الاخبار

ما أبعاد الهجوم العسكري الأمريكي على الحوثيين؟

  • ترامب توعد جماعة الحوثي بالجحيم في حال لم تتوقف هجماتهم وتهديداتهم للملاحة البحرية

  • مسؤولون أمريكيون قالوا إن العمليات ضد الحوثيين ستستمر لتحجيم قدرات الحوثيين

  • الحوثيون أكدوا سقوط قتلى وجرحى جراء القصف الذي استهدف العاصمة اليمنية صنعاء

بعد إعادة تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن هجوم عسكري على اليمن، بهدف تقويض قدرات الحوثيين ومنهم من تنفيذ المزيد من الهجمات البحر الأحمر.

ترامب، وفي أول تعليق له على الهجمات بدا حاسماً وحازماً، متوعداً الجماعة اليمنية بفتح أبواب الجحيم عليها، في حال لم يقوموا بإيقاف هجماتهم، كما لم يخل تعليقه من رسائل مباشرة لإيران.

القيادة المركزية الأمريكية، تحدثت عن سلسلة من العمليات استهدفت الحوثيين، في الوقت الذي تحدثت الجماعة عن سقوط ضحايا جراء القصف الذي استهدف صنعاء، فما هي السيناريوهات المتوقعة لهذا التصعيد؟

واسعة النطاق

ووفقاً لبيان القيادة المركزية الأمريكية، فإن الجيش بدأ سلسلة من العمليات التي شملت ضربات دقيقة ضد أهداف تابعة للحوثيين المدعومين من إيران في مختلف أنحاء اليمن، مشيرةً إلى أن العمليات تهدف للدفاع عن المصالح الأمريكية، وردع الأعداء، واستعادة حرية الملاحة.

كما شملت الغارات أهداف متفرقة لجماعة الحوثي شمال مدينة صعدة – معقل الجماعة – شمالي اليمن.

وبحسب مصادر إعلامية يمنية، فإن القصف الأمريكي استهدف معسكرات لجماعة الحوثي في صنعاء، مثل معسكر الداخلية والصيانة والتلفزيون ومدرسة الحرس الواقعة شمال صنعاء.

كما قالت وكالة “سبأ” التابعة لجماعة الحوثي، إن القصف استهدف حياً سكنياً في منطقة شعوب، بينما قالت وزارة الصحة والبيئة بحكومة الجماعة (غير الشرعية)، إن “القصف أوقع 18 قتيلاً وجريحاً”.

قوة ساحقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اتهم الحوثيين بأنهم شنوا حملة لا هوادة فيها من القرصنة والعنف والإرهاب، ضد السفن والطائرات والطائرات المُسيّرة الأمريكية وغيرها، مشيراً إلى أن رد سلفه الرئيس جو بايدن سابقاً، كان ضعيفاً ومثيراً للشفقة.

وأضاف في تدوينة على حسابه بمنصة “تروث سوشال” أن “آخر سفينة حربية أمريكية مرت عبر البحر الأحمر، قبل أربعة أشهر، تعرضت لهجوم من الحوثيين أكثر من اثنتي عشرة مرة”.

ترامب قال إن “هجمات الحوثيين الممولين من إيران، كلفت الاقتصاد الأمريكي والعالمي مليارات الدولارات”، متعهداً بعدم السماح بالهجوم الحوثي على السفن الأمريكية”، مؤكداً أن واشنطن ستستخدم “قوة قاتلة ساحقة” حتى تحقيق هدفها بالكامل.

وخاطب ترامب الحوثيين قائلاً: “إلى جميع الإرهابيين الحوثيين: وقتكم قد انتهى، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءًا من اليوم، وإذا لم تفعلوا، فسينهال عليكم الجحيم كما لم تروا من قبل!”.

كما طالب الرئيس الأمريكي إيران بوقف دعم الحوثيين، معتبراً ذلك تهديداً للشعب الأمريكي، مؤكداً أنه حصل على واحداً من أكبر التفويضات في تاريخ الرئاسة، متعهداً بمحاسبة إيران في حال استمرت الهجمات.

وتشير المعطيات المتداولة إلى أن العمليات ضد الحوثيين هذه المرة ستستمر، ولها أهداف واضحة تتجاوز حالة الدفاع عن النفس، كما كان يحدث طيلة العام المنصرم.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في هذا الصدد إن “ترامب وجه اليوم رسالة قوية وواضحة إلى الإرهابيين الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران”.

وأضاف: “يجب أن تتوقف الهجمات على السفن الأمريكية والشحن العالمي وسنواصل حماية شعبنا وحرية الملاحة”·

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن الضربات على اليمن نفذتها طائرات مقاتلة من حاملة الطائرات “هاري إس. ترومان” الموجودة في شمال البحر الأحمر، كما شارك فيها طائرات هجومية وطائرات بدون طيار مسلحة أطلقت من قواعد عسكرية في المنطقة.

كما قال مسؤول دفاعي أمريكي لشبكة “سي إن إن” إنه من المتوقع أن يتم اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد الحوثيين خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

تحجيم نفوذ إيران

وبالنظر لتصريحات الرئيس ترامب والمسؤولين الأمريكيين، فإن الهدف من العمليات ضد الحوثيين، توجيه رسائل حاسمة لإيران، إلى جانب هدف الحد من قدرات الجماعة اليمنية المتمردة.

ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول أمريكي قوله، إن الهجوم على اليمن، ليس حدثاً عابراً بل بداية هجمات متواصلة ضد الحوثيين تستمر أياماً أو أسابيع.

وأشار إلى أن الضربات الأمريكية للحوثيين في اليمن هي بمثابة انطلاقة ضد الحوثيين ورسالة قوية لإيران.

بدوره يرى الخبير العسكري اليمني الدكتور علي الذهب، أن العمليات الأمريكية ضد الحوثيين حالياً، ربما ليست مقدمة لحرب قريبة، أو لعله من المبكر الجزم بذلك.

وأضاف الذهب في تصريحات لـ”الخليج أونلاين”، إن “العمليات الجديدة، هي بمثابة شكل مختلف من العنف الرادع، رداً على تهديدات الحوثيين”.

وأشار إلى أن “القصف الأمريكي يحمل إشارة للحوثيين بأن القادم سيكون أكبر مما يتوقعون، وأن هجماتهم وتهديداتهم لم تمر كما مرت خلال السنة الأخيرة من ولاية الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن”.

كما استطرد الذهب قائلاً: “دائماً عندما تنشب حرب تكون لها مقدمات فاعلة ومؤثرة في قدرة الخصم، لذلك الحوثيين حتى اللحظة الراهنة، لا يزالون يتمتعون بقوة، ولم تستطع الهجمات الأمريكية والبريطانية أن تنال من قدراتهم”.

وأشار إلى أن “العقوبات الاقتصادية حتى اللحظة لم تؤتي ثمارها أيضاً، وبالتالي فالجماعة لا تزال تملك القوة والقدرة على التحرك”.

وأضاف: “كما أن أي عمل عسكري يحتاج لتمهيد ناري استراتيجي، وما حدث مؤخراً هو أقل مستوى في هذا التمهيد الناري”.

ولفت الذهب إلى أن “الأمر مرتبط بمفاوضات غزة، لأن الهجوم على صنعاء وعلى صعدة ومناطق أخرى، يأتي بالتزامن مع هجمات إسرائيلية على غزة، وإلى جانب ذلك التلويح باستخدام القوة ضد إيران”.

كما أضاف: “لكن لا نزال في إطار سياسة العصا والجزرة الأمريكية، يتم الاستعراض بها أمام إيران وأقوى أذرعها في المنطقة حالياً هم الحوثيين”.

ونوّه إلى أنه من الممكن أن يكون هناك عمل بري جزئي في الساحل الغربي، لكنه أشار إلى أنه من المبكر إطلاق توقع واضح بهذا الشأن، موضحاً أن الأمر سيتضح أكثر بعد زيارة ترامب إلى المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى