الاخبار

ما خيارات “حماس” إذا تراجعت “إسرائيل” عن المرحلة الثانية من وقف الحرب؟

يعد التصعيد العسكري والتوقف عن تسليم الأسرى، أحد الخيارات المطروحة أمام “حماس”.

مع اقتراب دخول موعد الانتقال إلى مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لم تقدم “إسرائيل” الحد الأدنى من المطلوب منها من استحقاقات المرحلة الأولى، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ البروتكول الإنساني، وإدخال الاحتياجات الإغاثية العاجلة للقطاع.

,أمام استمرار تراجع الاحتلال، يبرز تساؤل مهم حول الخيارات المتاحة لحركة “حماس” في حال تراجعت “إسرائيل” عن تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وتزداد أهمية هذا التساؤل مع تعثر المفاوضات واستمرار ضغوط الوسطاء قطر والولايات المتحدة، ومصر لإيجاد حل مستدام للأزمة.

ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، نفذت “إسرائيل” الكثير من الخروقات، أبرزها الاستمرار بقتل المدنيين، وتأخير عودة النازحين لشمال غزة، وإعاقة دخول متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة ووقود وآليات رفع الأنقاض لانتشال الجثث، وتأخير دخول الأدوية ومتطلبات لترميم المستشفيات والقطاع الصحي.

خيارات “حماس”

يعد التصعيد العسكري والتوقف عن تسليم الأسرى أحد الخيارات المطروحة أمام “حماس”، خاصة في حال تأكدها من أن الاحتلال غير جاد في تنفيذ تعهداته، وقد تلجأ إلى استئناف عملياتها العسكرية سواء عبر إطلاق الصواريخ أو تنفيذ عمليات نوعية داخل الأراضي المحتلة.

وسيكون لهذا الخيار تداعيات كبيرة حيث قد يؤدي إلى جولة جديدة من الحرب، وارتكاب جيش الاحتلال مزيد من المجازر بحق المدنيين، واستخدام الجوع كسلاح وهو ما قد يؤثر على التوازنات الإقليمية ويضع ضغوطاً جديدة على الأطراف الدولية للتدخل.

من الخيارات التي قد تلجأ إليها حركة “حماس” بخلاف التصعيد العسكري، هو تعزيز جهودها الدبلوماسية عبر التواصل مع الوسطاء، لحث الاحتلال على الالتزام بما تم الاتفاق عليه والانتقال بسلاسة للمرحلة الثانية.

ويبقى خيار “حماس” في مواجهة أي تراجع إسرائيلي مرهوناً بمدى قدرتها على تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية دون خسارة الدعم الشعبي أو الدخول في مواجهة غير محسوبة العواقب، كما يبقى المشهد مفتوحاً على جميع السيناريوهات، حيث يعتمد القرار النهائي على التطورات الميدانية والسياسية في الأيام القادمة.

الانتقال للمرحلة الثانية

وبموجب شروط اتفاق وقف إطلاق النار، يجب أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق في موعد لا يتجاوز اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى، وهو لم يحدث في هذا الموعد بشكل دقيق، ولكن بحسب القناة “12” العبرية، بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط غابرييل ويتكوف، ومسؤولين مصريين المرحلة الثانية من المحادثات.

ونقلت القناة (الجمعة 14 فبراير الجاري) عن مسؤولين – لم تسمهم – قولهم إن “المحادثات تهدف إلى توسيع نطاق الصفقة، إضافة إلى إمكانية تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق عبر إضافة دفعات جديدة من الأسرى المفرج عنهم، لضمان إطلاق سراح مزيد من المحتجزين الإسرائيليين الأحياء”.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة حسن نافعة، يوضح أن اتفاق وقف إطلاق النار كان من أبرز شروطه، دخول حركة “حماس”، و”إسرائيل” في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى أي الثلاثاء 2 فبراير الجاري، مفاوضات غير مباشرة للمرحلة الثانية، ولكن لم يلتزم الاحتلال ولم يرسل وفده إلى قطر إلا يوم 9 فبراير لكن لم يزود بالصلاحيات.

ويقول نافعة في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو شعر بنوع من الانتعاش بعد عودته من زيارة البيت الأبيض ولقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي طرح خيارات تهجير الفلسطينيين”.

كما يلفت نافعة إلى أنه يتعين على حركة “حماس”، التحسب لكل الاحتمالات، بما في ذلك احتمال إقدام “إسرائيل” على استئناف الحرب في نهاية المرحلة الأولى، والتي تنتهي في بداية مارس القادم، لذا فمن الطبيعي أن تطرح تساؤلات كثيرة حول الخيارات التي باتت متاحة أمامها في مفاوضات المرحلة الثانية.

ويضيف: “تبدو حماس في الواقع في موقف تفاوضي أفضل مما هي عليه إسرائيل، لأن النتائج المترتبة على تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصًا في حال الالتزام التام بكل متطلباتها، تصب في النهاية لصالح الطرف الفلسطيني وليس لصالح الطرف الإسرائيلي”.

ويشير إلى أنه بوسع “حماس” الاشتراط على “إسرائيل” الوفاء بجميع الالتزامات الواقعة على عاتقها بموجب المرحلة الأولى، خاصة ما يتعلق منها بالبروتوكول الإنساني الذي يقضي بدخول ما لا يقل عن 600 شاحنة من المساعدات يومياً، منها 300 إلى شمال القطاع، بالإضافة إلى 60 ألف كارافان و200 ألف خيمة، وكذلك دخول معدات للدفاع المدني ولصيانة البنية التحتية، وذلك قبل الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.

ويقول في هذا الصدد أيضاً: “يمكن للحركة الفلسطينية التمسك باشتراط ضمان مجلس الأمن الدولي وقفاً دائماً لإطلاق النار قبل الشروع في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في هذه المرحلة، خاصة أنه ليس لديها ما تخسره بعد الدمار الهائل الذي أصاب قطاع غزة، وبعد التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الفلسطيني إبان صموده الأسطوري أمام آلة الحرب الإسرائيلية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى