سيستخدم قطارات ومحطات موفرة للطاقة، فضلاً عن تقنيات مثل الكبح المتجدد لتقليل استهلاك الطاقة وتجهيز بعض المحطات بآلاف الألواح الشمسية، إضافة إلى الحصول على الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.
ويقوم أيضاً على نظام تشغيل أوتوماتيكي، مع وجود غرفة تحكم مركزية، ويتوفر فيه عربات من فئة خاصة بالعائلات، وفيها خدمات الاتصال ونقل وتبادل المعلومات للركاب.
كما تم تصميم المحطات وفق نمط معماري موحد يمثل هوية مشروع النقل العام بمدينة الرياض، وجميع المحطات مكيفة وتشمل على وسائل الراحة والسلامة للركاب، والاتصال بالإنترنت.
ويمتلك المشروع متطلبات الأمن والسلامة للركاب والمنشئات، من خلال تزويد مرافق المشروع بأنظمة متطورة للمراقبة تتضمن كاميرات مراقبة، وأنظمة إنذار مبكر، وأنظمة إطفاء للحرائق، وأنظمة السلامة في الأنفاق، ونظام اتصالات سريعة وسلسة.
ويتوفر في المترو، 5 مراكز متطورة للتحكم والتشغيل لإدارة حركة القطارات والتحكم بها، ومراقبة جميع القطارات والمحطات والمسارات ومرافق المشروع المختلفة.
وفيما يتعلق بالتغذية الكهربائية، يحتاج مترو الرياض 468 ميجا فولت أمبير، ولهذا تم اعتماد مصدرين، الأول 12 محطة رئيسية في المدينة منها أربع محطات تحويل رئيسية، خاصة بالمشروع، وكذا توسعة 8 محطات قائمة، فضلاً عن ربط تلك المحطات بالشبكة عن طريق تمديد كابلات أرضية بطول يصل 84 كيلومتر.
حجم المشروع
من المتوقع أن يسهم مترو الرياض في تسهيل حركة المرور وربط المناطق المتفرقة بالعاصمة من خلال 6 مسارات للقطارات، و84 محطة قطار، و80 مساراً للحافلات، و2,860 محطة حافلات، و842 حافلة، بحسب صحيفة “الاقتصادية”.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية التي ستوفرها شبكة النقل بالقطارات والناقلات قرابة 1.7 مليون راكب يومياً خلال مرحلة التشغيل الأولية، وفقاً للصحيفة، وقد تم تطويره لربط المواقع والوجهات الرئيسة بالعاصمة، مثل مقار الوزارات والجامعات والمستشفيات والمجمعات التجارية ومراكز النقل والمرافق الحكومية.
ويغطي المشروع “معظم المناطق ذات الكثافة السكانية والمنشآت الحكومية والأنشطة التجارية والتعليمية والصحية، وترتبط بمطار الملك خالد الدولي ومركز الملك عبد الله المالي والجامعات الكبرى ووسط المدينة ومركز النقل العام”.
مسارات المشروع
يتكون المشروع من 6 مسارات، هي كما يلي:
- المسار الأول: العليا، والبطحاء والحاير بطول 38 كيلومتر.
- المسار الثاني: طريق الملك عبدالله بطول 25.3 كيلومتر.
- المسار الثالث: محور طريق المدينة المنورة، طريق الأمير سعد بن عبدالرحمن الأول بطول 40.7 كيلومتر.
- المسار الرابع: محور طريق مطار الملك خالد الدولي بطول 29.6 كيلومتر.
- المسار الخامس: محور طريق الملك عبدالعزيز بطول 12.9 كيلومتر.
- المسار السادس: محور طريق عبدالرحمن بن عوف، وطريق الشيخ حسن بن حسين بطول 30 كيلومتر.