الخزانة الأمريكية: منذ عامين، انخرطت “الدعم السريع” التابعة لحميدتي في صراع مسلح وحشي مع القوات المسلحة السودانية للسيطرة على السودان
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، أمس الثلاثاء، فرض عقوبات على قائد قوات “الدعم السريع” في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بالإضافة إلى سبع شركات مقرها الإمارات.
وقال مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية في بيان، إنه فرض عقوبات على “حميدتي”، بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098، الذي ينص على “فرض عقوبات على أشخاص معينين يزعزعون استقرار السودان ويقوضون هدف الانتقال الديمقراطي”.
وأضاف البيان، أنه منذ ما يقرب من عامين، انخرطت قوات “الدعم السريع” التابعة لحميدتي في صراع مسلح وحشي مع القوات المسلحة السودانية للسيطرة على السودان، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف، وتشريد 12 مليون سوداني، وإحداث مجاعة واسعة النطاق.
وقال نائب وزير الخزانة والي أديمو: “تواصل الولايات المتحدة الدعوة إلى إنهاء هذا الصراع الذي يعرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر”، مضيفاً: “تظل وزارة الخزانة ملتزمة باستخدام كل أداة متاحة لمحاسبة المسؤولين عن انتهاك حقوق الإنسان للشعب السوداني”.
وأوضح البيان، أن “قوات الدعم السريع تحت قيادة حميدتي ومن خلال حملتها في دارفور والجزيرة ومناطق قتالية أخرى، ارتكبت قائمة طويلة من جرائم الحرب والفظائع الموثقة، بما في ذلك عمليات القتل بدوافع عرقية والعنف الجنسي كسلاح في الحرب”.
وأشار إلى أنه بصفته القائد العام لقوات الدعم السريع، “يتحمل حميدتي المسؤولية القيادية عن الأفعال البغيضة وغير القانونية التي ارتكبتها قواته”.
7 شركات إماراتية
كما شملت العقوبات 7 شركات مقرها الإمارات، بينها شركة “كابيتال تاب”، متهمة إياها بتقديم الأموال والمعدات عسكرية لقوات “الدعم السريع”، تحت قيادة المواطن السوداني أبو ذر عبد النبي حبيب الله أحمد.
ومن ضمن الشركات المستهدفة بالعقوبات الأمريكية، شركة “كرييتيف بايثون” المحدودة وشركة “الزمرد والياقوت” للذهب والمجوهرات وشركة “الجيل القادم” للتجارة العامة.
وفي أول تعليق رسمي على العقوبات الجديدة، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن واشنطن فرضتها على قائد قوات الدعم السريع “لدوره في الفظائع الممنهجة المرتكبة ضد الشعب السوداني”.
وأضاف أن “عناصر من قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وتطهيراً عرقياً وإبادة جماعية في السودان”، مؤكداً على أن الولايات المتحدة “ملتزمة بمحاسبة المسؤولين عن الفظائع المرتكبة في السودان”.
ولفت بلينكن إلى أن العقوبات الحالية هي جزء من جهود واشنطن لتعزيز المساءلة لكل الأطراف المتحاربة التي تغذي أفعالها الصراع، وفق تعبيره.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت في نوفمبر الماضي عقوبات على قيادي آخر في قوات “الدعم السريع” هو عبد الرحمن جمعة بارك الله، بتهمة ارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في إقليم دارفور غربي السودان.
ويشهد السودان حرباً داخلية شرسة، منذ أبريل 2023، بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، تسببت في مقتل وإصابة عشرات الآلاف، ونزوح أكثر من 11 مليون مدني، بينهم 3 ملايين إلى خارج البلاد، بحسب بيانات أممية.
