قمة الرياض.. فرصة حاسمة لجهود وقف الحرب على غزة ولبنان
د. عبدالله الخاطر: الشعوب يحدوها الأمل بأن تخرج القمة بقرارات وتوصيات من شأنها إنهاء معاناة الشعبيين في غزة ولبنان.
د. رائد المصري: وصول ترامب مجدداً إلى سدة الحكم سيترتب عليه بعض الإشكاليات في العلاقات الدولية وفي تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي والصراع في منطقة الشرق الأوسط.
د. عصام عبد الشافي: فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية خلال المرحلة الحالية، يمكن له أن يعزز من قدرة بعض الأطراف على التفاوض حول إنهاء الحرب.
تحظى أعمال القمة العربية – الإسلامية المشتركة غير العادية التي تستضيفها العاصمة السعودية “الرياض”، باهتمام الكثير من المراقبين والخبراء لما لها من أهمية سياسية تنعكس بالشكل المباشر على مسار الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة ولبنان، لا سيما في ظل انتخاب إدارة أمريكية جديدة.
ويبحث قادة الدول العربية والإسلامية في القمة، وقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان، ومخاطر اتساع الحرب إقليمياً.
وتهدف القمة إلى متابعة نتائج وتوصيات القمة السابقة، ومواصلة جهود وقف إطلاق النار، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، وكذا مناقشة التصعيد الإسرائيلي في غزة ولبنان.
وتتابين آراء المحليين السياسيين والخبراء في مدى فعالية القمم في وقف الحرب لكنهم يجمعوا على أهمية توقيت انعقاد قمة الرياض، وقدرتها على تمهيد الطريق أمام تشكيل ضغط سياسي يسهم في إيقاف الحرب لا سميا في ظل إدارة أمريكية جديدة.
تحول تاريخي
د. عبدالله الخاطر المحلل السياسي والاقتصادي، يرى انعقاد قمة الرياض تمثل أهمية كبيرة لما لها من انعكاسات على المستويين الإقليمي والعالمي وايصال الرسائل للعالم حول ما يجري في قطاع غزة ولبنان.
وأوضح لـ “الخليج أونلاين” أن ما تحتاجه الأمتين العربية والإسلامية هو توحيد الصفوف على المستوى الشعبي والقادة، بما يحافظ على القواسم المشتركة ويدافع على القضايا الأساسية التي تعاني منها الشعوب العربية، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني خلال هذه الفترة.
بحسب الخاطر، فإن ما يميز قمة الرياض أن “القضية القضية الفلسطينية تتصدر جدول أعمالها عقب ما شهدناه خلال الأعوام الماضية من عدم التركيز على القضية الفلسطينية سواء في الاجتماعات العربية أو الإسلامية”.
ويؤكد أن الشعوب يحدوها الأمل بأن تخرج القمة بقرارات وتوصيات من شأنها إنهاء معاناة الشعبيين في غزة ولبنان، لافتاً إلى أن “هناك العديد من الأسئلة التي تدور في خلد الشعوب حول مدى قدرة تغيير الواقع وإيجاد مسارات أخرى نستطيع من خلالها توفير الحماية لأهلنا وشعوبنا العربية والإسلامية”.
الصراع العربي الإسرائيلي
د. رائد المصري أستاذ العلوم السياسية والاقتصاد الدولي، يتطرق في حديثه لـ “الخليج اونلاين” عن توافق القمة مع وصول إدارة جديدة إلى البيت الأبيض بفوز دونالد رتامب.
وصول ترامب مجدداً إلى سدة الحكم يقول عنه المصري بأنه “فاق كل التوقعات”؛ ويرى أن ذلك “سيترتب عليه بعض الإشكاليات في العلاقات الدولية وفي تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي والصراع في منطقة الشرق الأوسط”.
بحسب رأيه، يقول المصري إن انعقاد قمة الرياض في هذا التوقيت هي رسالة للإدارة الامريكية الجديدة، وأولويات وقف هذا العدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، وإيجاد تسوية مرضية من خلال وحدة الصف العربي والإسلامي اتجاه نصرة فلسطين ولبنان في مواجهة هذا العدوان.
وحول التوصيات والمخرجات المتوقعة من القمة، يشير إلى أنها ستمهد الطريق للتعاون مع الإدارة الامريكية الجديدة إلى جانب رفض ما يرتكبه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وإيجاد السبل الكفيلة بإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي؛ إذا ما أراد ترامب ونتنياهو الاستفادة من معطيات القمة.
وختم المصري حديثه بالقول: ” إذا لم تستفيد الإدارة الامريكية الجديدة من المعطيات الحالية وإبقاء الضوء الأخضر لرئيس الوزراء الإسرائيلي باستمرار الحرب سيؤدي ذلك إلى دخول المنطقة بحرب شاملة وكبيرة”.
اتساع المواجهات بالشرق الأوسط
وحول أهمية انعقاد قمة الرياض يقول د. عصام عبد الشافي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن الحديث عن أهمية قمة الرياض مرتبط بدلالة التوقيت.
يوضح عبد الشافي ان القمة تعقد في ظل استمرار الحرب في غزة منذ أكثر من عام، ومن ثم حرب أخرى على لبنان بدأت مكثفة منذ سبتمبر الماضي، علاوة على اتساع العمليات العسكرية لتشمل إيران وبعض القوى في العراق.
يضاف إلى ذلك -بحسب عبد الشافي- المواجهة العسكرية المباشرة وغير المباشرة مع الحوثيين في اليمن؛ “مما يعني أن كل دول المنطقة في مواجهة خطر اتساع هذه المواجهات”.
عبد الشافي في حديثه لـ”الخليج أونلاين” يلفت إلى أن الهدف الرئيس من انعقاد مثل هذه القمم هي “محاولة الاحتواء وتخفيف الأضرار، ولكن كان هناك قمة مشابهه في نوفمبر الماضي ولم ترتب أي نتيجة من النتائج وخرجت القمة بإعلان عن تشكيل لجنة لم يترتب عليه نتيجة”.
ومعرباً عن أسفه، يؤكد المحلل السياسي أن العربية والإسلامية لم تنجح الدول بتشكيل ضغط فيما يتعلق بمواجهة “إسرائيل” وردعها عن مخططاتها وسياساتها؛ رغم إعلان المسؤولين الإسرائيليين إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد والذي يؤثر على بعض من الدول العربية.
فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية خلال المرحلة الحالية، يمكن له أن يعزز من قدرة بعض الأطراف على التفاوض حول إنهاء الحرب، وفق عبد الشافي، مستدركاً “ولكن لا أعتقد بأنه بالقدر الذي يمكن تغيير سياسات الكيان الإسرائيلي”.