قصف “القسام” لتل أبيب.. رسائل عسكرية ودليل فشل “إسرائيل”

استهداف تل أبيب بعد فترة طويلة من العدوان الإسرائيلي على غزة دليل ان المقاومة لا تزال تمتلك ترسانة صاروخية نوعية
بعد قرابة عام ونصف من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لا تزال المقاومة الفلسطينية تحافظ على قدرة صاروخية نوعية حيث استهدفت تل أبيب، قلب “إسرائيل”، متسببة في خسائر، ما يعكس استعداد الفصائل المسلحة لمعركة طويلة الأمد.
وفاجأت كتائب الشهيد عز الدين القسام دولة الاحتلال من خلال قصفها تل أبيب ومحيطها بعدد من صواريخ المقادمة (M90)، وذلك رداً على استئناف حكومة بنيامين نتنياهو عدوانها على قطاع غزة.
وتسبب هذا القصف، يوم الخميس 20 مارس الجاري، في تعطيل حركة الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون، إضافة إلى تسجيل أضرار في المناطق التي سقطت فيها الصواريخ الفلسطينية.
ويعطي استهداف تل أبيب بعد فترة طويلة من العدوان الإسرائيلي إشارة واضحة إلى أن المقاومة الفلسطينية لا تزال تمتلك ترسانة صاروخية قادرة على تنفيذ عمليات نوعية. وهذا القصف يعد تحدياً للرواية الإسرائيلية التي كثيراً ما تدعي أنها أضعفت قدرات المقاومة عبر استهداف مخزونها الصاروخي وبنيتها التحتية طيلة فترة العدوان على قطاع غزة.
وتحمل هذه الضربة رسالة مزدوجة، فمن الناحية السياسية، تظهر المقاومة أنها لم تتأثر بالكامل بالضربات الإسرائيلية، وأنها قادرة على فرض قواعد اشتباك جديدة حتى بعد التوصل إلى هدنة.
أما من الناحية العسكرية، فإن هذا القصف يرسل تحذيراً واضحاً لدولة الاحتلال بأن استمرار العدوان سيقابل برد مباشر من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية.
مخزون المقاومة
الخبير العسكري يوسف الشرقاوي أكد أن قصف كتائب القسام لتل أبيب بعد كل هذا الوقت من العدوان، وكثافة القصف الإسرائيلي، والهجوم البري على قطاع غزة، يثبت أن المقاومة لا تزال تستطيع المناورة وتمتلك أدوات الرد.
وقال الشرقاوي في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “يظهر قصف تل أبيب أن المقاومة الفلسطينية لا تزال تملك قدرة صاروخية فعالة ومخزون، وأنها تستخدمها بعناية لتحقيق أهداف استراتيجية، كما يعكس القصف استمرار معادلة الردع بين المقاومة وإسرائيل”.
وأضاف الشرقاوي في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “يهدف القصف أيضاً إلى رفع معنويات عناصر المقاومة والجماهير الفلسطينية، خاصة بعد الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي، كما أن هذه الخطوة تعزز صورة المقاومة كجهة قوية لا ترضخ بسهولة للضغوط الإسرائيلية أو الوساطات الدولية”.
وأشار الخبير العسكري إلى أن قصف تل أبيب أظهر أن حماس وجناحها العسكري لم يتأثرا بالحرب الطويلة التي شُنت ضدهم، وأن قدراتهم العسكرية لا تزال موجودة ويمكن استخدامها في أي وقت، وبالطريقة التي يرونها مناسبة، مع تحديد المدى لهذه الصواريخ.
كما أوضح الشرقاوي أن المقاومة تحمل عدة رسائل ميدانية من وراء قصف تل أبيب بالصواريخ، أبرزها أن أي هجوم بري جديد لجيش الاحتلال الإسرائيلي داخل قطاع غزة سيُواجه بمقاومة شرسة، حيث ستعمل الفصائل المسلحة على التصدي لهذا الهجوم بالإمكانيات المتوفرة لديها.
وأشار الشرقاوي إلى أن هذا القصف يُظهر إخفاقات استخباراتية وعسكرية لجيش الاحتلال، رغم امتلاكه أقوى الأدوات التكنولوجية في التجسس، مثل الطائرات المسيرة وكاميرات المراقبة عالية الدقة.
وأكد أن المقاومة نجحت في تطوير قدراتها التصنيعية ذاتيًا، حيث تعتمد على مخلفات الاحتلال من صواريخ وعبوات ناسفة لم تنفجر، وتعيد تدويرها لصنع أسلحة أكثر فاعلية.
غضب إسرائيلي
أثار سقوط الصواريخ الفلسطينية على تل أبيب موجة من الغضب في الأوساط الإسرائيلية، وهو ما نقلته الصحافة العبرية.
موقع “حدشوت بزمان” العبري ذكر أن “أي شخص يدعي أن حماس تم تحييدها بالكامل فهو يعيش في وهم”، مشيراً إلى أن الحركة استأنفت إنتاج الصواريخ مؤخرًا، بل وأدخلت تحسينات عليها باستخدام متفجرات معدلة من قنابل سلاح الجو الإسرائيلي.
كما نقل موقع “والا” العبري عن مصادر عسكرية تأكيدها أن “حماس مستعدة لعملية عسكرية جديدة، وتستعد لها بكل قوة”.
وفي السياق ذاته، علق موقع “أخبار إسرائيل” على القصف الصاروخي قائلًا: “بعد مرور عام ونصف على أكبر مذبحة في تاريخ إسرائيل، لا تزال حماس تمتلك القدرة على قصف وسط البلاد”.
ونقل موقع “والا” العبري عن مصادر عسكرية أن حركة “حماس” لا تزال قادرة على إطلاق صواريخ باتجاه تل أبيب الكبرى وإخفائها عن أجهزة الاستخبارات.
وقالت المصادر: “المؤسسة الأمنية والعسكرية تسعى لفهم كيف تنجح حماس في إطلاق صواريخ على تل أبيب حتى اليوم”.