ما مصير مسار المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة؟
![](https://khaleejnas.com/wp-content/uploads/2025/02/1089496757_0_0_1920_1080_1920x0_80_0_0_af43cfbd47b09bed9ab47e9e35081d11-780x470.jpg)
تتضمن المرحلة الثانية قضايا حساسة مثل تحرير قادة المقاومة الفلسطينية من سجون الاحتلال
منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال الإسرائيلي حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، تتجه الأنظار نحو مدى صموده وإمكانية الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.
الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية، مصرية، وأمريكية، يهدف إلى تهدئة الأوضاع في غزة والبدء بمفاوضات بشأن قضايا إنسانية وأمنية، وصولاً لإنهاء الحرب بشكل كامل، وبدء الإعمار، غير أن العراقيل التي يضعها الاحتلال تثير التساؤلات حول جدية تطبيقه.
وفقاً للاتفاق، كان من المفترض أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية في موعد أقصاه اليوم السادس عشر من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، هو يوم الاثنين 3 فبراير الجاري، على أن تنجز قبل نهاية الأسبوع الخامس من المرحلة الأولى، غير أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أرجأ المفاوضات إلى ما بعد لقائه بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مما يشير إلى احتمالية خلط الأوراق السياسية قبل الدخول في محادثات جديدة.
وتتضمن المرحلة الثانية قضايا حساسة، مثل تحرير قادة المقاومة الفلسطينية من سجون الاحتلال، وإدخال مساعدات إنسانية أوسع، وبدء إعادة الإعمار، غير أن الاحتلال يصر على ربط هذه الملفات بقضايا أمنية واستراتيجية، ما يزيد من تعقيد المشهد ويهدد بعرقلة أي تقدم.
متى ستبدأ؟
وتأتي هذه الاتهامات وسط تأخير مستمر في دخول المساعدات الإنسانية وإعادة بناء المستشفيات والطرق وآبار المياه، ما يزيد من معاناة السكان في القطاع.
دولة قطر أبرز الدول الراعية للاتفاق، وعبر رئيس وزرائها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، شدد على أهمية التزام كل الأطراف بتنفيذ جميع بنود اتفاق الهدنة والانخراط الفوري في مفاوضات المرحلة الثانية.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن خلال مؤتمر صحفي له، الأحد 2 فبراير الجاري، “يجب انخراط الطرفين بنية حسنة وألا يكون هناك مساومات، وعلى الشركاء الدوليين الضغط لإنجاح المفاوضات بشأن غزة والتأكد من عدم عرقلتها”.
وأوضح، أنه لا توجد خطة واضحة بشأن موعد بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
بعد تصريحات الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كشف المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، الأربعاء 5 فبراير، عن أن الوسطاء يُحضرون للمرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وعبر الأنصاري، في تصريحات لقناة “فوكس نيوز” الأمريكية، عن أمله بأن تؤدي المرحلة الثانية لإعادة البناء والسلام المستدام بالمنطقة، مؤكداً أن محادثات تلك المرحلة قد تبدأ في أي يوم.
مماطلة إسرائيلية
الولايات المتحدة تلعب أيضاً دوراً رئيسياً في دعم استمرارية الاتفاق، حيث أكد مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن إدارة ترامب ملتزمة بمساعدة العائلات الإسرائيلية وضمان استعادة الأسرى الإسرائيليين.
الموقف الأمريكي لم يكن حاسماً في الضغط على “إسرائيل” لتنفيذ المرحلة الثانية، مما يزيد من احتمالية تراجع تنفيذ البنود المتفق عليها، خاصة مع تصريحات الرئيس الأمريكي أنه “لا ضمانات لصمود الاتفاق”، وهي تصريحات متضاربة تعكس حالة الترقب وعدم اليقين التي تحيط بمصير الاتفاق، خاصة مع استمرار العراقيل والمماطلة الإسرائيلية.
الناطق باسم “حماس” عبد اللطيف القانوع من جانبه، أكد أن الاحتلال يماطل في تنفيذ البروتوكول الإنساني المتفق عليه، وهو ما يعطل عملية الإغاثة وإعادة الإعمار في غزة.
كما أعلنت “حماس” يوم 4 فبراير 2025، بدء الاتصالات والمفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدة أن الحركة الفلسطينية معنية ومهتمة في المرحلة الحالية بـ”الإيواء والإغاثة والإعمار للشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
مستقبل الاتفاق
المختص في الشأن الإسرائيلي، أحمد موسى، يرى أن مستقبل الاتفاق بين حركة “حماس”، و”إسرائيل” متوقف على التزام الأطراف ببنوده وعدم محاولة الاحتلال استغلاله لتحقيق مكاسب سياسية.
يقول موسى في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “هناك مراوغات إسرائيلية واضحة حول الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق، مع تردد أمريكي، حول الضغط على نتنياهو من لإجباره إكمال الاتفاق، وتنفيذ البنود الإنسانية كأولوية، في حين يحاول الاحتلال فرض شروط جديدة قد تعرقل استمرار الاتفاق”.
يوضح موسى أن “التطورات الميدانية والسياسية ستحدد مدى النجاح في الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، أو العودة من جديد إلى الحرب والقتل، وارتكاب الاحتلال للمجازر”.
كما يشير إلى أن “الجهة الوحيدة التي ستجبر نتنياهو الانتقال للمرحلة الثانية وتنفيذ استحقاقات المرحلة الأولى، هو الرئيس الأمريكي، عبر الأوراق الذي يمتلكها، وقوة بلاده وتأثيرها على رئيس حكومة الاحتلال”.
ويتوقع المختص في الشأن الإسرائيلي، أن يتم الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق ولكن ليس وفقاً لأجندة التي وضعها الوسطاء، نتيجة عدم تنفيذ “إسرائيل” التزاماتها في المرحلة الأولى، وزيادة ضغط اليمين المتطرف في “إسرائيل” على نتنياهو.
تردد إسرائيلي
في “إسرائيل” ظهر تردد كبير حول نية نتنياهو الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، حسب ما ذكرته وسائل إعلام عبرية.
صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أكدت أن نتنياهو لن يلتزم بتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، دون ما أسمته “القضاء على حركة حماس”.
ونقلت الصحيفة عن عضو بالوفد المرافق لنتنياهو الذي يزور حالياً واشنطن قوله: “هدف القمة التي يعقدها نتنياهو مع الرئيس ترامب في واشنطن هو تأمين الدعم الأمريكي الكامل لمواصلة القضاء على حماس”.
وقال المصدر إن “إسرائيل” رفضت التزامها بالمرحلة الثانية من اتفاق الأسرى ووقف إطلاق النار مع “حماس”، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، ومعبر فيلادلفيا، دون تحقيق هدف “القضاء على الحركة”.
كذلك، أفاد موقع “تايمز أوف إسرائيل”، بأن مصير المرحلة الثانية من الصفقة على المحك، خاصة مع تأجيل نتنياهو إرسال فريق تفاوضي إلى قطر حتى عودته من الولايات المتحدة مع تقارير تتزايد عن أنه يفكر بجدية في إمكانية استئناف الحرب”.