الاخبار

قد تجمع ترامب وبوتين لأول مرة.. دبلوماسية السعودية تتعاظم دولياً

– أعرب ترامب عن توقعاته بحضور بوتين إلى الولايات المتحدة، ثم ذهابه هو إلى روسيا

– ترامب: من المحتمل أن نلتقي أولاً في السعودية

في خطوة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه بدأ مساعٍ جادة لإنهاء النزاع بين موسكو وكييف، وهو أمر قد يغير المشهد العالمي الذي عاش توتراً لثلاثة أعوام متواصلة.

لكن اللافت في هذا الإعلان، أن ترامب قال إنه سيعقد لقاء بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما في السعودية، وهو ما أثار اهتماماً واسعاً، نظراً لأهمية المملكة كوسيط دبلوماسي في العديد من النزاعات الإقليمية والدولية، ما قد يعظم من الدور السعودي على مستوى العالم.

وأعربت السعودية في أكثر من تصريح لعدد من مسؤوليها، عن استعدادها لمواصلة جهود الوساطة بين روسيا وأوكرانيا للتوصل إلى تسوية سلمية، فهل يتحقق اللقاء الأول لزعيم أمريكا الجديد مع رئيس روسيا، ويكون بوابة لإنهاء الحرب.

تصريح وتأكيد

في أحدث تصريحات له (12 فبراير 2025)، كشف ترامب أنه اتفق مع نظيره الروسي، في مكالمة هاتفية، على بدء المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مرجحاً أن يجريا لقاءً ثنائياً في السعودية.

وأعرب ترامب عن توقعاته بحضور بوتين إلى الولايات المتحدة، ثم ذهابه هو إلى روسيا، مضيفاً: “ولكن من المحتمل أن نلتقي أولاً في السعودية”.

وأوضح: “سوف نجتمع للمرة الأولى في السعودية وسننظر في ما يمكننا القيام به، فنحن نريد إنهاء هذه الحرب. وعلى الأرجح، سنلتقي أولاً في السعودية”.

وفي الـ13 فبراير، قال الكرملين في بيانٍ له، إن اتصالات العمل بين روسيا والولايات المتحدة سيتم توسيعها في الأيام والأسابيع المقبلة، مشيراً إلى أن الرياض وردت في محادثات بوتين وترامب كمكان محتمل للقاء لكن القرار النهائي لم يتخذ بعد.

معلومات سابقة

وقبل هذه التصريحات، كانت تسريبات قد تناقلتها وسائل إعلام من بينها وكالة “رويترز”، نقلت عن مصدرين روسيين قولهما إن السعودية والإمارات مكانان محتملان لاستضافة قمة بين ترامب وبوتين.

وزار مسؤولون روس كبار كلاً من السعودية والإمارات العربية المتحدة في الأسابيع الأخيرة، حسب ما قال مصدران روسيان وصفتهما “رويترز” بالمطلعين وتحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما.

وإلى جانب علاقاتها الوثيقة بالولايات المتحدة احتفظت كل من السعودية والإمارات بعلاقات مع روسيا، واختارت الحياد طوال الحرب على أوكرانيا، وامتنعت عن الانضمام للغرب في انتقاد موسكو ومعاقبتها.

كما حافظ البلدان على اتصالات منتظمة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ولا تتمتع السعودية إلى جانب الإمارات بعضوية في المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة توقيف بحق بوتين تمنعه من زيارة عدد من الدول.

وسيطاً مهماً

يرى الباحث السياسي نجيب السماوي أن ثقة الجميع مؤخراً في السعودية “جعلت من إدارتي أمريكا وروسيا تتجهان للقاء مرتقب في الرياض بضيافة القيادة السعودية”.

ويشير في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، إلى أن إعلان ترامب عن نيته لقاء بوتين في السعودية “يعكس تغيراً في طبيعة الوساطة الدولية، حيث أصبحت الرياض لاعباً رئيسياً في الدبلوماسية العالمية كما هو الموقف حالياً”.

ولفت إلى أن اختيار السعودية تحديداً “ربما يرجع لأكثر من أمر، الأول أن السعودية نجحت في إقناع ترامب في قدرتها على إقناع روسيا في تقديم تنازلات بشأن الحرب، وكان دليل ذلك الإفراج عن الأسير الأمريكي مارك فوغل، والتي كانت رسالة من الرياض بقدرتها على تقديم وساطة بين الجانبين”.

أما الأمر الآخر وفق السماوي فيرجع إلى “أن ترامب مع إعلانه بأن زيارته الأولى قد تكون السعودية، فأراد ولي العهد السعودي أن يجعلها زيارة مختلفة عن الزيارات السابقة لتعزيز مكانة بلاده وتحويل الزيارة إلى قمة ثنائية تجمع الرئيس الأمريكي والروسي”.

ويؤكد أنه في حال “نجح بن سلمان في جمع ترامب وبوتين، فإنها ستكون خطوة كبيرة تقدم عليها الرياض في سبيل إثبات وجودها كقوة دولية لا يستهان بها، ورسالة للجميع بأنها حليف أكبر قطبين في العالم ولا يمكن تجاوزها”.

وساطات مهمة

وسبق أن نجحت السعودية بقيادة وساطة بين روسيا وأوكرانيا، قادها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أسهمت في الإفراج عن 10 أسرى من المغرب وأمريكا وبريطانيا والسويد وكرواتيا.

كما ساهم شخصياً في تحقيق صفقة تبادل السجناء بين روسيا وبيلاروس من جهة، والولايات المتحدة وألمانيا من الجهة الأخرى في أغسطس عام 2024، حيث أفرجت موسكو عن 16 شخصا مقابل إفراج الدول الغربية عن 8 مواطنين روس.

لكن أبرز الأسرى المفرج عنهم، هو الأمريكي مارك فوغل منتصف فبراير الجاري، حيث نقلت وكالة “رويترز”، عن مصادر خاصة، أن ولي العهد السعودي شارك في مفاوضات إطلاق سراحه، فقد كان مسجوناً في روسيا منذ عام 2021، مقابل إعادة مواطن روسي آخر من السجون الأمريكية.

وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قال إن ولي العهد السعودي كان له “دوراً فعالاً” في إطلاق سراح الأمريكي فوغل الذي كان محتجزاً في روسيا وأطلق سراحه مؤخراً.

وقال ويتكوف: “لقد كان مشجعاً ودافعاً وباحثاً عن النتيجة الصحيحة، وكان ذلك مفيداً بالفعل”.

وفي أغسطس 2023، انعقدت محادثات جدة حول الحرب الروسية الأوكرانية، وكانت إحدى المحاولات السعودية بهدف تحقيق اختراق على صعيد حلحلة الأزمة كما ترى موسكو، ونظر إليها إلى أنها أرست أسساً نحو تسوية سياسية للحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى