“غزة بدون وقود”.. القطاع الصحي في خطر والاتصالات مهددة
المستشفيات لا يتوفر لديها أي مخزون من الوقود، ويتم العمل من خلال تشغيل المولدات وهي المصدر الرئيس للكهرباء.
تهدد أزمة الوقود في قطاع غزة استمرار عمل المشافي وحياة الجرحى والمرضى، فضلاً عن تعطل سيارات الإسعاف والدفاع المدني عن أداء مهامهم.
ويتحمل الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل عدوانه على قطاع غزة لليوم 463، المسؤولية الكاملة عن نقص الوقود من خلال تشديد حصاره ومنع إدخال متطلبات الطاقة عبر معبر كرم أبو سالم الذي يسيطر عليه بشكل كامل.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشهد القطاع الصحي في غزة تحديات غير مسبوقة مع انقطاع إمدادات الكهرباء عن المستشفيات بشكل كامل، ما أجبرع على الاعتماد الكامل على المولدات الكهربائية التي تستهلك كميات هائلة من الوقود يومياً.
آثار مدمرة
أبرز آثار نقص الوقود، ظهرت حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن وفاة مريضة (8 يناير) جراء توقف مولدات الكهرباء ما أدى لتعطل عمل أجهزة غسيل الكلى.
كذلك، خرجت مستشفى غزة الأوروبي في مدينة خان يونس جنوب القطاع عن العمل، نتيجة توقف مولدات الطاقة وهو ما يهدد حياة المرضى والجرحى، وأطفال الحضانات والمرضى في العناية المركزة.
مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس أيضاً، أعلن توقف كامل مولداته الكهربائية، نتيجة انعدام الوقود وحاجته لـ 5500 لتر سولار يومياً لضمان استمرار تقديم الخدمة الطبية.
مدير عام المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة الدكتور مروان الهمص، أكد لـ”الخليج أونلاين” أن “الاحتلال الإسرائيلي يسمح بإدخال الوقود بكميات قليلة جداً، ويتبع ما بات يعرف بسياسة التقطير للمستشفيات ما يهدد حياة الجرحى والمرضى”.
كما حذر الهمص من أن “استمرار منع ادخال الوقود للمستشفيات والقطاع الصحي بشكل عام في قطاع غزة، سيتسبب بكارثة كبيرة، خاصة في حالة توقفت الأقسام الرئيسية عن العمل وتقديم الخدمة الطبية للجرحى والمرضى”.
وبين أن “المستشفيات لا يتوفر لديها أي مخزون من الوقود، ويتم العمل من خلال تشغيل المولدات وهي المصدر الرئيس للكهرباء بسبب قطع الاحتلال للتيار الكهربائي عن قطاع غزة”.
تعطل الإسعاف
أزمة الوقود أدت أيضاً إلى تعطل سيارات الإسعاف، وهو ما أكده الناطق باسم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل لـ”الخليج أونلاين”، الذي قال: “توقفنا عن العمل وأصبحنا غير قادرين على التحرك والاستجابة لنداءات الاستغاثة التي تصلنا من المواطنين”.
كما أوضح في هذا الصدد أن “عدم وجود الوقود يتسبب في إبقاء المصابين والمفقودين أسفل الأنقاض لعدم وجود طواقم أو سيارات لجهاز الدفاع المدني، الذي يعاني أصلاً من مشاكل عديدة أبرزها غياب قطع الغيار لمركباته، والاستهداف المستمر لهم من قبل جيش الاحتلال”.
وحذر من أن “عدم تزويد سيارات جهاز الدفاع المدني بالوقود، سيتسبب في بقاء الشهداء والجرحى عرضة للنهش من قبل الكلاب والقطط في الشوارع”.
كما أشار إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي دمر معظم المعدات والأجهزة وقطع الإصلاح التي كانت متوفرة في السوق المحلي، وتلبي متطلبات صيانة مركباتنا بالحد الأدنى، كما دمر المخزون الخاص للدفاع المدني من هذه المعدات”.
توقف الاتصالات
قطاع الاتصالات أيضاً قد تطاله أزمة نقص الوقود حيث حذر وزير الاتصالات والاقتصاد الرقمي عبد الرزاق النتشة، من بدء تأثر خدمات الاتصالات (الثابتة والخلوية) والإنترنت في غزة مما يفاقم الكارثة الإنسانية.
وقال النتشة في بيان له وصل “الخليج أونلاين” نسخة منه” (10 يناير) أن “تعذر دخول الوقود خلال الأيام الماضية، أدى إلى نقص حاد في الكميات اللازمة لتشغيل الشبكات، الأمر الذي سيتسبب في توقف العديد من محطات الاتصالات في مختلف أنحاء القطاع”.
كما شدد على أنه “ستبدأ انقطاعات واسعة في خدمات الاتصالات الثابتة بمناطق وسط وجنوب القطاع، على أن تمتد لاحقاً لتشمل الخدمات الثابتة والخلوية في باقي المناطق خلال اليومين المقبلين، بحال استمرت الأزمة” مشيراً إلى أن “محافظة شمال غزة تعاني من انقطاع كامل في خدمات الاتصالات منذ حوالي 100 يوم، نتيجة منع الاحتلال وصول الوقود إلى تلك المناطق”.
ولفت إلى أن “توقف خدمات الاتصالات في ظل هذه الظروف، يمنع تواصل طواقم الدفاع المدني والهلال الأحمر، ويحول دون تمكين الفلسطينيين من الوصول إليها، كما يعرقل قدرة المؤسسات الصحية والدولية على أداء مهامها، ما يزيد من تدهور الوضع الإنساني”.
وأكد النتشة أن “طواقم الوزارة مستمرة في العمل بالتعاون مع المؤسسات الدولية والأممية لحل الأزمة” مشيداً بالجهود التي تبذلها طواقم شركات الاتصالات الفلسطينية التي تعمل في ظروف ميدانية بالغة الخطورة، من منطلق واجبها الوطني والإنساني، لمحاولة إصلاح الأعطال وضمان استمرار الخدمات قدر الإمكان.