الاخبار

ما أهداف إيطاليا من تعزيز العلاقات مع السعودية والبحرين؟

تعزز زيارة رئيسة وزراء إيطاليا إلى السعودية والبحرين، التعاون الاقتصادي والعسكري والشراكة في مختلف المجالات.

في ظل متغيرات إقليمية ودولية غير مسبوقة، جاءت زيارة رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا مليوني إلى السعودية والبحرين لتعكس اهتمام روما بتطوير العلاقات مع الدول الخليجية.

ميلوني زارت السعودية (السبت 25 يناير) وعلى مدى يومين أجرت مباحثات مهمة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، أثمرت عن اتفاقيات اقتصادية واستثمارية بقيمة 10 مليارات دولار.

كما بحثت في البحرين مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة، التعاون والشراكة في المجالات المختلفة، لتعكس بذلك توجه روما نحو الخليج بحثاً عن شراكة ومصالح اقتصادية واعدة.

شراكة واعدة

وفي المخيم الشتوي بمحافظة العلا، أجرت رئيسة وزراء إيطاليا مباحثات مثمرة مع الأمير محمد بن سلمان، انتهت بتوقيع اتفاقية لإنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية بين روما والرياض، وقرابة 26 مذكرة تفاهم استثمارية بين جهات حكومية وخاصة من البلدين في عدة قطاعات اقتصادية.

وبحسب ميلوني فإن قيمة الاتفاقيات 10 مليارات دولار في إطار الشراكة الاستراتيجية القوية بين البلدين موضحة في تصريحات صحفية أن “هناك إمكانيات هائلة في تعاوننا وأتمنى أن تفتح هذه الزيارة مرحلة جديدة بالكامل في شراكتنا، واستكشاف العديد من الفرص الجديدة معاً”.

وأضافت ميلوني عقب لقاءها بولي العهد السعودي أن “الزيارة يمكن أن تفتح مرحلة جديدة من الشراكة، ولذلك تم رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية”.

ووفق وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، وقعت شركة التأمين ووكالة ائتمان الصادرات الإيطالية “ساس”، خمس اتفاقيات بقيمة 6.6 مليارات دولار في السعودية.

إحدى الاتفاقيات مع مدينة “نيوم” في العلا، تهدف إلى تقديم ضمانات على قرض متعدد العملات بقيمة إجمالية تبلغ 3 مليارات دولار متاحة، من قبل مجموعة من تسعة بنوك دولية، وتغطي قطاعات مثل البنية التحتية والتنمية الحضرية والبناء والنقل.

كما أن الاتفاقيات من المتوقع أن تؤدي إلى تسهيل التجارة والاستثمار بين المملكة وإيطاليا، علماً بأن “ساس” أبدت أواخر العام الماضية استعدادها لتطوير “نيوم” السعودية وفق الوكالة.

زيارة ميلوني إلى الرياض تأتي بعد أسبوعين من زيارة مماثلة أجراها وزير البيئة وأمن الطاقة الإيطالي غيلبرتو بيتشيتو، وتوقيعه اتفاقاً مع المملكة يهدف إلى تعزيز التعاون في مجال التحول وأمن الطاقة.

وتعتبر السعودية الشريك التجاري الثاني لإيطاليا بين دول منطقة الشرق الأوسط، وبلغ حجم التبادل التجاري في 2023 نحو 10.8 مليار دولار، وفق بيانات مركز التجارة الدولية.

كما تعد إيطالياً من بين أكبر 20 دولة تستثمر في السعودية، وحصلت أكثر من 150 شركة إيطالية على رخصة استثمار أجنبي في المملكة، كما شهد منتدى الاستثمار السعودي الإيطالي في عام 2023 توقيع 21 اتفاقية.

تعاون عسكري

وتبدي إيطاليا استعدادها لتوسيع الشراكة والتعاون مع السعودية في المجال العسكري، وفي هذا السياق أبدت ميلوني تأييد بلادها لانضمام السعودية إلى برنامج القتال الجوي العالمي الذي تشارك فيه حالياً إلى جانب بريطانيا واليابان.

وقالت ميلوني في تصريحات صحفية لدى وصولها إلى البحرين (الاثنين 27 يناير): “نؤيد انضمام السعوديين”، مشيرةً إلى أن هذا لن يحدث على الفور، وأن الدول الثلاث لا تزال تدرس تفاصيل المشروع، مضيفةً، أن “فتح البرنامج الذي تبلغ قيمته المليارات من اليورو أمام دولة رابعة سيستغرق بعض الوقت”.

وبرنامج القتال الجوي العالمي (GCAP) هو مشروع تعاوني طموح بين بريطانيا وإيطاليا واليابان، أُعلن عنه في ديسمبر 2022، ويهدف إلى تطوير طائرة مقاتلة من الجيل السادس متطورة تدمج تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي، وأنظمة التشغيل الآلي، والتخفي المتقدم.

قطر

ولدى السعودية وإيطاليا اتفاقيات عسكرية، منها صفقة لشراء طائرات تدريب من طراز M-346، وأخرى للتعاون في مجال أنظمة الدفاع الجوي، حيث تشتري الرياض من شركة Leonardo، أنظمة رادار متطورة.

كما تشتري السعودية من إيطاليا سفن حربية وفرقاطات من طراز “FREMM” بقيمة 2 مليارات دولار، إضافة إلى التعاون في مجال الطائرات بدون طيار، وغيرها من الأسلحة، علماً بأن إيطالياً رفعت الحظر المفروض على تصدير الأسلحة للسعودية مطلع 2023 بعد إيقاف التصدير في 2020.

البحرين وإيطاليا

وبعد السعودية، حطت ميلوني رحالها في العاصمة البحرينية المنامة (الإثنين 27 يناير) في أول زيارة لرئيس وزراء إيطالي إلى المملكة، وعقدت مباحثات مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.

الجانبان بحثا العلاقات الثنائية، وخصوصاً الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنمية المستدامة، بحسب وكالة الأنباء البحرينية “بنا”.

كما تطرق الجانبان أيضاً إلى المستجدات الإقليمية والدولية، وتحديداً المستجدات في الشرق الأوسط، وأكدا على أن الحوار والحلول الدبلوماسية والتعاون هو السبيل الأمثل لمعالجة مختلف الأزمات وتعزيز السلام والاستقرار العالمي، وفق الوكالة.

قطر

كما منحت البحرين إيطاليا “حق السيادة على معلومات المشتركين التابعين لها، في مراكز الحوسبة السحابية في المملكة لتعزيز التعاون التكنولوجي والتبادل الرقمي الذي يميز علاقات البلدين”.

ونقلت وكالة أنباء البحرين عن الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية البحرينية محمد القائد، قوله إن “منح إيطاليا حق السيادة على بيانات المشتركين في مراكز الحوسبة السحابية في المملكة، يتماشى مع المرسوم بقانون رقم 56 لسنة 2018 بشأن تزويد خدمات الحوسبة السحابية لأطراف أجنبية والقرارات الوزارية ذات الصلة”.

هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز التعاون المستمر بين البلدين في مجال التحول الرقمي وتبادل الخبرات بحسب – المسؤول البحريني – كما أنها تعزز التبادل في مجال الخبرات والتجارب في مجال الاتصالات وتكنلوجيا المعلومات.

ووفق صحيفة “البلاد” البحرينية، فإن البحرين وإيطاليا تتمتعان بعلاقات دبلوماسية وتجارية قوية لأكثر من نصف قرن، مشيرةً إلى أن الإحصاءات الرسمية الأخيرة، تقول إن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ أكثر من 2.44 مليار دولار خلال الفترة من 2020 وحتى 2024.

كما قالت إنه من المتوقع أن تسهم زيارة ميلوني في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، وفتح أبواب جديدة للاستثمار المشترك في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى