غزة 2025.. أحلام البقاء في مواجهة الإبادة الإسرائيلية
تتركز آمال سكان قطاع غزة في وقف العدوان الإسرائيلي عليهم وإعادة بناء منازلهم وترك حياة الخيام
يحمل سكان غزة قطاع آمالاً كبيرة لعام 2025، رغم التحديات المستمرة، والتي أصعبها وأكثرها قسوة، هو استمرار الإبادة الجماعية التي تنفذها “إسرائيل” ضدهم منذ السابع من أكتوبر 2023.
أمنيات الغزيين ليست مجرد أحلام، بل هي أدنى حقوقهم الإنسانية الأساسية فأمنياتهم تتركز في وقف العدوان الإسرائيلي عليهم، وإعادة بناء منازلهم، وترك حياة الخيام وعيش حياة مليئة بالأمان والاستقرار وفرص الحياة الكريمة.
وجاءت أمنيات الغزيين، في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال عدوانها براً وبحراً وجواً على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 45 ألفاً و484 وإصابة 108 آلاف و90 آخرين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وسط وضع إنساني كارثي بسبب القيود الإسرائيلية على دخول المواد الأساسية والمساعدات الحيوية.
العلاج والأمان
من على سرير المرضى داخل مجمع ناصر الطبي، يوجد بعض الأمل لدى الستيني، طلعت صادق في إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإمكانية السماح له بالسفر إلى إحدى الدول العربية لإكمال علاجه وإجراء عملية قلب مفتوح له.
ويقول صادق لـ”الخليج أونلاين”: “نحن أهل غزة نستحق أن نعيش كباقي العالم خلال عام 2025 بسلام وبدون قتل يومياً، ونحصل على علاجنا وهو أدنى حقوق الإنسان الأساسية الموجود حتى في دول العالم النائية”.
ويوضح صادق أن الحقوق التي يتمنى سكان غزة الحصول عليها، هي خارج تفكير الناس خارج القطاع، حيث لا يتخيل أحد في العالم أن يكون محروم من الحصول على علاجه، أو تناوله لرغيف الخبز، وشرب الماء النظيف، والاستحمام بمياه نظيف.
ويأمل الستيني صادق أن يكون عام 2025، آخر أعوام الحروب والمعاناة على سكان قطاع غزة، وينتهي الكابوس الذي لازمهم منذ أكثر من عام.
التعليم والاقتصاد
الطالبة الجامعية، بيان عاشور، تقول إن أمنياتها الرئيسية في عام 2025، هي رفع الحصار الإسرائيلي بشكل كامل عن قطاع غزة، وتحسين الظروف الاقتصادية، وعودة الحياة الطبيعية للقطاع، وإعادة بناء المنازل، والمطاعم، والجامعات.
وتقول عاشور لـ”الخليج أونلاين”: “أدرس تخصص التمريض في جامعة فلسطين وسط قطاع غزة، وحالياً جيش الاحتلال حول الجامعة إلى مقر رئيس لقواته، وأصبحت أيضا ضمن ما يعرف بمحور نيتساريم، وهذا حطم حلمي بالعودة إلى جامعتي”.
وتأمل عاشور العودة إلى جامعتها وإكمال حياتها التعليمية والالتحاق بمهنة التمريض في مستشفيات غزة بعد إعادة إعمارها.
وخلال الحرب على قطاع غزة، تعرضت 12 مؤسسة تابعة للتعليم العالي لدمار كلي أو جزئي بسبب القصف الإسرائيلي وهي: الجامعة الإسلامية، وجامعة الأزهر، وجامعة فلسطين، وجامعة غزة، والكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وكلية مجتمع جامعة الأقصى، وكلية فلسطين التقنية، والكلية الجامعية للعلوم والتكنولوجيا، وكلية الرباط الجامعية، وكلية الدراسات المتوسطة- جامعة الأزهر، والكلية العربية للعلوم التطبيقية، وفقاً لوزارة التربية التعليم الفلسطينية.
وتقول عاشور: “أتمنى في حالة توقفت الحرب، أن يتم تعزيز فرص التعليم العالي، ودعم المشاريع الريادية، وخلق بيئة مشجعة للإبداع والابتكار، وتوفير فرص عمل، وخلق بيئة آمنة للأجيال القادمة، وتوفير الكهرباء والماء بشكل مستمر، والحرية في التنقل والسفر، وفتح المعابر بشكل دائم”.
أما الشاب، محمد عامر وهو صاحب متجر صغير بمدينة خان يونس، فيتمنى أن يتم تعزيز الاستيراد والتصدير في قطاع غزة، ودعم الاقتصاد المحلي وعودة نشاطه، والعيش بكرامة، وتحسين الخدمات الأساسية.
ويقول عامر في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “أحلامنا في عام 2025 هي بسيطة جداً، وعادية لكل العالم خارج غزة، ولكن هي مهمة جداً لنا حالياً لأننا سنبدأ من الصفر في حياتنا في حالة توقفت الحرب”.
ويتمنى عامر كحال الكثير من الغزيين، أن يتم دعم إعادة الإعمار وتعويض المتضررين من العدوان الإسرائيلي على القطاع بعد توقفه خلال عام 2025.
يوضح أن سكان قطاع غزة تتشابه أحلامهم في عام 2025، حول أن يعم السلام، ويتوقف القتل وسفك الدماء، والدمار الكبير الذي أحدثه جيش الاحتلال.
وأظهرت إحصائيات وزارة الإشغال والإسكان الفلسطينية، تدمير جيش الاحتلال 70% من قطاع الإسكان في غزة، إذ دمر 170 ألف وحدة سكنية كلياً، و80 ألفاً دماراً جزئياً بالغاً، في حين بلغ عدد الوحدات السكنية المدمرة جزئياً ولكنها صالحة للسكن نحو 200 ألف.