الاخبار

ما خيارات “حماس” إذا رفضت “إسرائيل” ردها على مقترح ويتكوف؟

تعد اللحظات القادمة حاسمة في مصير الاتفاق، خاصة بعد إعلان حركة “حماس” تسليم ردها بشكل رسمي للمبعوث الأمريكي

بعد وقت قصير من تسليم حركة “حماس” الفلسطينية ردها على مقترح مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ووضعها بعض الملاحظات عليه، يتوقع أن ترفضه “إسرائيل”، الأمر الذي يطرح سلسلة تساؤلات حول مصير الحرب على القطاع.

وتعد اللحظات القادمة حاسمة في مصير الاتفاق، خاصة بعد إعلان “حماس” استعدادها إطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين والجثث.

وينص المقترح الأمريكي على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، يضمن خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التزام “إسرائيل” بوقف الحرب في القطاع.

رد “حماس”

حركة “حماس” أكدت أن ردها جاء بعد إجراء جولة من المشاورات الوطنية، وانطلاقاً من مسؤوليتها العالية تجاه شعبها ومعاناته المستمرة.

كما شددت في بيانها (السبت 31 مايو)، أن الرد يهدف إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب شامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستمر إلى أهل القطاع.

وأوضحت أن مقترح الاتفاق يتضمن إطلاق سراح عشرة من أسرى الاحتلال الأحياء لدى المقاومة، إضافة إلى تسليم جثامين ثمانية عشر آخرين، وذلك مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين يتم التوافق عليه ضمن مراحل تنفيذ الاتفاق.

كما أضافت أنه في إطار هذا الاتفاق، “سيتم إطلاق سراح 10 من أسرى الاحتلال الأحياء لدى المقاومة، إضافة إلى تسليم 18 جثماناً، مقابل عدد يُتّفق عليه من الأسرى الفلسطينيين”.

من جانبه، أكد ويتكوف تلقيه رد حركة “حماس” على مقترح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، لافتاً إلى أن الرد “غير مقبول بتاتاً”.

وأضاف في تصريحات صحفية: “هذه الطريقة الوحيدة لإبرام اتفاق وقف إطلاق نار 60 يوماً يعود بموجبه نصف الأسرى الأحياء ونصف الأموات”.

كما شدد على أنه “يجب على حماس قبول مقترح الإطار الذي طرحناه كأساس لمحادثات التقارب والتي يمكن بدؤها فوراً الأسبوع المقبل”.

تحريض إسرائيلي

جاء أول رد من قبل “إسرائيل” على بيان “حماس” من خلال إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي اعتبر أن بيان الحركة لا يوضح بشكل قاطع ما إذا كانت قد وافقت بالكامل على مقترح ويتكوف أم لا أو أنها أرفقته بتحفظات.

وقالت الإذاعة: “البيان جاء بصيغة غامضة نسبياً، دون الكشف عن الشروط التي تضعها حماس مقابل تسليم 10 أسرى أحياء و18 جثماناً”.

كذلك، زعم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، أن حركة “حماس” رفضت خطة ويتكوف لوقف إطلاق النار، ودعا حكومته إلى تكثيف الحرب في غزة “بكل قوة”.

ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين كبار أن رد حماس “سلبي”، كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن “حماس رفضت عملياً مقترح ويتكوف”.

كما قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، إن “الحركة رفضت خطة المبعوث الأمريكي وصاغت مقترحاً جديداً”.

بدورها نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن “رد حماس أغلق الباب أمام الاتفاق”.

كما ذكرت الصحيفة أيضاً أن “حماس” طالبت في ردها بوقف للنار يدوم 7 سنوات وبإلغاء نموذج المساعدات الجديد، وبانسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق توغله منذ شهر مارس الماضي.

السيناريوهات المتوقعة

الكاتب والمحلل السياسي مخائيل عوض أكد أن “حركة “حماس وسكان قطاع غزة لا يملكون إلا خيار الثبات والصمود، وتقديم التضحيات نيابة عن الأمة بأسرها، ومواجهة حرب الإبادة التي تشارك فيها إسرائيل بدعم مباشر من الولايات المتحدة والعالم الأنجلوسكسوني المتوحش والظالم” على حد قوله.

وقال عوض في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “لغزة أبطالًا قادرين على صناعة المعجزات، يخوضون المواجهة ببسالة، ويلحقون خسائر فادحة بجيش الاحتلال الإسرائيلي ووحداته القتالية، رغم فارق الإمكانات”.

وأضاف أن “هؤلاء الأبطال، ومعهم الشعب الصامد في غزة، قد حولوا القطاع إلى أحد أهم المحركات للرأي العام العالمي، حيث باتت بطولات غزة وثباتها تُحدث تغييراً في التوجهات السياسية، سواء في الولايات المتحدة أو داخل الاتحاد الأوروبي”.

كما أوضح عوض أن “هذه التحولات تشكل ضغطاً متزايداً على الإدارات الأوروبية، مما قد يدفعها لاتخاذ إجراءات أكثر جدية، سواء بفرض عقوبات على قادة الاحتلال، أو بوقف التعاون الاقتصادي، وربما لاحقاً اتخاذ مواقف سياسية ودبلوماسية أكثر حسماً”، مشيراً إلى أن “هذه هي وسيلة غزة لانتزاع حقوقها، ولإعادة فرض قضية الشعب الفلسطيني على طاولة العالم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى