عام على العدوان الإسرائيلي.. ما مصير المشاريع الخليجية في غزة؟
غالبية مشاريع الإسكان والبنية التحتية التي مولتها دول الخليج في غزة دمرها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
لم تترك آلة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة خلال العام الماضي، حجراً على حجر، إذ طالت عمليات التدمير الممنهجة معظم المشاريع السكنية والبنى التحتية ومن بينها تلك التي موَّلتها دول الخليج العربي خلال السنوات الماضية.
ومن “الحي السعودي” في رفح أقصى جنوبي القطاع، إلى “مستشفى حمد للأطراف الاصطناعية” و”مدينة حمد السكنية” الممولة من قطر، كلها شواهد على الدمار الذي ألحقه العدوان الإسرائيلي بمشاريع حيوية أسهمت بشكل كبير في تحسين حياة الفلسطينيين وتخفيف أعبائهم.
الحي السعودي
أحد أبرز المشاريع السكنية الممولة من المملكة العربية السعودية، والذي تم بناؤه عام 2013 بتكلفة إجمالية بلغت 113 مليون دولار.
صُمم المشروع لتوفير وحدات سكنية لمئات العائلات التي فقدت منازلها في الحروب الإسرائيلية السابقة، على القطاع.
لكن، خلال العدوان الأخير، تعرض “الحي السعودي” في مدينة رفح لدمار هائل، مما حوَّل هذه المنطقة السكنية إلى حطام، لتفقد مئاتٌ من العائلات منازلها.
واستهداف الحي لم يكن مجرد تدمير للمباني، بل كان رسالة تدميرية تهدف إلى ضرب استقرار العائلات الفلسطينية التي استفادت من المشروع.
مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية
المستشفى، الذي تم إنشاؤه في 2016 بتوجيهات الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وبتكلفة عالية، يُعتبر واحداً من المرافق الصحية الأكثر أهمية في غزة.
وكان المستشفى يقدم خدمات التأهيل والعلاج الطبيعي وتركيب الأطراف الصناعية للمصابين، لكنه الآن خرج عن الخدمة بالكامل بعد أن دمره القصف الإسرائيلي، مما حرم آلاف المرضى من خدماته الحيوية، خاصة في ظل تزايد الإصابات بفعل العدوان الإسرائيلي.
مدينة حمد السكنية
مدينة حمد، التي أنشأتها قطر بتكلفة بلغت 407 ملايين دولار، كانت شاهدة على تاريخ من الدعم القطري لقطاع غزة.
المدينة التي تضم 53 عمارة سكنية تحتوي على 3000 وحدة سكنية، استُهدفت مرتين خلال الحرب الأخيرة، مما تسبب في أضرار جسيمة بها. هذه المدينة، التي بُنيت لتوفير سكن آمن ومستقر لمئات العائلات، تحولت إلى منطقة دمار بفعل القصف الإسرائيلي المتكرر، ليفقد عشرات الآلاف ممن كانوا يقطنونها منازلهم.
وتبرعت قطر لبناء المدينة بمنحة في 2012 عقب الحرب الإسرائيلية الثانية على القطاع ضمن خطة قطرية لإعادة إعمارغزة.
وفي يناير 2016، سلّمت قطر شقق “المرحلة الأولى” من مدينة الشيخ حمد السكنية، وحينها أكد وزير الإسكان والأشغال العامة الفلسطيني آنذاك، مفيد الحساينة، أن “مشروع مدينة الشيخ حمد يعتبر المشروعَ الإسكاني الأول من نوعه، من حيث التخطيط وآلية إدارة المشروع الذي صُمم بحيث يستفيد منه أكبر شريحة من أبناء غزة وفق نظام التقسيط المُيسّر لمدة تصل إلى عشرين عاماً”.
شارع صلاح الدين.. “شريان غزة”
يعد شارع صلاح الدين من أكبر مشاريع البنية التحتية التي مولتها قطر في قطاع غزة. وهذا الشارع، الذي يمتد على مسافة 30 كم، يعتبر الشريان الرئيس الذي يربط شمال القطاع بجنوبه.
وتعرض هذا الطريق الحيوي لقصف عنيف وتجريف واسع من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه، وكان المشروع قد نُفذ بتكلفة إجمالية بلغت 84 مليون دولار، ويخدم آلاف الفلسطينيين الذين ينتقلون من محافظات الجنوب والوسط إلى مدينة غزة وبالعكس يومياً.
ويؤكد مدير الإعلام ببلدية مدينة خان يونس، صائب لقان، أن شارع صلاح الدين من أبرز المشاريع القطرية التي خدمت قطاع غزة خلال السنوات الماضية، وأسهم في تخفيف الازدحام المروري، وتقليل الحوادث المرورية.
ويقول لقان في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي شارع صلاح الدين، وهو المشروع القطري الذي كان ينتظر سكان قطاع غزة الانتهاء منه”.
ويوضح أن تدمير الاحتلال شارع صلاح الدين يأتي ضمن استهداف الاحتلال المتعمد للبنية التحتية بقطاع غزة.
بنايات سكنية
وضمن سلسلة المشاريع القطرية في غزة، شُيدت العديد من العمارات السكنية بحي بيسان في بيت لاهيا شمالي القطاع ومنطقة جحر الديك وسط القطاع، بتكلفة إجمالية تجاوزت 8 ملايين دولار.
هذه العمارات، التي كانت تؤوي مئات الأسر الفلسطينية، استُهدفت بشكل مباشر في العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، مما أدى إلى تدميرها وتشريد سكانها مجدداً.
ووفق مراقبين، فإن استهداف مشاريع البنية التحتية الخليجية في غزة، سواء كانت مشاريع سكنية أو مستشفيات أو طرق، يشكل جزءاً من سياسة متعمدة تهدف إلى نسف الجهود الإنسانية الرامية إلى إعادة إعمار القطاع ودعم صمود أهله.