كارثة بمليارات الدولارات.. “رياح الشيطان” تُشعل لوس أنجلس
أبرز الأرقام حول حرائق لوس أنجلس:
– أودت الحرائق الضخمة بحياة 11 شخصاً حتى اللحظة.
– تم إجلاء أكثر من 180 ألف شخص من مساكنهم.
– التهمت النيران أكثر من 37 ألف فدان من الأراضي.
– دمرت الحرائق قرابة 10 آلاف منزل ومبنى.
– شارك في عمليات الإطفاء 4700 رجل إطفاء وقوات الحرس الوطني.
“مشاهد تشبه نهاية العالم”، هكذا وصف العائدون إلى مساكنهم في مدينة لوس أنجلس الشهيرة، بعد أيام عصيبة عاشتها المدينة الشهيرة من جراء الحرائق الضخمة، والتي خلفت خسائر قُدرت بأكثر من 150 مليار دولار حتى اللحظة.
حريق هو الأضخم في تاريخ كاليفورنيا، وأحد أكبر حرائق الولايات المتحدة، خلف قرابة 11 قتيلاً، ودماراً طال قرابة 10 آلاف مبنى، فضلاً عن التهام أكثر من 37 ألف فدان من الأراضي.
وحتى اللحظة، عجزت السلطات الأمريكية عن التصدي لتلك الحرائق أو الحد منها، بسبب الرياح الشديدة التي أطلق عليها السكان “رياح الشيطان”؛ بسبب حرارتها العالية وقوتها، ما تسبب في التهام مدينة المشاهير والأثرياء في هوليوود ولوس أنجلس، وترك عشرات الآلاف في ذهولٍ تام.
يوم القيامة
كان السابع من يناير الجاري مشؤوماً بالنسبة لسكان لوس أنجلس، وكاليفورنيا عموماً، إذ حملت لهم الرياح الشتوية هذا العام والمعروفة باسم “سانتا آنا”، دماراً عظيماً حلّ على مدنهم وأحالها إلى ركام.
تُظهر الصور الجوية، أو تلك الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية، مشهداً غير مألوف، حيث تلتهم النيران الغابات، وتلتهم المنازل الفاخرة والمنشآت وتحيلها إلى رماد، بينها منازل بملايين الدولارات.
وحتى اللحظة، فشلت كل الجهود في إخماد الحرائق، بالرغم من مشاركة قرابة 7500 إطفائي في مكافحة تلك الحرائق، كما عجزت طائرات الإطفاء، وقوات الحرس الوطني، عن القيام بأي دور للحيلولة دون اتساع رقعة النيران، التي استفادت من الظروف المناخية القاسية والجفاف، والرياح الحارة.
ووفقاً للمعلومات المتوفرة، فإن خمسة حرائق لا تزال مستعرة، وتقاوم محاولات فرق الإطفاء، في مناطق باليساديس وإيتون وكينيث وهيرست وليديا في لوس أنجلس، بسبب استمرار الرياح القوية التي بلغت سرعتها قرابة 160 كيلومتراً في الساعة.
ووصف سكان المشهد بأنه “أشبه بنهاية العالم”، وذهب البعض لوصفه بـ”جحيم كاليفورنيا”، في محاولة لتوصيف واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها الولاية الثرية الواقعة في الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية.
أما الحكومة الأمريكية فأعلنت حالة الكوارث الكبرى في كاليفورنيا، كما ألغى بايدن رحلته إلى إيطاليا للتركيز على إدارة الكارثة، وأعلنت الحكومة الفيدرالية عن مساعدات للمتضررين، وسط انتقادات لأداء سلطات الولاية، وعدم توفير الاحتياجات اللازمة لمواجهة مثل هذه الكارثة.
ولم يخل التعاطي مع هذه الكارثة من السياسة، إذ ذهب البعض للتذكير بأن أموال الأمريكيين التي كان يفترض أن تُخصص لمكافحة الحرائق، تذهب لتمويل الحروب، وخصوصاً الشرق الأوسط، مستدلين بالخراب الذي أحدثته القنابل والأموال الأمريكية في غزة.
خسائر ضخمة
حتى اللحظة، التهمت النيران أكثر من 37 ألف فدان من الأراضي الزراعية، إلى جانب تدمير قرابة 10 آلاف منزل، بينها عدد كبير من منازل المشاهير والأثرياء في باسفيك باليساديس وألتادينا، وهوليوود، وسط عجز شبه تام عن التصدي لتلك الحرائق.
ومنذ بداية الحريق، أجلت السلطات قرابة 180 ألف شخصاً من المناطق المنكوبة بالحريق، الكثير منهم أصبحوا في العراء، بعد أن احترقت منازلهم وسويت بالأرض، في الوقت الذي انتشرت حوادث السرقة والنهب في تلك المناطق، المعروفة بأنها موطن الأثرياء.
ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن المشهد في لوس أنجلس بأنه “أشبه بساحة حرب”، داعياً لتقديم الدعم الفوري للمناطق المتضررة، في الوقت الذي قال حاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم، إن الولاية بحاجة إلى مراجعة مستقلة كاملة، لاستجابتها للكوارث، واضعاً المسؤولية على عاتق نقص الموارد والإمدادات.
ورصدت عدسات الكاميرا عدداً من مشاهير هوليوود وأثرياء لوس أنجلس، وهم على ركام منازلهم المدمرة، منهم الممثل ميل غيبسون، وجيف برينجز، وباريس هيلتون، وبيلي كريستال، وآدم برودي، وآخرون.
وإلى جانب الخسائر البشرية والمادية الضخمة، والتهام الحرائق لمنشآت واستديوهات تصوير في هوليوود الشهيرة، تسببت الحرائق في تعطل الحياة اليومية في لوس أنجلس بشكل كامل، إذ توقفت المدارس والمنشآت الحكومية والمصالح عن تقديم خدماتها، وكذلك توقفت الفعاليات الثقافية والرياضية، وحفلات توزيع جوائز الأوسكار وغيرها من الفعاليات.
وتشير التقديرات إلى أن حرائق لوس أنجلس الحالية من المتوقع أن تكون أكثر كوارث حرائق الغابات كلفة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، وتوقعت شركة “أكيوويذر” الخاصة للتنبؤ بالطقس، أن تتراوح الخسائر بين 135 مليار دولار و150 ملياراً، في الوقت الذي قدرت “واشنطن بوست” الخسائر بـ150 مليار دولار.
فشل الاحتواء
ومع استمرار الحرائق، تزايدت الانتقادات للسلطات في كاليفورنيا، بسبب نقص الموارد، وغياب الاستعدادات لمواجهة مثل هذه الكارثة، ولا سيما أن لوس أنجلس معرضة سنوياً لمثل هذه الحرائق.
ولجأت السلطات لإشراك قرابة 939 سجيناً في جهود إطفاء تلك الحرائق بحسب شبكة “سي بي إس نيوز”، إلى جانب قرابة 4700 رجل إطفاء، وعدد كبير من رجال الحرس الوطني.
وقالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية إنه لا يمكن لأي نظام مياه في العالم التعامل مع حرائق لوس أنجلس، في إشارة إلى حجم الكارثة، مشيرةً إلى أن الجمع بين الرياح والظروف الجافة غير الموسمية والحرائق المتعددة في نفس المنطقة جعل الدمار واسع النطاق أمراً لا مفر منه.
وبحسب وكالة “الأناضول” فإن أشد تلك الحرائق اندلع في منطقة باسيفيك باليساديس، وامتد على مساحة 3 آلاف هكتار، أي قرابة 30 كيلومتراً مربعاً.
ووفق رصد نشرته شبكة “سي إن إن”، فإن خريطة الحرائق، وحجم الاحتواء حتى يوم السبت الموافق 11 يناير تبدو كما يلي:
- حريق منطقة باليسايدس: 21,317 فداناً، تم احتواء 8% منه.
- حريق منطقة إيتون: 14,117 فداناً، تم احتواء 3% منه.
- حريق منطقة كينيث: 1052 فداناً، وتم احتواء 50% منه.
- حريق منطقة هيرست: 771 فداناً، وتم احتواء 70% منه.
- حريق منطقة ليديا: 395 فداناً، وتم احتواء 98% منه.
- حريق منطقة آرتشر: 19 فداناً، احتواء 0%.