الاخبار

ما وراء التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب في غزة؟

صحيفة “هارتس”: تم بالفعل إبلاغ بعض جنود الاحتياط بضرورة المشاركة في القتال داخل القطاع.

في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، تتزايد المؤشرات على نية جيش الاحتلال توسيع هجومه البري، خاصة في جنوب القطاع.

هذا التوسع المحتمل يحمل في طياته سيناريوهات متعددة قد تزيد من معاناة السكان الذين يعانون بالفعل من ظروف إنسانية صعبة، بما في ذلك نقص الغذاء والمياه والخدمات الأساسية.

أبرز المؤشرات الإسرائيلية حول نية توسيع العملية البرية جاءت من تصريحات وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي أكد على نية الاحتلال توسيع عملياته البرية بهدف استعادة الرهائن.

كما ألمح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال أزمير، إلى إمكانية توسيع العمليات البرية في غزة، مشدداً على استمرار العمل في مناطق أخرى بعد تفكيك المنظومة العسكرية في شمال القطاع.

استراتيجية التصعيد

هذه التصريحات تعكس استراتيجية الاحتلال في تصعيد العمليات العسكرية، دون اعتبار للتداعيات الإنسانية الكارثية.

فالسيناريوهات المتوقعة لتوسيع العملية البرية تشير إلى خطط الجيش الإسرائيلي لاستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، وفقاً لما نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية (الأربعاء 30 أبريل)، وذلك في إطار توسيع حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.

ونقلت “هآرتس” عن مسؤولين عسكريين لم تسمهم، أن الجيش الإسرائيلي يعتزم إصدار أوامر تجنيد لعشرات الآلاف من جنود الاحتياط تحسبًا لتوسع متوقع في القتال بقطاع غزة.

وأضافت الصحيفة أن “بعض جنود الاحتياط سيتم نشرهم في عمليات في لبنان وسوريا، بينما سيتمركز آخرون في الضفة الغربية” مشيرة إلى أن “هؤلاء الجنود سيحلون محل وحدات المجندين الإلزامية التي سيتم نقلها جنوباً، استعداداً للعمليات في غزة”.

كما أوضحت أنه تم بالفعل إبلاغ بعض جنود الاحتياط بضرورة المشاركة في القتال داخل القطاع.

لكن مع ذلك، أعلن العديد من الضباط والجنود نيتهم عدم الانضمام إلى الجولة القادمة من القتال بسبب حالة الإرهاق التي يعانون منها، مما يعكس التحديات الداخلية التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في إدارة هذه العمليات.

معارك وضغط

يؤكد الكاتب والمحلل السياسي محمود حلمي أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل التصريح بأن هدف عملياته في غزة يتمثل في “تأمين إطلاق سراح الرهائن والضغط على حماس للعودة إلى المفاوضات”.

وأوضح في تصريح لـ”الخليج أونلاين” أن “السيناريوهات المحتملة لتوسيع العملية البرية تحمل تداعيات إنسانية خطيرة، بما في ذلك إجبار السكان على النزوح إلى مناطق أخرى مثل منطقة المواصي غرب خان يونس”.

كما أشار إلى أن “هذه المناطق تعاني بالفعل من اكتظاظ سكاني شديد وصعوبة في توفير الاحتياجات الأساسية، مما يجعل النزوح إليها كارثة إنسانية محتملة”.

وفي حالة توسيع الهجوم البري، يوضح حلمي أن “السكان سيواجهون دماراً واسعاً في المناطق المستهدفة، مما يزيد من معاناتهم ويعمق الأزمة الإنسانية في القطاع”.

كما يشير إلى أن “جيش الاحتلال لديه أزمة حقيقة حول عدد الجنود وتخلف الاحتياط عن الالتحاق في الجيش، وكذلك فئة الحريديم ما يجعل توسع العملية البرية شيء مكلف لدى قيادة الاحتلال”.

ويوضح أيضاً أن “الاحتلال دمر قطاع غزة ولن يفيد توسيع هجومه البري، في تحقيق اي أهداف عسكرية على الأرض”.

كما لفت إلى أن القيادة السياسية الإسرائيلية “لا يوجد أي خيارات أمامها لتحقيق أهداف الحرب المعلنة، لذلك تعمل على كسب الوقت داخل قطاع غزة من خلال تنفيذ مناورات عسكرية هنا وهناك، خاصة في ظل غياب أي أفق لحل سياسي”.

ويشير أيضاً إلى أن “أي توسيع للعملية البرية داخل قطاع غزة سيكلف جيش الاحتلال من الخسائر البشرية بين جنوده، وهو ما يزيد الضغط الشعبي على حكومة بنيامين نتنياهو”.

وسبق كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية (الثلاثاء 29 أبريل) عن حصيلة جديدة توثق الخسائر البشرية التي تكبدها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة، مشيرة إلى أرقام صادمة وغير مسبوقة منذ عقود.

وبحسب التقرير، تصدّر لواء جولاني قائمة أكثر الألوية تضررا، حيث خسر 109 من جنوده وضباطه، منهم 70 قتلوا خلال هجوم “طوفان الأقصى” في الـ 7 أكتوبر 2023، بينما سقط الباقون خلال المعارك البرية داخل قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى