الاخبار

“لجنة الحكماء”.. مقترح كويتي مثالي لنزع “السلاح النووي” بالمنطقة

المحلل السياسي د. هيثم هادي نعمان الهيتي:

 دعوة لجنة الحكماء الكويتية مهمة جداً وضرورية وأساسية وستقدم للمنطقة مستقبلاً زاهراً.

 ما طرحته الكويت ورغم أهميته لكنه يجب أن يكون اتفاق دولي للسلام ولتحديد خطوط سياسية ثابتة في المنطقة يشمل إيران والكيان الإسرائيلي ودول المنطقة كافة.

يجب أن تتخذ جميع دول المنطقة تعهداً دولياً تصادق عليه الأمم المتحدة بأن تكون المنطقة خالية من القدرات النووية وتنهيها، وأن يكون هناك مشروع سلام في المنطقة.

مع ازدياد التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تتعاظم المخاوف من توسع أكبر لهذه التوترات تلقي بظلالها السلبية على دول المنطقة، لا سيما مع مواصلة إيران مساعيها لامتلاك قنبلة نووية، واحتدام الصراع بينها وبين “إسرائيل”.

ذلك ما يفسر تنامي الهواجس الدولية والإقليمية من انزلاق المنطقة إلى سباق تسلح خطير، قد تكون له عواقب وخيمة على الأمن العالمي.

في ظل هذه التطورات، تزداد الدعوات للبحث عن حلول دبلوماسية عاجلة تجنب المنطقة مزيداً من التصعيد، أحدثها تكرار الكويت الدعوة لإنشاء “لجنة الحكماء” لتقود جهوداً تقود إلى إخلاء المنطقة من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.

 لجنة الحكماء

أكدت دولة الكويت أن الطموح بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط هو مسعى يتطلب “إرادة سياسية جادة وتعاوناً إقليمياً ودولياً”.

جاء ذلك في كلمة لمندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير طارق البناي، أمام المؤتمر الخامس لإنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، الثلاثاء (19 نوفمبر الجاري).

سلّط البناي الضوء على المقترح الذي قدمته بلاده في الدورة الرابعة للمؤتمر، القاضي بإنشاء مجموعة صغيرة تتألف من رؤساء المؤتمر السابقين وتتولى أي مهام خاصة وضرورية من قبل المشاركين في المؤتمر على أن تتم تسميتها بـ”لجنة الحكماء”.

البناي دعا إلى ضرورة تفعيل هذا المقترح، والعمل على إنشاء هذه اللجنة لما تحمله من أهمية في تعزيز دور المؤتمر وتحقيق أهدافه الرامية إلى إنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في منطقة الشرق الأوسط.

وحذر من أن العالم يشهد اليوم “سباق تسلح متصاعد وتحديات متفاقمة وعدم تقدم في مسار نزع السلاح الذي له تداعيات ستطال الجميع”، مشدداً على ضرورة التحلي بالشفافية باعتبارها الخطوة الأولى نحو بناء الثقة المتبادلة وتحقيق الأهداف المشتركة.

ونبه إلى أن استمرار وجود أنشطة نووية سرية أو منشآت خارج رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المنطقة “يشكل تهديداً مباشراً لأمن المنطقة والعالم ويقوض الجهود الدولية لتعزيز الثقة”.

المحلل السياسي د. هيثم هادي نعمان الهيتي، الذي تحدث لـ”الخليج أونلاين”، يقول إن دعوة الكويت “مهمة جداً وضرورية وأساسية وستقدم للمنطقة مستقبلاً زاهراً”.

يرى الهيتي أن ما طرحته الكويت ورغم أهميته لكنه يجب أن يكون أكبر من مؤتمر، بل “اتفاق دولي للسلام ولتحديد خطوط سياسية ثابتة في المنطقة يشمل إيران والكيان الإسرائيلي ودول المنطقة كافة”.

وأكد على ضرورة أن “تتخذ هذه الدول جميعاً تعهداً دولياً تصادق عليه الأمم المتحدة بأن تكون المنطقة خالية من القدرات النووية وتنهيها، وثانياً يكون هناك مشروع سلام في المنطقة”.

ولفت الهيتي إلى أهمية أن يكون المشروع متكاملاً “سلام زائداً خالي من الأسلحة النووية”، وأن يشمل دولاً تهدد أمن المنطقة التي لديها فعلاً أسلحة نووية، وفق قوله.

ويضيف: “لذلك يجب أن يشمل إسرائيل وكذلك إيران لأنهما فعلياً أصبحتا القوتان الرئيسيتان اللتان تمتلكان هذه القدرات التي يمكن أن تؤذي المنطقة”.

مطلب دولي متجدد

إفراغ الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل مطلب دولي قديم متجدد، فدائماً ما كانت المنطقة بؤرة توتر لا تهدأ.

وتجدد المطالبات هذه تأتي وسط تصاعد المخاوف من سباق تسلح يهدد الأمن الإقليمي.

ويبرز هنا ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في حديث له خلال الأسبوع الجاري، حول أن فكرة جعل المنطقة خالية من الأسلحة النووية والدمار الشامل، تعود لعقود.

واستدرك قائلاً: “لكن مع احتدام الصراعات الإقليمية ووصول التوترات إلى نقطة الغليان، أصبح هذا الهدف أكثر إلحاحا اليوم”.

ورغم الجهود الدبلوماسية المستمرة، تواجه هذه المبادرات والدعوات الداعية لإخلاء المنطقة من الأسلحة النووية، عقبات عدة، أبرزها غياب الثقة بين الدول، ورفض “إسرائيل” الانضمام إلى المعاهدات الدولية، بالإضافة إلى التوترات السياسية القائمة التي تعرقل الوصول إلى إجماع شامل.

وعلى الرغم من أن جميع دول الشرق الأوسط قبلت اتفاقية المراقبة الأمنية، ومنضمة في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، لكن “إسرائيل” فقط ترفض ذلك. 

تحديات وعقبات

في أكثر من مناسبة هدد مسؤولون إسرائيليون كباراً باستخدام السلاح النووي؛ ما أثار غضباً دولياً واسعاً.

يقابل المخاوف من استخدام “إسرائيل” هذه الأسلحة المحرمة دولياً، مخاوف أخرى مصدرها إيران.

في أغسطس الماضي، كشف تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة عن أن إيران زادت مخزونها من “اليورانيوم المخصب”.

يوضح التقرير الذي نقلته وكالة “أسوشييتد برس” أن إيران باتت بحاجة إلى نحو كيلوغرامين عن الكمية التي تكفي من الناحية النظرية لصنع 4 قنابل نووية.

وفيما يتعلق بالمخاوف بشأن الأنشطة النووية الإيرانية المرتفعة، تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60%، وهي قريبة من نسبة 90% التي تستخدم في تصنيع الأسلحة النووية.

ويشير التقرير إلى أن لدى إيران ما يكفي من المواد المخصبة لهذا المستوى، وتقول القوى الغربية إنه لا يوجد استخدام مدني من التخصيب إلى هذا المستوى.

يتطرق د. هيثم هادي نعمان الهيتي في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، إلى الحروب في المنطقة، لافتاً إلى أن حروباً تقليدية شهدتها وتشهدها المنطقة تستخدم السلاح التقليدي.

ولفت الهيتي إلى أنه “في نفس الوقت هناك تسابق جديد بالسلاح النووي والأسلحة النووية، خاصة أن إسرائيل يُعرف امتلاكها قوة وأسلحة نووية، وهناك الآن هدف إيراني للوصول إلى هذه القدرات، إن لم تصل”.

يضاف إلى ذلك “توجد دول عربية قد تستدعي الضرورة السياسية لأن تقوم بالحصول على أسلحة نووية؛ نتيجة لامتلاك الإيراني المحتمل لهذه القوة”، بحسب الهيتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى