كيف أصبحت دول الخليج رقماً صعباً في عالم الملاحة البحرية؟
ما الدول الخليجية التي تمتلك أكبر الأساطيل البحرية؟
السعودية وقطر والامارات وعمان.
كم عدد الموانئ الخليجية التي صنفت عالمياً؟
10 موانئ ضمن الـ70 الأكثر كفاءة.
يشهد قطاع الملاحة البحرية في دول الخليج تطوراً ملحوظاً، بهدف لتعزيز حضورها العالمي في مجالات التجارة والنقل البحري.
وأصبحت دول الخليج مراكز لوجستية حيوية تسهم بشكل فاعل في دعم حركة التجارة العالمية، وذلك بفضل الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية البحرية، وشراكاتها مع كبرى المؤسسات الدولية.
وبحسب المركز الإحصائي الخليجي فقد تم تصنيف 10 موانئ خليجية للحاويات، ضمن قائمة الـ70 ميناء الأكثر كفاءة عالمياً لعام 2024 من بين 405 موانئ في العالم.
تطور مستدام
المركز ذكر في تقريره (18 يناير) أن قطر والإمارات والسعودية وعُمان جاءت ضمن قائمة الـ35 دولة التي تمتلك أكبر الأساطيل البحرية العالمية من حيث الأوزان والحمولات، وفقاً لتقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية الأونكتاد لعام 2024.
كما أظهرت البيانات أن نسبة الأسطول التجاري الخليجي للسفن تمثل 54.2% من إجمالي الأسطول العربي للسفن التجارية لعام 2023، وهو ما يعكس قوة القطاع البحري الخليجي مقارنة بالمتوسط العربي.
وتجاوزت معظم الدول الخليجية، المتوسط العربي في مؤشر الربط بشبكة الملاحة البحرية المنتظمة، حيث سجلت 100.5 في عام 2023، وفي عام 2024، بلغ عدد الموانئ البحرية الرئيسية الخليجية أكثر من 25 ميناء، وشملت الموانئ الخليجية ميناءين ضمن قائمة الإنتاج الكبير (أكثر من 4 ملايين حاوية)، و8 موانئ أخرى ضمن فئة الإنتاج المتوسط (0.5 إلى 4 ملايين حاوية).
وأشار المركز إلى التطور المستدام الذي تشهده البنية التحتية للمحطات والموانئ البحرية، ما يجعلها مراكز لوجستية عالمية رائدة.
وفي هذا الصدد يقول الأكاديمي والخبير الاقتصادي أحمد صدام لـ”الخليج أونلاين” إن هذا التصنيف يعكس التزام الدول الخليجية كلاعب رئيسي في مجال النقل البحري، لطون الموانئ الخليجية حيوية للتجارة الدولية خصوصاً في تصدير النفط والغاز مضيفاً:
-
التصنيف يعكس أيضاً جهود دول الخليج في مجال التنويع الاقتصادي، من خلال الاستثمار في قطاع النقل البحري.
-
التطورات في البنية التحتية أسهمت في توفر خدمات متقدمة تسهم في تسريع حركة البضائع بين آسيا وأوروبا وإفريقيا، إذ أن نحو 12% من التجارة البحرية العالمية تمرّ عبر الموانئ الخليجية، لاسيما الإمارات والسعودية.
-
لكن أهم التحديات التي تواجه موانئ دول الخليج، هي المنافسة بين موانئ هذه الدول نفسها بالإضافة إلى المنافسة الدولية.
-
وجود موانئ عالمية أخرى في آسيا وإفريقيا وبمرافق متطورة وكلفة أقل يمثل عاملاً مهماً في جذب الشحنات التجارية، وبالتالي يشكل تحدياً كبيراً، فضلاً عن التوترات الجيوسياسية قد تشكل تهديداً لحركة التجارة البحرية وسلامتها.
-
هناك عدة مجالات للتعاون الخليجي في هذا المجال، أولها تطوير النظام الجمركي من خلال توحيد الأنظمة، والربط السككي في دول المجلس سيكون عاملاً مهماً في ربط الموانئ وتسهيل حركة النقل.
-
أيضاً التعاون مجال نقل الخبرات والتكنولوجيا ومواجهة التحديات المشتركة، سيجعل موانئ دول المجلس مراكز لوجستية متقدمة في المستقبل.
إنجازات متواصلة
وخلال السنوات الماضية، حققت دول مجلس التعاون الخليجي قفزات نوعية في قطاع الملاحة البحرية، مستندة إلى بنية تحتية متطورة وشراكات إستراتيجية، وفق رؤية طموحة تهدف إلى تعزيز مكانتها في التجارة الدولية والنقل البحري العالمي والخدمات اللوجستية.
وسجلت موانئ السعودية 241.6 نقطة في مؤشّر اتصال شبكة الملاحة البحرية، ضمن تقرير “الأونكتاد” خلال الربع الرابع لعام 2024، مؤكدة دورها في تيسير التجارة العالمية، ودعم قطاع الخدمات اللوجستية.
كما ارتفع التصنيف الدولي للمملكة في مناولة أعداد الحاويات وفق تقرير “Lloyd’s List” لعام 2024؛ لتحتل المرتبة 15 عالمياً، كما جاءت 3 موانئ سعودية ضمن أكبر 100 ميناء بالعالم، حيث قفز ميناء جدة الإسلامي من المرتبة 41 إلى المرتبة 32 عالمياً، كما تقدم ميناء الملك عبد الله من المرتبة 71 إلى المرتبة 70، فيما قفز ميناء الملك عبد العزيز بالدمام من المرتبة 90 إلى المرتبة 82 عالمياً.
وحافظت دبي، على ريادتها الدولية ضمن قائمة الدول الخمس الأفضل عالمياً في “مؤشر تطوير مراكز الشحن الدولي” لعام 2024، حيث جاءت ضمن المراكز الرائدة في قطاع الشحن البحري والخدمات اللوجستية.
وأدرجت منظمة “بالتيك إكستجينج” للتجارة والشحن البحري الدولية دبي في الترتيب الخامس ضمن أقوى 20 مركزاً دولياً وذلك للعام الخامس على التوالي، متفردة بكونها المدينة العربية الملاحية الوحيدة ضمن القائمة، بعد سنغافورة ولندن وشنغهاي وهونج كونج.
كما حقق “ميناء حمد” الذي يعدّ بوابة قطر الرئيسية للتجارة مع العالم إنجازاً عالمياً عام 2024، بحصوله على المركز الـ 11 عالمياً في مؤشر كفاءة الحاويات، الذي يستند إلى بيانات شاملة تغطي 405 موانئ حول العالم، مما يعكس تفوق الميناء في الكفاءة التشغيلية والخدمات اللوجستية.
وتضم سلطنة عمان 7 موانئ؛ تعمل بكفاءة عالية؛ وفق تقرير التنافسية العالمي لعام 2024، الذي أشار إلى وجود تطور متسارع في عملية تخليص البضائع في وقت لا يتجاوز معدل 6 ساعات، ونسبة عالية من الواردات يتم تخليصها قبل وصول السفينة نتيجة وجود محطة واحدة للتفتيش وتطبيق أنظمة إدارة المخاطر الذي ساهم في خفض نسب التفتيش من 100% إلى 12% مواءمة مع المقاييس العالمية.