الاخبار

كيف عززت السعودية ثقافة العمل الحر؟

كم عدد وثائق العمل الحر الصادرة؟

2.36 مليون حتى منتصف 2023.

ما الفئات العمرية الأكثر توجهاً للعمل الحر؟

25- 34 عاماً.

شهدت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة تحولاً ملحوظاً نحو تعزيز ثقافة العمل الحر، تماشياً مع “رؤية 2030″، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتمكين الأفراد من تحقيق الاستقلالية المهنية والمالية.

ويقصد بالعمل الحر في المملكة الأنشطة والمهن التي يزاولها الأفراد بشكل مستقل، استناداً إلى مهاراتهم وخبراتهم وتخصصاتهم، مما يتيح لهم تحقيق دخل دون الارتباط بعقود عمل رسمية مع جهات محددة.

كما حققت المملكة نمواً ملحوظاً في تبني ثقافة العمل الحر، مدعوماً بالتطور التكنولوجي وزيادة الوعي بأهمية التنوع في مصادر الدخل.

نمو كبير

ووفقاً لإحصائيات وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، فقد بلغ عدد وثائق العمل الحر الصادرة حتى نهاية النصف الأول من عام 2023 حوالي 2.36 مليون وثيقة.

هذا الإقبال يعكس تحولاً في نظرة المجتمع السعودي نحو العمل الحر كخيار مهني مستدام، حيث يهدف برنامج العمل الحر الذي أطلقته وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، إلى استثمار الطاقات الوطنية ودعم الأفراد الباحثين عن فرص دخل مستقلة والعاملين لحسابهم الخاص.

كما يضم البرنامج مجموعة من الأنشطة المصنفة تحت 8 برامج رئيسية تشمل: النقل الموجه، توصيل الطلبات، الخدمات التخصصية، الحرف اليدوية، التنمية الريفية، الأسر المنتجة، عربات الأطعمة، والخدمات المحاسبية.

ولا تتطلب المهن المدرجة ضمن فئة الخدمات التخصصية تصريحاً مسبقاً، حيث تعتمد على الكفاءة والمهارات المتخصصة المكتسبة من الدراسة أو الخبرة العملية.

في المقابل، تحتاج الفئات الأخرى إلى تصريح من الجهة المختصة قبل التقديم للحصول على وثيقة العمل الحر.

كما يعمل البرنامج على رفع مهارات العاملين، وتنويع الفرص المهنية، وزيادة دخل الأفراد من خلال نشاطات معتمدة.

وحتى تمارس مهن العمل الحر في المملكة فلا بد أن تقوم أولاً بإصدار وثيقة العمل الحر والجهة المخولة بإصدارها هي وزارة العمل حصراً وشروطها:

  • أن يحمل المتقدم الجنسية السعودية بغض النظر عن سبب حصوله عليها أي بالولادة أو بالتجنيس. ‏

  • أن لا يقل سن المتقدم عن 20 عاماً ولا يزيد عمره عن 60 عاماً.

  • ‏أن يكون المتقدم أحد المستفيدين من برنامج “أبشر” الحكومي وفي حال لم يكن لا بدّ وأن يمتلك حساب على الموقع الخاص بـ”أبشر” قبل التقديم.

  • ‏أن تكون المهنة التي سيمارسها صاحب للوثيقة ينطبق عليها مفهوم العمل الحر وأن تكون مدرجة في قوائم المهن الحرة والتي أصدرتها وزارة العمل.

تمكين الشباب

يقول الكاتب والمحلل الاقتصادي سعيد خليل العبسي، إن “اهتمام المملكة بالعمل الحر يهدف إلى أمرين، الأول هو التقليل من الاعتماد على الوظائف الحكومية، والتقليل من نفقاتها والتي وصلت إلى ما يزيد عن 40% من الإنفاق في الميزانية”.

ويضيف العبسي لـ”الخليج أونلاين”: “الأمر الثاني هو تمكين الفئة الشبابية، والتي باتت هي الفئة الأكبر من بين الفئات في المجتمع، لذلك لابدّ من تقديم كل الدعم التشجيع والحوافر لهم، لتمكينهم من تحقيق طموحاتهم من خلال العمل الحر”.

كما يشير إلى أن “هناك العديد من المبادرات والمنصات والحوافز للتشجيع على العمل الحر في المملكة، في مختلف الأنشطة، والتي تعتمد على الموهبة والكفاءة والإبداع في مشاريع أو حرف أو مهن يتطلعون لإنشائها والعمل على إنجاحها”.

ويؤكد العبسي بأن “مبادرات ومنصات العمل الحر وتمكين الشباب عليه، يأتي ضمن أحد أهم عناوين وبرامج رؤية المملكة 2030، والتي تركز عل العمل المنتج، بهدف رفع نسبة القطاعات غير النفطية في مجمل الناتج المحلي للدولة”.

منصة العمل الحر

تعمل منصات العمل الحر كوسيط يربط بين أصحاب الأعمال، الذين يحتاجون إلى خدمات معينة والأفراد الذين يمتلكون المهارات والخبرات اللازمة لتنفيذها.

وأطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية، عدة مبادرات لدعم هذا التوجه، من أبرزها منصة العمل الحر التي تهدف إلى تنظيم وتسهيل ممارسة الأعمال الحرة.

وحتى سبتمبر 2024، تجاوز عدد المسجلين في هذه المنصة 2.25 مليون فرد، مما يعكس الإقبال المتزايد على هذا النمط من العمل، بحسب تقرير لشركة “عمل المستقبل”.

ويُبرز التقرير التنوّع الكبير في مجالات العمل الحر في المملكة، حيث تصدّرت أنشطة التجارة والتجزئة بنسبة 38% من مجمل النشاطات، تلتها الصناعة بنسبة 13%، ثم خدمات الأعمال بنسبة 11%.

ومع التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها المملكة، أصبح العمل الحر ركيزة أساسية لدعم الاقتصاد الوطني وتمكين الأفراد من تحقيق أهدافهم المهنية، وفي هذا الإطار، أطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عام 2019 شركة “عمل المستقبل”، لتعزيز أنماط العمل الحديثة كالحُر والمرن والعمل عن بُعد.

كما تُظهر الإحصائيات أن غالبية ممارسي العمل الحر هم من حملة البكالوريوس بنسبة 62%، يليهم حاملو الشهادات الثانوية بنسبة 31%، بينما يمثل أصحاب الشهادات العليا نسبة 7%.

ومن الناحية الجغرافية، تحتل الرياض الصدارة بنسبة 27% من ممارسي العمل الحر، تليها مكة المكرمة بنسبة 22%، ثم المنطقة الشرقية بنسبة 14%.

وفيما يخص الفئات العمرية، فإن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً يشكّلون الشريحة الأكبر، مما يعكس اهتمام الأجيال الجديدة بهذا النمط من العمل.

كما شهدت المرأة حضوراً قوياً، حيث أبدت حوالي 3.2 مليون امرأة رغبة في دخول سوق العمل الحر، مستفيدة من المبادرات التي تدعم مشاركتها، مثل برنامجي “قرة” و”وصول”، ما يعزز من دورها في الأنشطة الاقتصادية.

أما من الجانب الاقتصادي، فقد بلغت مساهمة العمل الحر في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2023 نحو 19.3 مليار دولار، أي حوالي 2% من إجمالي الناتج المحلي، مما يبرز دوره كأداة رئيسية لتنويع مصادر الدخل.

وتعتمد المملكة على مبادرات عديدة لدعم العمل الحر، مثل “ريف”، و”بنك التنمية الاجتماعية”، وصندوق تنمية الموارد البشرية “هدف”، إلى جانب برامج شركة “عمل المستقبل”، كـ”رائد” و”مد” و”ماس”، والتي تهدف إلى تمكين الشباب وخلق اقتصاد متنوع ومستدام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى